السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من سير الصالحين في رمضان (6)إسلام جَرير بن عبدالله البجلي في رمضان:
جاء في ترجمة جَرير بن عبدالله البَجلي، وهو من أعيان الصحابةِ، والذي أسلَم في رمضان، وكان مِن آخِرِ مَن أسلم، وبايع النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - على النُّصح لكل مسلم؛ جاء في صفة إسلامه:
عن الواقدي: حدثنا عبدالحميد بن جعفرٍ، عن أبيه، قال: قدِم جريرٌ البجلي المدينةَ في رمضان سنة عشر، ومعه مِن قومه خمسون ومائة.
فقال رسولُ الله: ((يطلُع عليكم من هذا الفجِّ مِن خير ذي يَمَنٍ)).
فطلع جريرٌ على راحلته، ومعه قومه، فأسلَموا.
وروى أحمد قال: حدثنا إسحاق الأزرق، حدثنا يونس، عن المغيرة بن شِبل، قال: قال جرير: لمَّا دنَوْتُ من المدينة، أنختُ راحلتي، وحللت عَيْبتي، ولبِسْتُ حُلَّتي، ثم دخلت المسجد، فإذا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب؛ فرماني النَّاس بالحَدَقِ.
فقلتُ لجليسي: يا عبد الله، هل ذكَر رسول الله من أمري شيئًا؟ قال: نعم، ذكَرك بأحسنِ الذِّكر، بينما هو يخطُب، إذ عرَض له في خطبته، فقال: ((إنه سيدخُل عليكم من هذا الفجِّ مِن خيرِ ذي يَمَنٍ، ألا وإن على وجهه مسحةَ مَلَكٍ))، قال: فحمِدْتُ الله.
سير أعلام النبلاء (2/ 531).
♦ ♦ ♦ ♦
أهلَكه الله في رمضان:
قال الإمام الذهبي في بداية ترجمة الحجاج في "سير أعلام النبلاء": الحجَّاج: أهلَكه الله في رمضان سنة خمس وتسعين كهلاً، وكان ظلومًا، جبارًا، ناصبيًّا، خبيثًا، سفاكًا للدماء.
سير أعلام النبلاء (4/ 343).
♦ ♦ ♦ ♦
لم يُفطِر فيها يومًا:
• في ترجمة عاصم بن علي في "سير أعلام النبلاء" وهو من أهل الحديثِ، من أصحاب الإمام شعبةَ:
قال يعقوبُ بن شيبة: سمعتُ عاصمَ بن علي يقول: أخبرني أبي: أنه صام ثمانين شهر رمضان، لم يفطرْ فيها يومًا.
سير أعلام النبلاء (9/ 262).
♦ ♦ ♦ ♦
عاشوراء يفوت:
• الزهري:
محمد بن مسلم بن عبيدالله بن عبدالله بن شهاب بن عبدالله بن الحارث بن زهرةَ بن كلاب بن مرَّة بن كعب بن لؤي بن غالب، الإمامُ العَلَمُ، حافظُ زمانه، أبو بكرٍ القرشي الزُّهري المدني، نزيل الشَّام.
عن الليث، عن معاوية بن صالح، أن أبا جبلة حدَّثه قال: كنتُ مع ابن شهاب في سفر، فصام يوم عاشوراء، فقيل له: لمَ تصومُ وأنت تفطرُ في رمضان في السفر؟ قال: إنَّ رمضانَ له عدة من أيَّامٍ أُخَرَ، وإن عاشوراء يفوت.
♦ ♦ ♦ ♦
حال ابن عساكر في رمضان:
• جاء في ترجمة ابن عساكر:
وكان مواظبًا على صلاة الجماعة وتلاوة القرآن، يختمُ كلَّ جمعة، ويختم في رمضان كل يوم، ويعتكفُ في المنارة الشرقية، وكان كثيرَ النوافل والأذكار، يُحيي ليلة النِّصف والعيدين بالصلاة والتسبيح، ويحاسبُ نفسه على لحظة تذهَبُ في غير طاعة.
قال أبو المواهب: وأنا أقول: لم أرَ مثلَه، ولا من اجتمع فيه ما اجتمع فيه مِن لزوم طريقة واحدة مدةَ أربعين سنة؛ من لزوم الجماعة في الخَمْسِ في الصفِّ الأول إلا مِن عذرٍ، والاعتكاف في رمضان وعشر ذي الحجة، وعدم التطلع إلى تحصيل الأملاك وبناء الدور، قد أسقط ذلك عن نفسه، وأعرض عن طلب المناصب من الإمامة والخطابة.
سير أعلام النبلاء (20/ 562).
♦ ♦ ♦ ♦
أجود ما يكون في رمضان:
روى البخاري من حديث الزهري عن عبيدالله بن عبدالله عن ابن عباس قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجودَ الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريلُ، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضانَ، فيدارسه القرآنَ، فلَرسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أجودُ بالخير من الرِّيح المرسلة".
♦ ♦ ♦ ♦
ثم يخلو في بيته:
• عبدالله بن عونِ بن أرطبان المزني:
الإمام، القدوة، عالم البصرة، أبو عونٍ المُزنيُّ البصريُّ، الحافظ.
قال بكار بن محمد السيريني في ترجمته: كان ابنُ عون إذا حدَّث بالحديث يخشَعُ عنده حتى نرحمه؛ مخافة أن يزيدَ أو ينقص.
وكان لا يدَعُ أحدًا من أصحاب الحديث ولا غيرِهم يتبَعُه، وما رأيته يماري أحدًا، ولا يمازحه، ما رأيتُ أملَكَ للسانِه منه، ولا رأيتُه دخَل حمَّامًا قط، وكان له وكيلٌ نصراني يجبي غلته، وكان لا يزيد في شهر رمضان على حضوره المكتوبة، ثم يخلو في بيتِه.