| وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
منار العدوى عضو سوبر
| موضوع: وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ الأربعاء فبراير 25, 2015 10:30 am | |
| السلام هليكم ورحمة الله وبركاته فأين المفر..؟! وإلي أين المفر ؟! اتقوا الله ، واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله، يومَ ينفخ في الصورِ، ويبعث من في القبورِ، ويظهرُ المستورُ، يومَ تبلىَ السرائرَ، وتُكشَفُ الضمائرُ ويتميزُ البرُ من الفاجر. ثم أعلموا أن هناك حقيقةً وأيُ حقيقة! حقيقةٌ طالما غفلَ عنها الإنسانُ، ولحظةٌ حاسمةٌ ومصيرٌ ومآل. إنها لحظةُ ملاقيكُم إلى أين من هذه اللحظةِ المهرب، وإلى أين منها المفر ؟ إلى الأمام ملاقيكُم , إلى الوراءِ ملاقيكُم, إلى اليميني والشمالِ ملاقيكُم , إلى أعلا إلى أسفل ملاقيكُم لا تمنعُ منه جنود، ولا يُتَحصنُ منه في حصون، مدريكُكم أينما كنتم. إنه واعظُ لا ينطق، صامت يأخذَ الغنيَ والفقير، والصحيحَ والسقيمَ، والشريفَ والوضيع، والمقرَ والجاحدَ، والزاهدَ والعابد، والصغيرَ والكبيرَ، الذكرَ والأنثى، كلُ نفسٍ ستذوقهُ شاءت أم أبت. لعلَكم عرفتموه، لا أظنُ أحداً يجهلُه، أما حقيقتُه فالكل يجهله، إنه الموت. (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ). الموتُ ما الموت ؟ أمرُ كبار وكأسُ يدار، في من أقامَ وسار، يخرجُ بصاحبه إلى الجنةِ أو إلى النار. ما زالَ لأهلِ اللذاتِ مكدرا، ولأصحابِ العقولِ مغيرا ومحيرا، ولأرباب القلوبِ عن الرغبةِ فيما سوى اللهِ زاجرا. كيفَ وورائُه قبرٌ وحساب، وسؤالٌ وجواب، ومن بعدهِ يومٌ تدهشُ فيه الألبابُ فيعدمُ الجواب. السكرات، ما أدراكم ما السكرات ؟ عانى منها رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فكان يقول: لا إله إلا الله إن للموت سكرا، اللهم هون علينا سكرات الموت. سكرات أي سكرات ؟ يقول العلماء كل سكرة منها أشد من ألف ضربة بالسيف. ملك الموت، ما ملك الموت؟ الدنيا بين يديه كالمائدة بين يدي الرجل يمد يده إلى ما شاء منها بأمر الله فيأخذه. وإن له لأعوانا ما يعلم عددهم إلا الله، ليس منهم ملك إلا لو أذن الله له أن يلتقم السماوات السبع والأراضين في لقمة واحدة لفعل. فلا إله إلا الله من لحظة حاسمة لو لم تعتقل الألسنة، وتخدر الأجسام وقت الاحتضار لما مات أحد إلا في شعف الجبال ألما، ولصاح الميت من شدة ما يعاني حتى تندك عليه جدران الغرفة التي هو فيها ولمستطاع أن يحضر ميتا أحدا أبدا، فنسأل الله العافية والسلامة، وأن يهون علينا السكرات. روي عن الحسن أنه قال: رأي أحد الصالحين بعد موته فقيل له كيف وجدت طعم الموت؟ قال أواه أواه وجدته والله شديدا، والذي لا إله إلا هو لهو أشد من الطبخ في القدور والنشر بالمناشير، أقبل ملك الموت نحوي حتى استل الروح من كل عضو مني فلو أني طُبخت في القدور سبعين مرة لكان أهون علي. كفى بالموت طامة وما بعد الموت أعظم. ويرى آخر بعد موته في المنام فيقال له: كيف وجدت نفسك ساعة الاحتضار؟ قال كعصفور في مقلاة لا يموت فيستريح ولا ينجو فيطير. فالله المستعان على تلك اللحظات، و اللهم هون علينا السكرات وجعلها لنا كفرات وآخر المعاناة، وهي كذلك بأذن الله للمؤمنين والمؤمنات، ولغيرهم بداية المعاناة. عبادَ الله، وفي تلك اللحظاتُ الحرجةُ ينقسمُ الناسُ إلى قسمين، إلى فريقين شقي وسعيد: فريقُ السعداء حالُهم ما حالُهم: ( تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي ْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ). ها هيَ أسماءُ بنتُ عميسٍ رضي اللهُ عنها تقول كما روي عنها: إنا لعند علي رضي اللهُ عنه وأرضاه بعدما ضربَه ابن مُلجِم عليه من الله ما يستحق. إذ بعليٍ يشهقُ شهقةً فيغمى عليه، ثم يفيقُ ثانيةً وهو يقول: مرحباً مرحبا، الحمدُ لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الجنةَ، الحمد لله الذي أذهبَ عنا الحزن، لمثلِ هذا فليعملِ العاملون، وليتنافسِ المتنافسون. فيالها من موعظة ومصير لو وافقت من القلوب حياة. من ظفر بثواب الله فكأنما لم يصب في دنياه. كأنك لم توتر من الدهر مرة .... إذا أنت أدركت الذي أنت طالبه وأسمع معي أخر لسعيد أبن جبير رضي الله عنه يوم يروي لنا قصة صحيحة متواترة كما قال الذهبي في سيره فيقول: لما مات أبن عباس رضي الله عنه في الطائف، جاء طائر لم يرى مثل خلقته فدخل نعشه، ثم لم يخرج منه، فلما دفن فإذا على شفير القبر تال يتلو لا يرى: ( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي). فيا لها من خاتمة، ويا له من مصير. والخير في الأمة يستمر، ولن تعدم الأمة خيّر، فأسمع ثالثة إلى هذا الحدث الذي ذكره صاحب كتاب "يا ليت قومي يعلمون)، قال حدثني أحد الصالحين قائلا: كان هناك رجل صالح من أهل الطائف، كان عابدا فاضلا، نزل مع بعض أصحابه إلى مكة محرما، ودخلوا الحرم بعد أن انتهت صلاة العشاء، فتقدم ليصلي بهم، وهو محرم قد خرج لله عز وجل كما يحسب، فقرأ سورة الضحى، فلما بلغ قول الله عز وجل ( وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى)، شهق وبكى وأبكى، فلما قرأ ( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى) ترنح قليلا ثم سقط ميتا. فعليه رحمة الله، ليبعث يوم القيامة بأذن الله مصليا، فمن مات على شيء بُعث عليه كما ورد عن المصطفى (صلى الله عليه وسلم). وآخر يقضي حياته مؤذنا يهتف بالتوحيد كل يوم وليلة خمس مرات، ويؤذن يوما من الأيام ثم يشرع ليقيم الصلاة، ولما انتصف في إقامة الصلاة سقط ميتا فعليه رحمة الله، سنوات يؤذن ثم يجيب داع الله مؤذنا فيُبعث يوم القيامة من أطول الناس أعناقا مؤذنا، فرحمة الله عليه. يا لها من خواتم طيبة، ملائكةٌ بيضُ الوجوه يتقدمُهم ملكُ الموت، يخاطبُ تلك الأرواح الطيبة: أيتها النفسُ الطيبةُ أخرجي إلى مغفرةٍ من الله ورضوان وربٍ راضٍ غيرِ غضبان، فتخرجُ تسيل كما تسيلُ القطرةُ من فم السقاء، وتفتحُ لها أبوابُ السماء، وتحملُ الجنازةُ على الأكتاف وهي تصيح وتقول قدمونيَ، قدموني، تسألُ فتجيبُ وتثبتُ، ويفرشُ لها من الجنة، ويفتحُ لها بابٌ إلى الجنة، قد استراحت من تعبِ هذه الدار، وإلى راحةٍ أبديةٍ في دار القرار. وفريقٌ آخر: في تلك الساعة يشقى، حسبَ أن الحياة عبثٌ ولهوٌ ولعب، وإذا به يعاني أول المعاناة. نزلت عليه ملائكةٌ سودُ الوجوه يتقدموهم ملكُ الموت –نعوذ بالله من ختام السوء وساعة السوء- يقول أيتها النفسُ الخبيثةُ أخرجي إلى سخطٍ من الله وغضب. فتنتزَعُ نزعاً بعد أن تُفرقَ في الجسد، ثم ترفعُ فلا تُفتحُ لها أبوبُ السماء، تحملُ الجنازةُ على الأكتافِ وهي تصيح: يا ويلها أين تذهبون بها، ثم تسألُ فلا تجيب، ويفرشُ لها من النار، ويفتحُ لها بابٌ إلى النار، فنعوذ بالله من النار ومن سوءِ الختامِ وغضبِ الجبار. ذكر صاحب قصص السعداء والأشقياء أنه وقع حادث في مدينة الرياض على إحدى الطرق السريعة لثلاثة من الشباب، كانوا يستقلون سيارة واحدة، توفي اثنان منهما في الحال، وبقي الثالث في آخر رمق، يقول له رجل المرور الذي حضر الحادث قال لا إله إلا الله، فأخذ يحكي عن نفسه ويقول: أنا في سقر، أنا في سقر أنا في سقر حتى مات عل ذلك، فلا إله إلا الله. رجل المرور يسأل ويقول ما هي سقر، فوجد الجواب في كتاب الله عز وجل: (مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ). (سَأُصْلِيهِ سَقَرَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ * لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ * لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ). نسأل الله السلامة والعافية. فريقان لا ثالث، شقي وسعيد: فريق في الجنة وفريق في السعير. فريق استراح، وفريق استراح منه العباد والبلاد ومضى إلى جهنم وبئس المهاد. ألا ترون ألا تتفكرون ألا تنظرون، تشيعون كلَ يومٍ غادياً إلى الله قد قضى نحبه وانقضى أجلَه، حتى تغيبوه في تراب الأرضِ , وقد خُلعَ الأسباب، وتركَ الأحباب، وسكنَ الترابَ، وواجهَ الحسابَ، انتهى أجلُه وأملُه، تبعَه أهلُه ومالُه وعملُه، فرجع الأهلُ والمال وبقي العمل. فارق الأحبةَ والجيران، هجرَه الأصحابُ والخلان، ما كأنَه فرِحَ يوما ولا ض يوما ما، أرتُهنَ بعملِه فصار فقيراً إلى ما قدم غنياً عن ما تركَ. جمعوا فما أكلوا الذي جمعوا= وبنوا مساكنَهم وما سكنوا فكأنَهم كانوا بها ضعنا= لم استراحوا بها ساعةً ضعنوا ولذلك كان الرسول (صلى الله عليه وسلم) أرحم الناس بالأموات، يقول عوف ابن مالك: صلى بنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على جنازة رجل من الأنصار، يقول فتخطيت الصفوف حتى اقتربت منه، فسمعته يبكي ويقول: اللهم أغفر له، اللهم أرحمه وعافه واعف عنه، وأكرم نزله ووسع مدخله، واغسله بالثلج والماء والبرد. يقول عوف والذي لا إله إلا هو لوددت أني أنا الميت من حسن دعائه (صلى الله عليه وسلم) له. ومن رحمته بالأموات (صلى الله عليه وسلم) كان يذهب في الليل ليقف على مقبرة البقيع فيدعو لعم طويلا ويترحم عليهم طولا (صلوات الله وسلامه عليه)، فما أرسله الله إلا رحمة للعالمين. وأصحابه كذلك، أبن عمر كان إذا قرأ قول الله : (وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ ) بكى وأبكى ودعا للأموات وقال: اللهم لا تحل بيني وبين ما أشتهي، قالوا وما تشتهي؟ قال أن أقول لا إله إلا الله. فلا إله إلا الله.. ما من ميت إلا ويود أن يسجل في صحيفته لا إله إلا الله، ولكن هيهات حيل بينهم وبينها، وبقي الجزاء والحساب. فرحم الله امرأ قد من الصالحات لتلك الحفر، ورحم الله حاسب نفسه قبل ذاك اللحد الذي لا أنيس فيه ولا صاحب إلا العمل، وكفى بالموت واعظا. روي أن عمر أبنُ عبد العزيز رحمَه الله يقول لجلسائه يوما ما: | |
|
| |
منار العدوى عضو سوبر
| موضوع: رد: وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ الأربعاء فبراير 25, 2015 10:32 am | |
| روي أن عمر أبنُ عبد العزيز رحمَه الله يقول لجلسائه يوما ما: أرقتُ البارحةَ فلم أنم حتى طلعَ الفجر، قالوا ما أسهرك؟ قال لما أويتُ إلى فراشي ووضعتُ عليَ لحافي تذكرتُ القبرَ، وتذكرتُ الميتَ بعد لياليٍ تمرُ عليه، حينما تركَه أهلُه وأحبتُه وخلانه، تغير ريحُه وتمزقَ كفنُه وسرى الدودُ على خدودِه فليتك ترى تلك الرائحةَ المنتنةَ، وتلك الأكفانَ الممزقةَ، إذا لرأيتَ أمراً مهولا، ثم أنفجر يبكي ويقولُ لا إله إلا الله ولسانُ حالِه: واللهِ لو قيل لي تأني بفاحشةٍ = وأنا عُقباكَ دنيانا وما فيها لقلتُ لا والذي أخشى عقوبَتَه= ولا بأضعافِها ما كنتُ أتيها تجهزي بجهاز تبلغين به = يا نفس قبل الردى لم تخلقي عبثا كفى بالموت واعظا لمن كان له قلب أو ألقى السمع. يمر عمرو ابن العاص رضي الله عنه بالمقبرة فيبكي ثم يرجع فيتوضأ ويصلي ركعتين، فيقول أصحابه: لم فعلت ذلك ؟ قال تذكرت قول الله : (وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ ) وأنا أشتهي الصلاة قبل أن يحال بيني وبينها. عمر الذي حضرته الوفاة فبكى، فقال له ابنه يا أبتاه صف لنا الموت. قال يا بني الموت أعظم من أن يوصف، لكأن على كتفي جبل رضوى، وكأن في جوفي شوكة عوسج، وكأن روحي تخرج من ثقب ابرة، وكأن السماء أطبقت على الأرض وأنا بينهما. ثم حول وجهه إلى الحائط ليبكي بكاء مرا فيقول ابنه محسنن ظنه: أنت من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، أما فتحت مصرا، أما جاهدت في سبيل الله! فيقول يا بني لقد عشت مراحل ثلاث: لقد كنت أحرص الناس على قتل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيا ويلتاه لو مت في ذلك الوقت. ثم هداني الله فكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أحب الناس إلي، والله ما كنت أستطيع أن املأ عيني من وجهه حياء منه، والله لو سألتموني أن أصفه الآن ما استطعت، والله ما كنت أملأ عيني إجلالا له، فيا ليتني مت في ذلك الوقت لأنال دعاء النبي (صلى الله عليه وسلم). يقول ثم تخلفت بعد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فلعبت بنا الدنيا ظهرا لبطن، فما أدري أيؤمر بي إلى الجنة أو النار، لكن عندي كلمة أحاج بها لنفسي عند الله هي لا إله إلا الله محمد رسول الله. ثم قبض على لا إله إلا الله:( يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ). يقول أبن عوفٍ رضي الله عنه: خرجتُ مع عمرَ رضي الله عنه إلى المقبرة، فلما وقفنا عليها، ارتعد وأختلس يدَه من يدي، ثم وضع نفسَه على الأرض وبكى بكاءً طويلاً. فقلت ما لك يا أميرَ المؤمنين ؟ قال يا ابن عوف ثكلتك أمك أنسيت هذه الحفرة. حاله يقول: لمثل هذا فأعد. شد حيازيمك للموت فإن الموت لاقيك ........ لأن لا تجزع للموت إذا حل بواديك. كفى بالموت واعظا، وبسير الصالحين عنده عبرا.
تحل السكرات بمحمد ابن أدهم فيقول لخادمه: وقد أصابته رعده، يصيح ويقول: ما لي وللناس، والذي لا إله إلا هو لو استطعت أن أتطوع لله وحدي حيث لا يراني ملكاي لفعلت خوفا من الرياء، ولكن لا أستطيع. كان يدخل بيته ومعه كوز ماء فيغلق بابه ويقرأ القرآن ويبكي وينشج، فيسمعه ابن له صغير فيقلده في البكاء، فإذا خرج من بيته غسل وجهه واكتحل لكي لا يرى أثر البكاء عليه. يقول خادمه: دخلت عليه قبل موته بأربعة أيام فقال: يا أبا عبد الله أبشر فقد نزل بي الموت، وقد من الله علي أن ليس عندي درهم يحاسبني الله عليه، فقد علم ضعفي فإني والله لا أطيق الحساب، فلم يدع عندي شيء يحاسبني عليه فله الحمد. ثم قال لخادمه أغلق علي الباب، ولا تأذن لأحد علي حتى أموت وأعلم أني أخرج من الدنيا ليس عندي ميراث غير كسائي وإنائي الذي أتوضأ فيه، فغطوا علي بكسائي وتصدقوا بإنائي على مسكين يتوضأ فيه. ثم لفظ روحه في اليوم الرابع ليلقى الله ليس معه من الدنيا شيء، فرحمه الله رحمة واسعة. خذ القناعة من دنياك وأرضى بها= لو لم يكن لك فيها إلا راحة البدن وانظر إلى من حوى الدنيا بأجمعها= هل راح منها بغير الحنط والكفن كفى بالموت واعظا. | |
|
| |
منار العدوى عضو سوبر
| موضوع: رد: وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ الأربعاء فبراير 25, 2015 10:32 am | |
| ووالله لو كان الأمرُ سينتهي بالموت لكان هيناً سهلاً، لكنَه مع شدتِه وهولِه أهونُ مما يليه، والقبرُ مع ظلمتِه أهونُ مما يليه، كلُ ذلك هينٌ إذا قُرنَ بالوقوفِ بين يدي الله الكبيرِ المتعال. تلفت المرءُ يميناً فلم يرى إلا ما قدم. وشمالاً فلم يرى إلا ما قدم. ونظرَ تلقاء وجه فلم يرى إلا النار. فيا له من موقفٍ ويا لها من خطوبٍ تذهلُ المرضعةُ عما أرضعت وتضعُ كلُ ذاتِ حملٍ حملها، وترى الناسَ سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد. يبلغ العرق أن يلجم الناس إلجاما، والشمس تدنو منهم قدر ميل، فيالها من أحداثٍ مجردُ تصورُها يخلعُ ويذيبُ الأكباد. يومُ القيامةِ لو علمت بهولِه ......... لفررتَ من أهلٍ ومن أوطانِ. روي عن الحسن رضي الله عنه: أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان رأسُه ذات يوم في حجرِ عائشة، فنعس فتذكرت الآخرة فسالت دموعُها على خدِ رسولَ الله (صلى الله عليه وسلم)، فأستيقظَ بدموعها ورفع رأسه وقال ما يبكيك؟ قالت يا رسول الله ذكرتُ الآخرة، فهل تذكرونَ أهليكُم يومَ القيامة؟ قال (صلى الله عليه وسلم) والذي نفسي بيده في ثلاثةِ مواطنَ فإن أحداً لا يذكرُ إلا نفسَه: إذا وضعتِ الموازين حتى ينظرَ أبنُ أدمَ أيخفُ ميزانُه أم يثقل. وعند الصحف حتى ينظرَ أبيمينِه يأخذُ أم بشمالِه. وعند الصراط حتى ينظرَ أيمرَ أم يكب على وجههِ في جهنم. يؤتي بابن أدم حتى يوقفُ بين كفتي الميزان، فتصور نفسِك يا عبد الله وأنت واقفٌ بين الخلائقَ إذ نوديَ باسمك، هلمَ إلى العرضِ على اللهِ الكبير المتعال. قمتَ ولم يقم غيرك ترتعدُ فرائصُك، تضطربُ رجلاك وجميع جوار، قلبك لدى حنجرتك، خوفٌ وذلٌ وانهيار أعصاب: شبابكَ في ما أبليتَه ؟ عمرُك فيما أفنيتَه ؟ مالُك من أين اكتسبتَه وفيما أنفقتَه ؟ علمُك ماذا عملتَ به ؟ هذه الأسئلةُ فما الإجابةُ. كم من كبيرةٍ نسيتهَا قد أثبتَها عليك الملك. كم من بليتٍ أحدثتهَا. كم من سريرةٍ كتمتها ظهرت وبدت أمامَ عينيك. أعظمِ به من موقف، وأعظم به من سائلٍ لا تخفى عليه خافيةٍ، وأعظمِ به من حياءٍ يداخلُك وغم وحزنٍ وأسفٍ شديد، فإما أن يقول الله: يا عبدي أنا سترتُها عليكَ في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم. فيا لسرورِك وهدئت بالك واطمئنان قلبك والمنادي ينادي: سعدَ فلانُ أبن فلان سعادةً لا يشقى بعدها أبدا. وأما أن يقولَ الله – عافاك وسلمك الله– إما أن يقول: خذوه فغلوه ثم الجحيمَ صلوه فيذهبُ بك إلى جهنمَ مسود الوجه، كتابك في شمالك ومن وراء ظهرك قد غلت ناصيتك إلى قدمك، أي خزي وأي عارٍ على رؤوس الخلائق ينادى: شقي فلانُ أبن فلان شقاوة لا يسعدُ بعده أبدا. | |
|
| |
منار العدوى عضو سوبر
| موضوع: رد: وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ الأربعاء فبراير 25, 2015 10:33 am | |
| الأمر خطير جد خطير، إبليس قد قطع العهد على نفسه ليغوينكم أجمعين، فقال: وعزتك وجلالك يا رب لا أزال اغويهم ما دامت أرواحهم في أجسادهم. والله برحمته ومنه يقول: وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني. فالبدار البدار، والتوبة التوبة، والاستغفار الاستغفار لا يهلك إلا هالك، ولا يشقى إلا شقي. أكثروا من ذكر هادم اللذات. زوروا المقابر فإنها تذكركم الآخرة. احضروا المحتضرين معتبرين. اصدقوا الله يصدقكم. احفظوه يحفظكم وعاملوا الله فلن تخيبوا. (وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ).
اعلموا أن الآمال تطوى، والأعمار تفنى، والأبدان تحت التراب تبلى، والليل والنهار يقربان كل بعيد ويبليان كل جديد، وفي ذلك والله ما يلهي عن الشهوات، ويسلي عن اللذات، ويرغب في الباقيات الصالحات. لتفتوا وانظروا وتدبروا وتأملوا بعيون قلوبكم أين من كان حولكم: أين من كان حولكم= من ذوي البأس والخطر أسئلوا عنهم الديار= واستبحثوا الخبر سبقونا إلى الرحيل= وإنا على الأثر كان عبد الرحمن ابنُ يزيد ابنُ معاوية خلا لعبد الملك أبنُ مروان، فلما مات عبدُ الملكِ ودفنَ وتفرق الناسُ عن قبرِه، وقفَ عليهِ عبد الرحمنُ قائلاً: أنتَ عبدُ الملك، أنت من كنتَ تعدوني خيراً فأرجوك، وتتوعدُني فأخافُك، الآن تصبحُ وتمسي وليسَ معكَ من ملكِك غير ثوبُك، وليسَ لك من مُلكِكَ سوى ترابِ أربعةِ أذرُعٍ في ذراعين. إنه لملكٌ هينٌ حقيرٌ وضيعٌ، أفٍ ثم أفٍ لدنياً لا يدومُ نعيمُها، ثم رجعَ إلا أهلِه فأجتهدَ وجد في العبادةِ وعلم أنها الباقيةَ، حتى كان كأنه شن بال من كثرة ما أجهد نفسَه في العبادة. فدخلَ عليه بعض يعاتبَه لأنه أضر بنفسه، فقال لمن عاتبه: أسألكَ عن شيء فهل تصدقني فيها، قال نعم. قال نشدتُك الله عن حالتِكَ التي أنتَ عليها أترضاها حين يأتيك الموت؟ قال اللهم لا. قال نشدتُك الله أعزمتَ على انتقال منها إلى غيرها؟، قال اللهمَ لم أشاور عقلي بعد. قال افتأمن أن لا يأتيكَ ملكُ الموتِ على الحالةِ التي أنت عليها؟ قال اللهم لا آمن. فقال حالُ ما أقام عليها عاقلٌ وما يقيم عليها ذو قلبٍ ولب، إن الطائرَ إذا علم أن الأنثى قد حملت البيض، أخذ ينقل العيدان لبناء العش قبل الوضع. أفترُاك ما علمت قُرب رحيلِك إلى القبرِ الذي ستنفردُ فيه وحدَك، ويسدُ عليك فيه بالطينِ وحدَك، آلا عملتَ لك فراشاً من تقوى الله، فمن عمل صالحاً فلأنفسِهم يمهدون. فلا يومُك الماضي عليكَ بعائد = ولا يومُكَ الآتي بهِ أنت واثقُ فاستعد وأعد. يا شابا عكف على القرآن: مسجده ومصلاه، والمسجد مظهره ومخبره اسأل الله الثبات، وازدد من الحسنات، واجعل الآخرة همك يجعل الله غناك في قلبك ويجمع لك شمل، وتأتيك الدنيا راغمة، فجد وسارع واغتنم زمن الصبا. و يا شابا هجر القرآن: وأعطى نفسَه هواها فدساها، لتقفنَ موقفاً ينسى الخليلُ به الخليل، وليركبنَ عليكَ من الثرى ثقلُ ثقيل، ولتسألنَ عن النقيرِ، والقطميرِ والصغيرِ والكبير، فعد فالعودُ أحمد قبل أن تقولَ ربي ارجعون فلا رجوع: ذهبَ العمرُ وفات، يا أسير الشهوات، ومضى وقتُك في لهوٍ وسهوٍ وسبات. يا شيخا اقترب من القبر: عرف أنه منه قاب قوسين أو أدنى، فأكثر من الاستغفار، وحبل لسانه عن الزور، ورعى رعيته كما ينبغي، وعرف قدر يومه وليلته بشراكَ بشراك، ضاعف العمل فإن الخيل إذا وصلت إلى نهاية السباق قدمت كل ما لديها من قوة لتفوز بالجائزة. ويا شيخا نسي الله في شيخوخته بعد شبابه: فارتكب الجرائم وقارف الكبائر ووقف على عتبة الموت، أين الهوى والشهوات؟ ذهبت وبقيت التبعات، تتمنى بعد يبس العود العَودَ وهيهات. | |
|
| |
منار العدوى عضو سوبر
| موضوع: رد: وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ الأربعاء فبراير 25, 2015 10:33 am | |
| يا من شاب رأسه فما استحي من الله: يا من شاب رأسه فانتهك حدود الله وأعرض عن منهج الله تب إلى الله قبل أن تكون ممن لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم. إلى من ضيعَ الصلاة وأتبعَ الشهوات. إلى المنافقين والزناة. إلى الظلمةِ والبغاة. إلى من طغى وآثر الحياة الدنيا. إلى المغتابينَ والنمامينَ والحاسدين وأكلة الربا. إلى من ألهاهم التكاثرَ فنسوا بعثرةَ المقابر وتحصيلَ من في السرائر. إلى من أضنى عينيه بمشاهدةِ المسلسلات واستقبالِ القاذورات. إلى من طربت أذنُه باستماعِ الأغنيات. إلى من شغلته أمواله المحرمة والشركات. إلى من أعمى الهوى بصرَه وأصم سمعه فكانَ حياً وهو في عدادِ الأموات. إلى الراشين والمرتشين وأهلِ السكرِ والمخدرات. إلى المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب. إلى الكاسيات العاريات. إلى العصاةِ جميعاً. من الموتِ والقبرِ والحسابِ أين المفر، أين المفر؟ (كَلَّا لا وَزَرَ * إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ). (أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ * مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ). فإن الموت لا ريب فيه، ويقين لا شك فيه (وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد) ق:19 فمن يجادل في الموت وسكرته؟! ومن يخاصم في القبر وضمته؟! ومن يقدر على تأخير موته وتأجيل ساعته؟! (فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون) الأعراف 34 فلماذا تتكبر أيها الإنسان وسوف تأكلك الديدان؟! ولماذا تطغى وفي التراب ستلقى ؟! ولماذا التسويف والغفلة وأنت تعلم أن الموت يأتي بغتة ؟! (كل نفس ذائقة الموت) آل عمران:185 (كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) الرحمن: 26،27 (كل شيء هالك إلا وجه له الحكم وإليه ترجعون) القصص:88 حقيقة الموت | |
|
| |
منار العدوى عضو سوبر
| موضوع: رد: وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ الأربعاء فبراير 25, 2015 10:34 am | |
| يخطئ من يظن أن الموت فناء محض وعدم تام، ليس بعده حياة ولا حساب ولا حشر ولا نشر ولا جنة ولا نار . إذ لو كان الأمر كذلك لا نتفت الحكمة من الخلق والوجود، ولاستوى الناس جميعاً بعد الموت واستراحوا، فيكون المؤمن والكافر سواء، والقاتل والمقتول سواء، والظالم والمظلوم سواء، والطائع والعاصي سواء، والزاني والمصلي سواء، والفاجر والتقي سواء، وهذا مذهب الملاحدة الذين هم شر من البهائم، فلا يقول ذلك إلا من خلع رداء الحياء، ونادى على نفسه بالسفه والجنون. قال تعالى: (زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير) التغابن:7 وقال سبحانه: (وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم) يس 78،79 ولو أنا إذا متنا تركنا لكان الموت غابة كل حي ولكنا إذا متنا بعـــثنا ونسأل بعده عن كل شيء
فالموت هو انقطاع تعلق الروح بالبدن، ومفارقتها له، والانتقال من دار إلى دار، وبه تطوى صحف الأعمال،و تنقطع التوبة والإمهال، قال النبي صلى الله عليه وسلم (إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر) الترمذي وابن ماجة وصححه الحاكم وابن حبان.
الموت أعظم المصائب والموت من أعظم المصائب، وقد سماه الله تعالى مصيبة في قوله سبحانه: (فأصابتكم مصيبة الموت) المائدة: 106 فإذا كان العبد طائعاً ونزل به الموت ندم أن لا يكون ازداد وإذا كان العبد مسيئاً تدم على التفريط وتمنى العودة إلى دار الدنيا، ليتوب إلى الله تعالى، ويبدأ العمل الصالح من جديد. ولكن هيهات هيهات!! قال تعالى : (وإن يستعتبوا فما هم من المعتبين) فصلت: 24 وقال سبحانه (حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب أرجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون) المؤمنون: 99،100 قد مضى العمر وفات = يا أسير الغفلات حصّل الزاد وبادر = مسرعاً قبل الفوات فإلى كم ذا التعامي = عن أمور واضحات وإلى كم أنت غارق = في بحار الظلمات لم يكن قلبك أصلا = بالزواجر والعظات بينما الإنسان يسأل = عن أخيه قيل مات وتراهم حملوه = سرعة للفلوات أهله يبكوا عليه = حسرة بالعبرات أين من قد كان يفخر = بالجياد الصافنات وله مال جزيل = كالجبال الراسيات سار عنها رغم أنف = للقبور الموحشات كم بها من طول مكث = من عظام ناخرات فاغنم العمر وبادر = بالتقى قبل الممات واطلب الغفران ممن= ترتجي منه الهبات عبرة الموت | |
|
| |
منار العدوى عضو سوبر
| موضوع: رد: وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ الأربعاء فبراير 25, 2015 10:35 am | |
| عبرة الموت يروى أن أعرابياً كان يسير على جمل له، فخر الجمل ميتاً، فنزل الأعرابي عنه، وجعل يطوف به ويتفكر فيه، ويقول: ما لك لا تقوم؟ مالك لا تنبعث؟ هذه أعضاؤك كاملة !! وجوارحك سالمة !! ما شأنك ؟ ما الذي كان يحملك ؟ ما الذي صرعك ؟ ما الذي عن الحركة منعك ؟ ثم تركه وانصرف متعجباً من أمره، متفكراً في شأنه!!
قال ابن السماك: (بينما صياد في الدهر الأول يصطاد السمك، إذ رمى بشبكته في البحر، فخرج فيها جمجمة إنسان، فجعل الصياد ينظر إليها ويبكي ويقول: عزيز فلم تترك لعزك !! غني فلم تترك لغناك !! فقير فلم تترك لفقرك !! جواد فلم تترك لجودك !! شديد لم تترك لشدتك !! عالم فلم تترك لعلمك !! يردد هذا الكلام ويبكي
اذكروا هاذم اللذات حث النبي صلى الله عليه وسلم على ذكر الموت والإكثار منه، فقال عليه الصلاة والسلام : (أكثروا ذكر هاذم اللذات) الترمذي وحسنه. قال الإمام القرطبي: (قال علماؤنا: قوله عليه السلام: «أكثروا ذكر هاذم اللذات»كلام مختصر وجيز، وقد جمع التذكرة وأبلغ في الموعظة، فإن من ذكر الموت حقيقة ذكره نغص عليه لذته الحاضرة، ومنعه من تمنيها في المستقبل، وزهده فيما كان منها يؤمل، ولكن النفوس الراكدة، والقلوب الغافلة، تحتاج إلى تطويل الوعاظ، وتزويق الألفاظ، وإلا ففي قوله عليه الصلاة والسلام: «أكثروا ذكر هاذم اللذات» مع قوله تعالى: (كل نفس ذائقة الموت)آل عمران:185 ما يكفي السامع له، ويشغل الناظر فيه.
ولقد أحسن من قال: اذكر الموت هاذم اللذات وتجهز لمصرع سوف يأتي وقال غيره: اذكر الموت تجد راحة في ادكار الموت تقصير الأمل أولئك الأكياس | |
|
| |
منار العدوى عضو سوبر
| موضوع: رد: وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ الأربعاء فبراير 25, 2015 10:35 am | |
| أولئك الأكياس وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم عاشر عشرة، فقام رجل من الأنصار فقال: يا نبي الله ! من أكيس الناس وأحزم الناس؟ قال: (أكثرهم ذكراً للموت، وأكثرهم استعداداً للموت، أولئك الأكياس، ذهبوا بشرف الدنيا وكرامة الآخرة) الطبراني وحسنه المنذري
فوائد ذكر الموت أخي الحبيب : وفي الإكثار من ذكر الموت فوائد منها : أنه يحث على الاستعداد للموت قبل نزوله. أن ذكر الموت يقصر الأمل في طول البقاء. وطول الأمل من أعظم أسباب الغفلة. أنه يزهد في الدنيا ويرضي بالقليل منها، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بمجلس وهم يضحكون فقال: (أكثروا ذكر هاذم اللذات) أحسبه قال: (فإنه ما ذكره أحد في ضيق من العيش إلا وسعه، ولا في سعة إلا ضيقه عليه) البزار وحسنه المنذري. أنه يرغّب في الآخرة ويدعو إلى الطاعة . أنه يهوّن على العبد مصائب الدنيا . أنه يمنع من الأشر والبطر والتوسع في لذات الدنيا . أنه يحث على التوبة واستدراك ما فات . أنه يرقق القلوب ويدمع الأعين، ويجلب باعث الدين، ويطرد باعث الهوى. أنه يدعو إلى التواضع وترك الكبر والظلم. أنه يدعو إلى سل السخائم ومسامحة الإخوان وقبول أعذارهم.
أنفاس معدودة عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: خط النبي صلى الله عليه وسلم خطا مربعاً، وخط خطا في الوسط خارجاً منه، وخط خططاً صغراً إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط، فقال: (هذا الإنسان، وهذا أجله محيط به- أوقد أحاط به - وهذا الذي هو خارج أمله، وهذه الخطط الصغار الأعراض، فإن أخطأه هذا نهشه هذا، وإن أخطأه هذا نهشه هذا) البخاري وقال القرطبي: (وأجمعت الأمة على أن الموت ليس له سن معلوم ، ولا زمن معلوم، ولا مرض معلوم، وذلك ليكون المرء على أهبة من ذلك، مستعداً لذلك)
وكان بعض الصالحين ينادي بليل على سور المدينة: الرحيل الرحيل. فلما توفي فقد صوته أمير المدينة، فسأل عنه فقيل: إنه قد مات فقال: ما زال يلهج بالرحيل وذكره = حتى أناخ ببابه الجمال فأصابه مستيقظاً متشمراً = ذا أهبة لم تلهه الآمال
وكان يزيد الرقاشي يقول لنفسه: (ويحك يا يزيد! من ذا يصلي عنك بعد الموت؟ من ذا يصوم عنك بعد الموت؟ من ذا يترضى ربك عنك بعد الموت؟ ثم يقول: أيها الناس! ألا تبكون وتنوحون على أنفسكم باقي حياتكم؟مَن الموت طالبه .. والقبر بيته .. والتراب فراشه .. والدود أنيسه .. وهو مع هذا ينتظر الفزع الأكبر .. كي يكون حاله؟ ) ثم يبكي رحمه الله بينا الفتى مرح الخطا فرح بما = يسعى له إذ قيل قد مرض الفتى إذ قيل بات بليلة ما نامها = إذ قيل أصبح مثخنا ما يرتجى إذ قيل أصبح شاخصا وموجها = ومعللا إذ قيل أصبح قد مضى
وقال التميمي: (شيئان قطعا عني لذة الدنيا: ذكر الموت، وذكر الموقف بين يدي الله تعالى) وكان عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه يجمع العلماء فيتذكرون الموت والقيامة والآخرة، فيبكون حتى كأن بين أيديهم جنازةَ!! وقال الدقاق: من أكثر من ذكر الموت أكرم بثلاثة أشياء: تعجيل التوبة، وقناعة القلب، ونشاط العبادة، ومن نسي الموت عوقب بثلاثة أشياء: تسويف التوبة، وترك الرضي بالكفاف، والتكاسل في العبادة) وقال الحسن: (إن هذا الموت قد أفسد على أهل النعيم نعيمهم، فالتمسوا عشياً لا موت فيه) أذكر الموت ولا أرهبه = إن قلبي لغليظ كالحجر أطلب الدنيا كأني خالد = وورائي الموت يقفو بالأثر وكفى بالموت فاعلم واعظاً = لمن الموت عليه قدر والمنايا حوله ترصده = ليس ينجي المرء منهن المفر
موعظة | |
|
| |
منار العدوى عضو سوبر
| موضوع: رد: وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ الأربعاء فبراير 25, 2015 10:36 am | |
| موعظة فتفكر يا مغرور في الموت وسكرته، وصعوبة كأسه ومرارته، فيا للموت من وعد ما أصدقه، ومن حاكم ما أعدله. كفى بالموت مقرحاً للقلوب، ومبكياً للعيون، ومفرقاً للجماعات، وهاذماً للذات، وقاطعاً للأمنيات.
فيا جامع المال! والمجتهد في البنيان ! ليس لك والله من مالك إلا الأكفان، بل هي والله للخراب والذهاب، وجسمك للتراب والمآب، فأين الذي جمعته من المال؟ هل أنقذك من الأهوال؟ كلا .. بل تركته إلى من لا يحمدك، وقدمت بأوزارك على من لا يعذرك.
ولقد أحسن من قال في تفسير قوله تعالى : (ولا تنس نصيبك من الدنيا) القصص: 77 هو الكفن، فهو وعظ متصل بما تقدم من قوله: (وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة) القصص:77 أي اطلب فيما أعطاك الله من الدنيا الدار الآخرة وهي الجنة، فإن حق المؤمن أن يصرف الدنيا فيما ينفعه في الآخرة، لا في الطين والماء، والتجبر والبغي، فكأنهم قالوا: لا تنس أن تترك جميع مالك إلا نصيبك الذي هو الكفن. ونحو هذا قال الشاعر : هي القناعة لا تبـغ بها بدلاً = فيهــا النعيم وفيها راحــة البدن انظر لمن ملك الدنيا بأجمعها = هل راح منها بغير القطن والكفن؟!
أين استعدادك للموت وسكرته؟ أين استعدادك للقبر وضمته؟ أين استعدادك للمنكر والنكير ؟ أين استعدادك للقاء العلي القدير ؟
وقال سعيد بن جبير: (الغرة بالله أن يتمادى الرجل بالمعصية، ويتمنى على الله المغفرة) تزود من التقوى فإنك لا تدري = إذا جن ليل هل تعيش إلى الفجر فكم من صحيح مات من غير علة = وكم من سقيم عاش حينا من الدهر وكم من صبي يرتجى طول عمره = وقد نسجت أكفانه وهو لا يدري
الأسباب الباعثة على ذكر الموت زيارة القبور، قال النبي صلى الله عليه وسلم : (زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة) أحمد وأبو داود وصححه الألباني. زيارة مغاسل الأموات ورؤية الموتى حين يغسلون. مشاهدة المحتضرين وهن يعانون سكرات الموت وتلقينهم الشهادة. تشييع الجنائز والصلاة عليها وحضور دفنها. تلاوة القرآن، ولا سيما الآيات التي تذكر بالموت وسكراته كقوله تعالى: (وجاءت سكرة الموت بالحق) ق: 19 الشيب والمرض، فإنهما من رسل ملك الموت إلى العباد. الظواهر الكونية التي يحدثها الله تعالى تذكيراً لعباده بالموت والقدوم عليه سبحانه كالزلازل والبراكين والفيضانات والانهيارات الأرضية والعواصف المدمرة. مطالعة أخبار الماضين من الأمم والجماعات التي أفناهم الموت وأبادهم البلى.
سكرات الموت وشدته إن للموت ألماً لا يعلمه إلا الذي يعالجه ويذوقه، فالميت ينقطع صوته، وتضعف قوته عن الصياح لشدة الألم والكرب على القلب، فإن الموت قد هد كل جزء من أجزاء البدن، وأضعف كل جوارحه، فلم يترك له قوة للاستغاثة أما العقل فقد غشيته وسوسة، وأما اللسان فقد أبكمه، وأما الأطراف فقد أضعفها، ويود لو قدر على الاستراحة بالأنين والصياح، ولكنه لا يقدر على ذلك، فإن بقيت له قوة سمع له عند نزع الروح وجذبها خوار وغرغرة من حلقه وصدره، وقد تغير لونه، وأزبد، ولكل عضو من أعضائه سكرة بعد سكرة، وكربة بعد كربة، حتى تبلغ روحه إلى الحلقوم، فعند ذلك ينقطع نظره عن الدنيا وأهلها، وتحيط به الحسرة والندامة إن كان من الخاسرين، أو الفرح والسرور إن كان من المتقين.
قالت السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: كان بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ركوة أو علبة فيها ماء، فجعل يدخل يده في الماء، فيمسح بها وجهه ويقول: (لا إله إلا الله إن للموت سكرات) البخاري وفي لفظ أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول عند موته: (اللهم أعني على سكرات الموت) أحمد والترمذي وحسنه الحاكم. والسكرات هي الشدائد والكربات.
وتشديد الله تعالى على أنبيائه عند الموت رفعة في أحوالهم، وكمال لدرجاتهم، ولا يفهم من هذا أن الله تعالى شدد عليهم أكثر مما شدد على العصاة والمخلطين، فإن تشديده على هؤلاء عقوبة لهم ومؤاخذة على إجرامهم، فلا نسبة بينه وبين هذا.
فيا أيها المغرور: فما لك ليس يعمل فيك وعظ = ولا زجر كأنك من جماد ستندم إن رحلت بغير زاد = وتشقى إذ يناديك المنادي فلا تأمن لذي الدنيا صلاحا = فإن صلاحها عين الفساد ولا تفرح بمال تقتنيه = فإنك فيه معكوس المراد وتب مما جنيت وأنت حس = وكن متنبها قبل الرقاد أترضى أن تكون رفيق قوم = لهم زاد وأنت بغير زاد ؟!
يا كثير السيئات غداً ترى عملك، | |
|
| |
منار العدوى عضو سوبر
| موضوع: رد: وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ الأربعاء فبراير 25, 2015 10:37 am | |
| يا كثير السيئات غداً ترى عملك، ويا هاتك الحرمات إلى متى تديم زللك؟ أما تعلم أن الموت يسعى في تبديد شملك؟ أما تخاف أن تؤخذ على قبيح فعلك؟ واعجبا لك من راحل تركت الزاد في غير رحلك!! أين فطنتك ويقظتك وتدبير عقلك؟ أما بارزت بالقبيح فأين الحزن؟ أما علمت أن الحق يعلم السر والعلن؟ ستعرف خبرك يوم ترحل عن الوطن، وستنتبه من رقادك ويزول هذا الوسن. قال يزيد بن تميم : (من لم يردعه الموت والقرآن، ثم تناطحت عنده الجبال لم يرتدع !!
رسل ملك الموت ورد في بعض الأخبار أن نبيا من الأنبياء عليهم السلام قال لملك الموت: أما لك رسول تقدمه بين يديك، ليكون الناس على حذر منك ؟ قال : نعم، لي والله رسل كثيرة: من الإعلال، والأمراض، والشيب، والهموم، وتغير السمع والبصر.
وفي صحيح البخاري عن أبى هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أعذر الله إلى امرئ بلغة ستين سنة)
وأكبر الأعذار إلى بني آدم بعثة الرسل إليهم، ليتم حجته عليهم كما قال سبحانه: (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) الإسراء: 15 وقال سبحانه: (وجاءكم النذير) فاطر: 37 قيل: هو القرآن وقيل: الرسل وقال ابن عباس: هو الشيب.
كيف ماتوا ؟ فحسن الخاتمة لا تكون إلا لمن استقام ظاهرة وصلح باطنه، أما سوء الخاتمة فإنها تكون لمن كان له فساد في العقل، أو إصرار على الكبائر، وإقدام على العظائم، فربما غلب عليه ذلك حتى ينزل به الموت قبل التوبة، أو يكون مستقيماً ثم يتغير عن حاله، ويخرج عن سننه، ويقبل على معصية ربه، فيكون ذلك سبباً لسوء خاتمته، والعياذ بالله .
صور من سوء الخاتمة | |
|
| |
منار العدوى عضو سوبر
| موضوع: رد: وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ الأربعاء فبراير 25, 2015 10:37 am | |
| صور من سوء الخاتمة قيل لرجل عند الموت: قل لا إله إلا الله، وكان سمساراً، فأخذ يقول: ثلاثة ونصف.. أربعة ونصف.. غلبت عليه السمسرة. وقيل لآخر: قل لا إله إلا الله، فجعل يقول: الدارالفلانية أصلحوا فيها كذا وكذا، والبستان الفلاني أعملوا فيه كذا، حتى مات. وقيل لأحدهم وهو في سياق الموت: قل لا إله إلا الله، فجعل يغني، لأنه كان مفتوناً بالغناء، والعياذ بالله. وقيل لشارب خمر عند الموت: قل لا إله إلا الله، فجعل يقول: اشرب واسقني نسأل الله العافية. | |
|
| |
منار العدوى عضو سوبر
| موضوع: رد: وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ الأربعاء فبراير 25, 2015 10:38 am | |
| صور من حسن الخاتمة دخل صفوان بن سليم على محمد بن المنكدر وهو في الموت فقال له: يا أبا عبدالله! كأني أراك قد شق عليك الموت، فما زال يهون عليه ويتجلى عن وجه محمد، حتى لكأن وجهه المصابيح، ثم قال له: لو ترى ما أنا فيه لقرت عينك، ثم مات . وقال محمد بن ثابت البناني: ذهبت ألقن أبي وهو في الموت فقلت: يا أبت! قل لا إله إلا الله. فقال: يا بني، خل عني، فإني في وردي السادس أو السابع!! ولما احتضر عبدالرحمن بن الأسود بكى . فقيل له: مم البكاء؟ فقال: أسفاً على الصلاة والصوم، ولم يزل يتلو القرآن حتى مات . وسمع عامر بن عبدالله المؤذن وهو في مرض الموت فقال: خذوا بيدي إلى المسجد، فدخل مع الإمام في صلاة المغرب، فركع ركعة ثم مات رحمة الله.
رحلة الموت | |
|
| |
منار العدوى عضو سوبر
| موضوع: رد: وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ الأربعاء فبراير 25, 2015 10:38 am | |
| رحلة الموت رب مذكور لقوم = غاب عنهم فنسوه وإذا أفنى سنيه = المرء أفنته سنوه وكأن بالمرء قد = يبكي عليه أقربوه وكأن القوم قد ماتوا = فقالوا أدركوه سائلوه كلموه = حركوه لقنوه فإذا استيأس منه الـ = قوم قالوا أحرقوه حرفوه وجهوه = مددوه غمضوه عجلوه لرحيل= عجلوا لا تحبسوه ارفعوه غسلوه= كفنوه حنطوه فإذا ما لف في الـ = أكفان قالوا فاحملوه أخرجوه فوق أعوا= د المنايا شيعوه فإذا صلوا عليه = قيل هاتوا واقبروه فإذا ما استودعوه = الأرض رهناً تركوه خلفوه تحت رمس = أوقروه أثقلوه أبعدوه أسحقوه = أوحدود أفردوه ودعوه فارقوه = أسلموه خلفوه وانثنوا عنه وخلوه = كأن لم يعرفوه وكأن القوم فيما = كان فيه لم يلوه
ماذا بعد الموت ؟ | |
|
| |
منار العدوى عضو سوبر
| موضوع: رد: وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ الأربعاء فبراير 25, 2015 10:41 am | |
| ماذا بعد الموت ؟ قال تعالى " وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا " 13 الإسراء بمعنى يكون في عنق كل إنسان قلادة يكتب فيها عمله … وإذا بعث بعد النشر قيل له (اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا) الإسراء : 14 فإذا وقف الناس على أعمالهم من الصحف التي يؤتونها بعد البعث حوسبوا بها .." (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ* فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً) (الانشقاق : 7و8) لأن المحاسبة تكون عند إتيان الكتب لأن الناس إذا بعثوا لا يكونون ذاكرين (يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (المجادلة : 6 ) فإذا بعثوا من قبورهم إلي الموقف.. وقاموا حفاة عراة.. وجاء وقت الحساب بأمر الله تعالى بالكتب التي كتبها الملائكة بذكر أعمال الناس .. فمنهم من يؤتى كتابه بيمينه وأولئك هم السعداء ومنهم من يؤتى كتابه بيسراه وهم الأشقياء فتذكر نفسك يا آخى إذا تطايرت الكتب ونصبت الموازين وقد نوديت باسمك على رؤوس الخلائق وقد وكلت الملائكة بأخذك تقربك إلي الله لا يمنعها اشتباه الأسماء باسمك واسم أبيك, إذا عرفت انك المراد بالدعاء إذا قرع النداء قلبك فعلمت انك المطلوب فارتعدت فرائصك واضطربت جوارحك وطار قلبك تخطى بك الصفوف إلي ربك للعرض علية والوقوف بين يديه وقد رفع الخلائق إليك بصائرهم وآنت في أيديهم وقد طار قلبك واشتد رعبك لعلمك أين يراد بك وفى يدك صحيفة مخبرة عن عملك لا تغادر كلمة كتبتها وآنت تقرأ ما فيها بلسان كليل وقلب منكسر والأهوال محدقة بك من بين يديك ومن خلفك فكم من سيئة قد أخفيتها وقد أظهرها كتابك وكم من عمل ظننت أنه سلم لك وخاص فرده عليك في ذلك الموقف فيا حسرة قلبك ويا أسفك على ما فرطت فيه من طاعة ربك
فإذا كان من آهل الخير دعي حتى إذا دنا أُخرج له كتابه ابيض بخط أبيض في باطنه السيئات وفى ظاهره الحسنات فيبدأ بالسيئات فيقرؤها فيشفق منها ويصفر وجهه فإذا بلغ آخر الكتاب وجد فيه "هذه سيئاتك وقد غفرت لك " فيفرح عند ذلك فرح شديدا ثم يقلب كتابه فيقرأ حسناته فيزداد فرحا حتى إذا بلغ آخر الكتاب وجد فيه "هذه حسناتك قد ضاعفتها لك "فيبيض وجهه ويؤتى بتاج يوضع على رأسه ويكسى بحلتين ويطول ستين ذراعا وهى قامة آدم ويقال له أنطلق إلي أصحابك فبشرهم وأخبرهم بأن لكل إنسان منهم مثل هذا قال تعالى (فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ) (الحاقة : 21 ) "في (فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ) (الحاقة : 22 ) (في السماء) (قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ) (الحاقة : 23 ) اى ثمارها دانيه كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ) (الحاقة : 24 ) اى بما قدمتم في أيام الدنيا
أما إذا كان الرجل من أهل الشر نودي باسمه واسم أبيه فيتقدم إلى الحساب فيبدأ بالحسنات فيقرؤها ويظن انه سينجو فإذا بلغ أخر الكتاب فيقرأ سيئاته فيزداد حزنا فينزر إلى النار وتزرق عيناه ويكسى سرابيل القطران ويقال له انطلق إلى أصحابك فاخبرهم بان لكل إنسان منهم مثل هذا قال تعالى( خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ) (الحاقة : 30 31: 32 )أي تدخل من فيه وتخرج من دبره و قيل العكس (إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ* وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ* فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ) (الحاقة : 33: 34 : 35 ) أما من أوتى كتابه من وراء ظهره فتخلع كتفه اليسرى فتجعل يده خلف ظهره يأخذ بها كتابه وقال مجاهد يحول وجهه في موضع قفاه فيقأ كتابه كذلك وقد خرجت على الخلائق مسرور الوجه قد حل بك الكمال والجمال كتابك في يمينك اخذ بيديك ملك ينادى على رؤوس الخلائق هذا فلان ابن فلان سعد سعادة لا يشقى بعدها أبدا أما إذا كنت من أهل الشقاوة فيسود وجهك وتتخطى الخلائق كتابك في شمالك أو من وراء ظهرك تنادى بالويل وملم يجرك وينادى على رؤوس الخلائق "إلا أن فلان ابن فلان شقي شقاوة لا يسعد بعدها أبدا "…… فتذكر دائما هذا اليوم. "يوم تبيض وجوه وتسود وجوه " تبيض وجوه أهل السنة وتسود وجوه أهل البدعة فاللهم بيض وجوهنا يوم تبيض وجوه أوليائك ولا تسود وجوهنا يوم تسود وجوه أعدائك ياذا الفضل العظيم…… يا أكرم الأكرمين.
إياكم وصغائر الذنوب : | |
|
| |
منار العدوى عضو سوبر
| موضوع: رد: وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ الأربعاء فبراير 25, 2015 10:42 am | |
| إياكم وصغائر الذنوب : " إياكم ومحقرات الذنوب فان مثل محقرات الذنوب كمثل قوم نزلوا بفلاة من الأرض فانطلق كل رجل منهم يحتطب فجعل الرجل يجيء بالعود والأخر يجيء بعودين حتى جمعا سوادا وأشعلوا نارا فشووا أخبزهم وإن الذنب الصغير يجتمع على صاحبه فيهلكه إلا أن يغفر الله "
" خل الذنوب صغيرها وكبيرها ذلك التقى " فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ* وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} سورة الزلزلة 7:8 فلنتأمل في معني هذا الحديث : " بينما كان النبي صلى الله عليه وسلم جالسا مع أصحابه إذ أقبل عليه أعرابي وقال يا رسول الله إني رجل مسلم وإني لا أزيد عن الصلوات الخمس ولا أصوم إلا شهر رمضان وليس لي مال أحج به ولا أنفق منه في سبيل الله فأين أنا إذا منه ؟"
فقال النبي عليه الصلاة والسلام " أنت إذا في الجنة إن شاء الله"
فقال الأعرابي : في الجنة معك يا رسول الله
فتبسم النبي عليه الصلاة والسلام لقوله وسكت قليلا ثم قال " نعم تكون معي إذا التقيت مع الله , وحفظت قلبك من الحقد والحسد , وحفظت لسانك من الكذب .. والغيبة .. والنميمة , وحفظت بصرك من النظر إلى محارم الله , وألا تحتقر مسلما0
إذا فعلت هذا دخلت الجنة معي وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إذا صلت المرأة خمسها أي الصلوات الخمس وحصنت فرجها وأطاعت بعلها دخلت من اى أبواب الجنة شاءت" بين الجنة والنار | |
|
| |
منار العدوى عضو سوبر
| موضوع: رد: وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ الأربعاء فبراير 25, 2015 10:42 am | |
| بين الجنة والنار
فقد روي أن " أدنى أهل الجنة منزلة الذي له ثمانون ألف خادم واثنان وسبعون زوجة ..اثنين منهما من الحور عين ..وسبعين من أهل زمامه من أهل الدنيا وان المرأة من نساء أهل الجنة لو اطلعت إلى الأرض لأضاءت مابين الأرض والسماء …… ولو أن حوراء أخرجت كفها بين السماء والأرض لافتتنت الخلائق بحسنها … ولو أخرجت يدها لتراجعت الشمس عن ضوئها … ولو أخرجت وجهها لأضاء حسنها بين السماء والأرض".
شراب أهل النار: | |
|
| |
منار العدوى عضو سوبر
| موضوع: رد: وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ الأربعاء فبراير 25, 2015 10:43 am | |
| شراب أهل النار: يسقى من ماء من صديد … إذا اقترب منه شوى وجهه ووقعت فروة رأسه فإذا شرب منه قطعت أمعاؤه حتى تخرج من دبره.
الحيات في جهنم؟
روي أن في النار حيات بحجم وطول النخيل يلسعن احدهم اللسعة فيمس بحموها أربعين سنة… وأن في جهنم سبعين ألف واد وفى كل واد سبعين ألف شعب في كل شعب سبعون ألف بيت في كل بيت سبعون ألف شق و في كل شق سبعون ألف ثعبان وفى كل ثعبان سبعون ألف عقرب , ولا بد أن يمر المنافق عليهم تلسعه فيتناثر لحمه على قدميه.
عن أهل الجنة | |
|
| |
منار العدوى عضو سوبر
| موضوع: رد: وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ الأربعاء فبراير 25, 2015 10:43 am | |
| عن أهل الجنة قد روي إن أهل الجنة يأكلون ويشربون ولا يتبولون ولا يتغطون وانم ينصرف طعامهم على عرق له رائحة المسك. وفي الحديث قدسي يقول الله تعالى" ابشروا يا معشر المسلمين فإنه ليس منكم أحد إلا وقد جعلت مكانه في النار ليهوديا أو نصرانيا.
حفت الجنة بالمكاره وحفت جهنم بالشهوات
عن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله علية وسلم قال " لم خلق الله الجنة قال لجبريل اذهب فانظر إليها؟ فذهب ثم جاء فقال اى رب وعزتك لا يسمع بها احد إلا دخلها , ثم حفها بالمكاره, ثم قال لجبريل اذهب فانظر إليها؟ فذهب ثم جاء فقال أي رب وعزتك لقد خشيت ألا يدخلها أحد.
فلما خلق الله النار قال لجبريل اذهب فانظر إليها؟ فذهب ثم جاء فقال أي رب وعزتك لا يسمع بها أحد ويريد أن يدخلها.. فحفها بالشهوات ثم قال لجبريل اذهب فانظر إليها؟ فذهب ثم جاء فقال أي رب وعزتك لقد خشيت ألا يبقى احد إلا ودخلها.
معني هذا الحديث : حفت الجنة بالمكاره : أي جعل طريق الوصول إليها صعباً وقد شبه ذلك بأسوار كلها أشواك تسكنها حيات وعقارب وتحيط هذه الأسوار ببستان عظيم ولن تصل إليها إلا بعد أن تتخطى هذه الأسوار وما تحويها. فلن ينال الجنة ويحظى بنعيمها إلا من تخطى شدائد دنياه قائم بتكاليف الإسلام ومنها: لا تقتل , لا تزني, إياك وشهادة الزور, والغيبة والنميمة , والكبرياء .. وعقوق الوالدين , وعليك بالصلاة والزكاة والصوم وصله الرحم. أول ليلة في القبر: | |
|
| |
منار العدوى عضو سوبر
| موضوع: رد: وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ الأربعاء فبراير 25, 2015 10:44 am | |
| أول ليلة في القبر: فارقتُ موضعَ مرقدي يوماً ففارقني السكون =القبرُ أولُ ليلةٍ بالله قلي ما يكون ليلتانِ اثنتان يجعلها كلُ مسلمٍ في مخيلته. ليلةٌ وهو في بيته مع أطفاله وأهله. منعما سعيدا، في عيشٍ رغيد في صحة وعافية، يضاحكُ أطفاله ويضاحكونه. والليلةُ التي تليها مباشرةً ليلةٌ أتاه الموت فوضع في القبر، أي ليلتين ؟ ليلةٌ ثانيةٌ وضع في القبر لأولِ مرة، وذاك الشاعرُ العربيُ يقول: فارقتُ موضعَ مرقدي يوماً ففارقني السكون0 يقول: انتقلتُ من مكانٍ إلى مكان، وذهبتُ من موضع نومي في بيتي إلى بيتٍ آخر فما أتاني النوم. فبالله كيف تكونُ الليلةُ الأولى في القبر ؟ القبرُ أولُ ليلةٍ بالله قلي ما يكون يومَ يوضعُ الإنسانَ فريداً وحيداً مملقاً إلا من العمل، لا زوجة ولا أطفال ولا أنيس: {ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ} (62) سورة الأنعام). أولُ ليلةٍ في القبر بكى منها العلماء، وشكى منها الحكماء، ورثى إليها الشعراء، وصنفت فيها المصنفات. أولُ ليلةٍ في القبر. أُتيَ بأحد الصالحين وهو في سكراتِ الموت لدغته حيه. وكان في سفر، نسي أن يودع أمه وأباه وأطفالهُ وإخوانه، فقال قصيدةً يلفظُها مع أنفاسه هيَ أم المراثي العربيةِ في الشعر العربي. يقولُ وهو يُزحفُ إلى القبر: فلله دري يوم اُتركُ طائـعاً = بنيَ بأعلى الرقمتينِ وداريا يقولون لا تبعد وهم يدفنونني =.و أين مكانُ البعد إلا مكانيا يقول كيف أفارقُ أطفالي في لحظة ؟ لماذا لا أستأذنُ أبوي ؟ أهكذا تُختلسُ الحياة، أهكذا أذهب ؟ أهكذا أفقدُ كل ممتلكاتي ومقدراتي في لحظة ؟ ويقولُ عن نفسه: يقولُ لي أصحابي واللذينَ يتولونَ دفني، لا تبعد أي لا أبعدك الله. وأين مكانُ البعد إلا هذا المكان ؟ وأين الوحشةُ إلا هذا المنقلب ؟ وأين المكان المظلم إلا هذا المكان ؟ فهل تصورَ متصورٌ هذا. {حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ* لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} (99-100) سورة المؤمنون كلا، الآن تراجع حساب ، الآن تتوب، الآن تنتهي عن المعاصي 0 يا مدبرا عن المساجد ما عرفت الصلاة. يا معرضا عن القرآن، يا منتهكاً لحدود الله. يا ناشئا في معاصي الله. يا مقتحما لأسوار حرمها الله. الآن تتوب، أين أنت قبل ذلك ؟ أو ليلية في القبر. قال مؤرخوا الإسلام | |
|
| |
منار العدوى عضو سوبر
| موضوع: رد: وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ الأربعاء فبراير 25, 2015 10:45 am | |
| قال مؤرخوا الإسلام: مات الحسنُ ابن الحسنِ من أولادِ علي ابنَ أبي طالب رضي الله عنه و أرضاه. كان عنده زوجةٌ و أطفال. كان في الشباب، والموتُ لا يستأذنُ شاباً ولا غنياً ولا فقيراً ولا أميراً ولا ملكاً ولا وزيراً ولا سلطانا، الموتُ يقصمُ الظهور ويخرجُ الناسَ من الدور وينزلهم من القصور ويسكنهم القبور بلا استئذان. الحسن ابنُ الحسن مات فجأة، نقلوه إلى المقبرةِ. فوجدت علية امرأتُه وحزِنت حزناً لا يعلمه إلا الله. أخذت أطفالها وضربت خيمةًَ حول القبر. ( وهذا ليس من عمل الإسلام ولولا أن مؤرخو الإسلام ذكروه ما ذكرته). ضربت خيمةً حول القبر وأقسمت بالله لتبكينا هي و أطفالها على زوجِها سنةً كاملة. هلعٌ عظيم وحزنٌ بائس. وبقيت تبكي فلما وفت سنة أخذت إطناب الخيمةِ وحملتها و أخذت أطفالها في الليل. فسمعت هاتفاً يقول لصاحبه في الليل: هل وجدوا ما فقدوا ؟، هل وجدوا ما فقدوا ؟ فردَ عليه هاتفٌ أخر قال : لا، بل يئِسوا فانقلبوا. ما وجدوا ما فقدوا، ما وجدوا ضعيتهم، ولا وديعتهم: كنزُ بحلاون عند الله نطلبُه=.خير الودائعِ من خير المؤدينا (قال لا، بل يئِسوا فانقلبوا). لا كلمَهم من القبر، لا خرج إليهم ولو في ليلةٍ واحدة، ما قبل أطفاله، ما رأى أم أولاده ، لا. ولذلك هذه هي أولُ ليلةٍ ولكن لها لياليٍ أخرى إذا أحسن العمل. قال الله تعالي: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} (21 سورة الطور). أتى أبو العتاهية يقول لسلطانٍ من السلاطينِ غرتُه قصوره، وما تذكرَ أولَ ليلةٍ ينزل فيها القبر. ونحن نقول لكل عظيم ولكل متكبر، متجبر أما تذكرت أو ليلة ؟ هذا السلطان بناء قصوراً في بغداد، فدخل عليه الشاعر يهنئه بالقصور يقول له: عش ما بدا لك سالماً في ظل شاهقةِ القصور = يجري عليكَ بما أردتَ مع الغدوِ مع البكور فإذا النفوسُ تغرغرت بزفيرِ حشرجةِ الصدور= فهناك تعلمُ موقناً ما كنت إلا في غُرور
عش ما بدا لك سالماً عش ألف سنة، عش مليون سنة سالماً معافاً مشافا. كل ما تريدُ ولذ وطاب من طعام، و ما تريدُ من شراب هو عندك ! فبكى السلطان حتى أغمي عليه: فهناك تعلمُ موقناً ما كنت إلا في غُرور. وأنا أطالبُ نفسي و إياكم معشر المسلمين أن نهيئ لنا نوراً في القبر أولُ ليلة. ولله لا ينورُ لنا القبر إلا العملُ الصالحِ بعد الإيمان. لنقدمَ لنا ما يؤنسُنا في القبر يوم ننقطعُ عن الأهل المال الولد والأصحاب. خرج عليه الصلاة والسلام إلى تبوك:, وفي ليلةٍ من الليالي نامَ هوَ الصحابة، وكانوا في غزوةٍ في سبيل الله. قال ابنُ مسعود رضي الله عنه و أرضاه: | |
|
| |
منار العدوى عضو سوبر
| موضوع: رد: وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ الأربعاء فبراير 25, 2015 10:47 am | |
| قال ابنُ مسعود رضي الله عنه و أرضاه: قمتُ أخرَ الليل فنظرتُ إلى فراش الرسولِ (صلى الله عليه وسلم ) فلم أجده في فراشه. فوضعتُ كفي على فراشهِ فإذا هوَ بارد. وذهبتُ إلى فراشِ أبي بكر فلم أجده على فراشه. فألتفت إلى فراش عمر لم أجده ، قال وإذا بنورٍ في أخر المخيم وفي طرف المعسكر، فذهبتُ إلى ذلك النور ونظرتُ. فإذا قبرٌ محفور، والرسولُ عليه الصلاة والسلام قد نزلَ في القبر. وإذا جنازةٌ معروضةٌ، وإذا ميتُ قد سجي في الأكفان. وأبو بكرٍ وعمر حول الجنازة، والرسولُ صلي الله عليه وسلم يقول لأبي بكر وعمرَ دليا لي صاحَبكما. فلما أنزلاهُ، نزلهُ صلي الله عليه وسلم في القبر، ثم دمعت عيناه عليه الصلاة والسلام ثم التفتَ إلى القبلةِ ورفع يديه وقال: ( الهم إني أمسيتُ عنه راضٍ فأرضَ عنه)، ( الهم إني أمسيتُ عنه راضٍ فأرضَ عنه)، قلت من هذا ؟ قالوا هذا أخوك عبد الله ذو البجادين مات في أولِ الليل. قال ابنُ مسعود فوددت واللهِ أني أنا الميت : ( الهم إني أمسيتُ عنه راضٍ فأرضَ عنه). وإذا رضي اللهُ عن العبدِ أسعده. وإنما هي مسألةٌ لمن نسيَ اللهَ و أوامرَ الله وانتهكَ حدودَ الله. نقولُ له هل تذكرتَ يا أخي أولُ ليلةٍ في القبر ؟ كان عمر بن عبد العزيز أميراَ من أمراء الدولةِ الأموية، يغيرُ الثوبَ من حرير في اليومِ أكثر من مرة، الذهبُ والفضةُ عنده. الخدم القصور، المطاعم المشارب كلَ ما اشتهى وكل ما طلبَ وكلَ ما تمنى. ولما تولى الخلافة، مُلك الأمة الإسلامية انسلخَ من ذلك كلِه لأنه تذكرَ أولَ ليلةِ في القبر. وقف على المنبرِ يوم الجمعةِ فبكى وقد بايعتهُ الأمة , وحولَه الأمراء الوزراء والشعراء والعلماء وقوادَ الجيش، فقال: خذوا بيعتَكم. قالوا ما نريدُ إلا أنت. فتولاها فما مرَ عليه أسبوعٌ أو أقل إلا وقد هزُل، وضعف وتغير لونه ما عنده إلا ثوبٌ واحد. قالوا لزوجتهِ مالِ عمرَ تغير ؟ قالت واللهِ ما ينامُ الليل، والله إنه يأوي إلى فراشه فيتقلبُ كأنه ينامُ على الجمر ويقول: آه توليت أمر أمةِ محمد صلي الله عليه وسلم ، يسألني يوم القيامةِ الفقير والمسكين والطفلُ والأرملة. يقولُ له أحد العلماء يا أمير المؤمنين: رأيناك قبل أن تتولى الملك وأنت في مكة في نعمةٍ وفي صحة وفي عافيه، فمالك تغيرت؟ فبكى رضي الله عنه حتى كادت أضلاعَه تختلف، ثم قال للعالم وهو أبن زياد: كيف بك يا ابن زياد لو رأيتني في القبرِ بعد ثلاثةِ أيام. يومَ اجرد عن الثياب، و أوسد التراب، وأفارقُ الأحباب وأترك الأصحاب. كيف لو لرأيتني بعد ثلاث والله لرأيت منظراً يسوءك. فنسأل اللهَ حسن العمل. والله لو عاش الفتى في عمرهِ =ألفاً من الأعوامِ مالكَ أمره متنعماً فيها بكلِ لذيذةٍ=متلذذاً فيها بسكناَ قصره لا يعتريه الهمُ طول حياته = كلا ولا تردٌ الهمومُ بصدره ما كان ذلك كلُه في أن يفي= فيها بأولِ ليلةٍ في قبره واللهِ لو عاش ألف سنة، وما طرقَه همٌ ولا غم ولا حزن. واللهِ لا يفي بأولِ ليلةٍ في القبر. وواللهِ لننزلنَها جميعاً، أولُ ليلة. فأسألُ الله لي ولكم الثبات، ماذا أعددنا لضيافةِ تلك الليلة ؟ يقول رسولُنا صلي الله عليه وسلم : ( القبرُ روضةٌ من رياض الجنةِ أو حفرةٌ من حُفرُ النار). كان عثمانُ بنُ عفانُ الخليفةَ رضي الله عنه إذا شيعَ جنازةٍ بكى حتى يغمى عليه فيحملونَه إلى بيتهِ كا حمل الجنازة إلى بيته. قالوا مالك ؟ قال سمعتُ الرسولَ صلي الله عليه وسلم :( يقول القبرُ أولُ منازلِ الآخرة فإذا نجا العبدُ فيه أفلح وسعُد، وإذا خسرَ والعياذُ بالله خسرَ أخرتَه كلها). والقبرُ روضةٌ من الجنانِ =أو حفرةٌ من حُفر النيرانِ إن يكو خيراً فالذي من بعده=أفضلُ عند ربنا لعبده وإن يكن شراً فما بعدُ أشد= ويلٌ لعبدٍ عن سبيلِ اللهِ صد. أتيتُ القبورَ فناديتُها = أين المعظمُ والمحتقر ؟ تفانوا جميعاً فما مخبرٌ= وماتُوا جميعاً ومات الخبر فيا سائلي عن أناسٍ مضوا= أما لك في ما مضى معتبر تروحُ وتغدو بناتُ الثرى= فتمحو محاسنَ تلك الصور. أريت قبراً ميز عن قبر ؟ أ أنزل الملكُ في قبرٍ من ذهبٍ أو فضه ؟ والله لقد ترك ملكَهُ وقصوره وجيشهُ وكلَ ما يملك، ولبسَ قطعةً من القماش كما نلبس واُنزل التراب. ولدتك أمك باكيا مستصرخا=والناس حولك يضحكون سرورا فأعمل لنفسك إن تكون إذا بكوا=في يوم موتك ضاحكا مسرورا لكن كثيرا من الناس علموا بالقبر، وأول ليلة في القبر فأحسنوا العمل، ولذلك متهيئون دائما. يريدون الله والدار الآخرة، ثبتهم الله في الليلِ والنهار. يترقبون الموت كل طرفة عين. | |
|
| |
منار العدوى عضو سوبر
| موضوع: رد: وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ الأربعاء فبراير 25, 2015 10:48 am | |
| {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} 133 سورة آل عمران فاعمل لدار غدا رضوان خازنها=الجار أحمد والرحمن بانيها قصورها ذهب والمسك طينتها=والزعفران حشيش نابت فيها
يا شيخاً كبيراً انحني ظهرُه ودنى أجلُه، هل أعدت لأولِ ليلة ؟ يا شاباً متنعماً غره الشباب والمالُ والفراغ هل أعدت لأولِ ليله ؟ إنها أولُ الليالي: وإنها إما أولُ ليلةٍ من ليالي الجنةِ. أو أولُ ليلةٍ من ليالي النار.
أسأل الله أن يصلح شباب الإسلام، وأن يخرجهم من الظلمات إلى النور، وأن يكفر عنهم سيئاتهم وأن يهيئهم لعمل صالحا لأول ليلة من ليالي القبر أسأله تعالي أن يثبتَنا وإياكم بالقول الثابت.ولا يظلم أبصارنا وبصائرنا. ولا يجعلنا قوماً انحرفوا عن منهجِ الله و اشتروا معاصِ الله، وغفلوا عن آياتِ الله، فعموا وصَموا وضلوا وابتعدوا. سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين | |
|
| |
| وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ | |
|