| الصيام: شريعة وحقيقة | |
|
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: الصيام: شريعة وحقيقة الأحد يوليو 15, 2012 3:17 pm | |
| مقدمـــــة
بسم الله الرحمـــــــــن الرحــــــــــــــــــيم
الحمد لله الذي بعونه تتم الصالحات، وبتوفيقه يقوم العبد بالنوافل والقربات، وبفضله ينال المرء أرفع الدرجات. والصلاةُ والسلامُ على كنز الفتوحات، وباب النفحات، ومفتاح الخيرات، وسبب كل السعادات، سيدنا محمد وآله وصحبه وأتباعه؛ ورَّاث هذه الكمالات، ... وبعد ......
فمن أجَلِّ العبادات التي يتقرَّب بها العبد إلى ربه، وينال بها وصاله وقربه، ويسعد بسببها بصحبة سيدنا محمد
صلى الله عليه وسلم وصحبه؛ عبادة الصيام.
ولذلك قال صلى الله عليه وسلم لزوجته التقية النقية السيدة عائشة رضى الله عنها:
(دَاوِمِي قَرْعَ بَابِ الْجَنَّةِ، قَالَتْ: بِمَاذَا؟ قَالَ: بِالْجُوعُ) (ذكره الإمام الغزالى فى غلإحياء)
وأىُّ عبادة يقوم بها العبد لربِّه لا بدَّ له أولاً قبل القيام بها أن يتفقه فيها، حتى يؤديها كما ينبغي ....؛
فينال بها القبول من الله عزَّ وجلَّ، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(لاَ خَيْرَ فِي قِرَاءَةٍ إِلاَّ بِتَدَبُّرٍ وَلاَ عِبَادَةَ إِلاَّ بِفِقْهٍ) (جامع المسانيد والمراسيل، عن ابنِ عُمَرَ رضيَ اللَّهُ عنهُمَا)
وقال بعض الصالحين: { علم بلا عمل ضلال ، وعمل بلا علم وبال }
فإذا تفقَّه العبد في دين الله، وعلم ما ينبغي عليه أن يقوم به، ليكون عاملاً بشرع الله،
وقام بعد ذلك عاملاً بنيَّة خالصة لوجه الله، وأدام ذلك؛ أحبَّه الله؛ فوهبه رذاذاً من فتحه، وخالصاً من عطاءه،
مصداقاً لقول الله تعالى:
(وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ) (282البقرة)
وبشرى للعاملين ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
{ مَنْ عَمِلَ بِمَا عَلِمَ وَرَّثَهُ اللَّهُ عِلْمَ مَا لَمْ يَعْلَمْ } (رواه الحافظ أبو نعيم، وذُكر في الفوائد المجموعة للشوكاني)
ولمـاَّ كان لزاماً علىَّ لإخواني في الله والمسلمين أجمعين تبصيرهم بما لا بد لهم منه في شرع الله عزَّ وجلَّ؛ جمعنا في هذا الكتاب الذي لا غِنى عنه لكل مسلم ومسلمة:
1- أحكام الصيام الشرعية، مقرونة بأدلتها التشريعية، مع مراعاة التيسير والوسطية الإسلامية.
2- وأجبنا فيه عن كل التساؤلات التي يحتاج إليها المسلم المعاصر، والتي هي مستجدات عصرية، لم تُذكر في كتب الفقه القديمة، وأسندناها إلى العلماء الأجلاء المعاصرين، والمجامع الفقهية التي تعرضت لهذه المسائل العصرية، بعد الرجوع إلى قرارات المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية في ذلك.
3- هذا وقد ذكرنا السنن والمستحبَّات للصائم، وبيَّنا أهمَّ القربات التي ينبغي للمسلم أن يحرص عليها في شهر رمضان ليفوز من الله بكمال رضوانه، ويحظى منه عزَّ وجلَّ بخيره وبره وإحسانه.
(وجب علينا التنويه أنه لتتكامل الفائدة والمعرفة فى موضوع مناسبة شهر رمضان وعيد الفطر المبارك فيما يخص خطب الجمعة وبالذات للسادة الأئمة والخطباء والدعاة، يمكن للقارىء الكريم العودة لكتابنا: {الخطب الإلهامية : الجزء الخامس: شهر رمضان وعيد الفطر المبارك}. أما من أحبَّ الإستزادة من موضوع البشريات والرقائق الواردة فى الصوم وأفضال شهر رمضان فيمكنه الرجوع إلى كتابنا: {بشريات الفضل الإلهى، قسم الصوم وشهر رمضان}.
4- وألمحنا إلى بعض الحقائق التي تتجلى من الله في قلوب عباده الصادقين الصائمين، إلهاماً لَدُنِّيـَّاً،
وحِكَماً قدسيَّة، وعلوماً ذوقيَّة، ليشتاق إلى ذلك العاملون، ويحنُّ إلى بلوغ هذه المقامات الواصلون.
أسأل الله عزَّ وجلَّ أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم، وأن يمنَّ علينا دوماً برضاه، ويلحظنا بعين عنايته،
ويوفقنا لما يحبه ويرضاه،
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
********************
من كتاب: (الصيام شريعة وحقيقة) لفضيلة الشيخ/ فوزى محمد أبوزيد - رئيس الجمعية العامة للدعوة إلى الله جمهورية مصر العربية WWW.Fawzyabuzeid.com **************** يتبع إن شاء المولى الكريم *** *** *** *** ***
| |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة الأحد يوليو 15, 2012 3:29 pm | |
| القسم الأول ******
الصوم وأحكامه الشرعيـَّــة ************ o الصوم o تعريفـــه o فرضيتــــــه o التهنئة بقدوم رمضان o ثبوت هلال شهر رمضان o فضائل الصوم o فضل شهر رمضان 1- اختصاصه بفرضية الصيام فيه 2- نزول القرآن فيه 3- احتفاء الكون له، وكثرة الخير فيه 4- اختصاصه بليلة القدر 5- اختصاصه بكثير من المستحبات فعلها فيه o شروط وجوب الصوم o أنواع الصيام أولاً : الصوم المفروض ثانيــــاً: الصوم المستحب ثالثــــاً : الصوم المحرم رابعـــاً: الصوم المكروه تنزيهاً خامساً: الصوم المكروه تحريماً o أركان الصيام o مبطلات الصيام o صوم أصحاب الأعذار o العجز عن الصيام، o المشقة الزائدة غير المعتادة o الإفطار لغير عذر شرعي o مكروهات الصوم o المباح للصائم o مستحبات الصوم o فتاوى عصرية في الصيام o قربات رمضان أولـــــــاً: صلاة التراويح ثانيــــــاً: ختم القرآن ثالثــــــاً: الإعتكاف رابعـــــاً: ليلة القدر خامسـاً: صدقة الفطر سادسـاً: العمرة في رمضان سابعــــاً: صلاة العيد ثامنــــــاً: صيام ست من شوال **************** يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة الأحد يوليو 15, 2012 3:51 pm | |
| الصــوم
**********
تعريفـــه
الصوم لغةً: الإمساك.
وشرعاً: الإمساك عن الأكل والشرب والجماع وسائر المفطرات، من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، بنيَّة خالصة لله تبارك وتعالى.
فرضيته
فُرض في المدينة المنورة لليلتين خلتا من شهر شعبان من السنة الثانية للهجرة المباركة، وذلك في قوله تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (183- البقرة) ********* يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة الأحد يوليو 15, 2012 3:55 pm | |
| التهنئة بقدوم رمضان ********* وهنا بشَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه بفرضية الصيام، منوِّهاً بفضائل رمضان، حيث قال صلى الله عليه وسلم: (أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْرُ بَرَكَةٍ، فِيهِ خَيْرٌ، يُغَشِّيكُمُ اللَّهُ فِيهِ فَتَنْزِلُ الرَّحْمَةَ، وَتُحَطُّ الْخَطَايَا وَيُسْتَجَابُ فِيهِ الدُّعَاءُ فَيَنْظُرُ اللَّهُ إِلَى تَنَافُسِكُمْ وَيُبَاهِي بِكُمْ مَلائِكَتَهُ فَأَرُوا اللَّهَ مِنْ أَنْفُسِكُمْ خَيْرًا فَإِنَّ الشَّقِيَّ مِنْ حُرِمَ فِيهِ رَحْمَةَ اللَّهِ عزَّ وجلَّ) (رواه ابن النجار عن ابن عمر والطبراني وابن النجار عن عبادة بن الصامت)
لذلك نصَّ العلماء على استحباب التهنئة بالنعم الدينية إذا تجددت، قال الحافظ العراقي الشافعي: (تستحب المبادرة لتبشير من تجدَّدت له نعمة ظاهرة، أو اندفعت عنه بلية ظاهرة).
وقال ابن حجر الهيثمي: { إنها مشروعة }
ثم قال: { ويحتج لعموم التهنئة لما يحدث من نعمة أو يندفع من نقمة بمشروعية سجود الشكر، والتعزية، وبما في الصحيحين عن كعب بن مالك رضى الله عنه في قصة توبته لمـَّا تخلَّف عن غزوة تبوك، أنه لما بُشِّر بقبول توبته ومضى إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ قام إليه طلحة بن عبيد الله رضى الله عنه فهنَّــأه}. وكذلك نقل القليوبي عن ابن حجر أن التهنئة بالأعياد والشهور والأعوام مندوبة.
************ يتبع إن شاءالله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة الأحد يوليو 15, 2012 4:56 pm | |
| ثبوت هلال رمضان
**********
يثبت دخول شهر رمضان:
1- برؤية الهلال.
2- ولو برؤية الشخص الواحد له عند جمهور العلماء.
3- فإن تعذرت الرؤية أكمل المسلمون عدة شعبان ثلاثين يوماً.
وأما هلال شهر شوال فيثبت:
1- بإكمال عدة رمضان ثلاثين يوماً.
2- ولا تقبل فيه شهادة العدل الواحد – عند جمهور العلماء – بل لا بد من أن يشهد على رؤيته إثنان معروفان بأمانتهما وبعدلهما.
والإعتماد على الرؤية البصرية هو الأساس مع الإستئناس بالحساب الفلكي، لإفادته القطع واليقين في مثل تلك الأمور المحسوسة.
فقد أخرج الشيخان البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
{ صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلاثِينَ }
وذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والحنابلة وهو قول للشافعية:
- إلى عدم اعتبار اختلاف المطالع في إثبات شهر رمضان.
- فإذا ثبتت رؤية هلال رمضان في بلد لزم الصوم جميع المسلمين في جميع البلاد، لقوله صلى الله عليه وسلم فى الحديث المذكور: { صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ }
ويرى الشافعية في الأصح اعتبار إختلاف المطالع:
- أى أنه يعتبر لأهل كل بلد رؤيتهم، ولا يلزمهم رؤية غيرهم ما داموا بعيدين عنهم.
- ومن أدلتهم ما رواه مسلم والترمذي وأحمد عن كُرَيب مولى ابن عباس رضى الله عنهم أجمعين:
{أنَّ أُمَّ الفَضْلِ بِنْتَ الحَارِثِ بَعَثَتْهُ إلى مُعَاوِيَةَ بالشَّامِ، قال: فَقَدِمْتُ الشَّامَ فَقَضَيْتُ حَاجتَها واستُهِل عَليَّ هِلاَلُ رَمَضَانَ وأنا بالشَّامِ فرأَيْنَا الهِلاَلَ لَيْلَةَ الجُمُعَةِ، ثمَّ قَدِمْتُ المَدِينَةَ في آخرِ الشهْرِ فَسَأَلَنِي ابنُ عبَّاسٍ ثُمَّ ذكَرَ الهِلاَلَ فقالَ متَى رأَيْتُمْ الهِلاَلَ؟ فقُلْتُ: رَأَيْنَاهُ لَيْلَةَ الجُمُعَةِ، فقال: أنْتَ رَأَيْتَهُ لَيْلَةَ الجُمُعَةِ؟ فَقُلْتُ: رَآهُ النَّاسُ فَصَامُوا وصَام مُعَاويِةُ، فقَالَ: لكنْ رأَيْنَاهُ لَيْلَةَ السَّبْتِ فلا نَزَالُ نَصُوُمُ حتى نُكْمِلَ ثلاثينَ يَوْماً أو نَرَاهُ، فَقُلْتُ ألا تَكْتَفِي بِرُؤيَةِ مُعَاوِيَةَ وصِيَامِهِ؟ قال: لا هكَذَا أَمَرَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم.}. ************ يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة الإثنين يوليو 16, 2012 8:01 pm | |
| فضائل الصوم
*******
ورد في فضل الصوم وثوابه كثير من الأحاديث النبوية، من ذلك ما ورد في بيان حصول الفرح والسعادة
للإنسان في الدنيا والآخرة، وذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم:
{ لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ } (أخرجه البخاري ومسلم)
وورد أن الصوم يبعد عن النار بكل يوم سبعين سنة، قال صلى الله عليه وسلم:
{ مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بَاعَدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا } (أخرجه مسلم والنسائي)
وورد أن الصوم يشرف الإنسان في الآخرة بدخول الجنة من باب يسمى الريان، وهو باب خاص بالصائمين، قال صلى الله عليه وسلم:
{إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ: الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ،
يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ، لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ، فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ } (أخرجه البخاري ومسلم)
وورد أن الصوم يُرضي الله تعالى عن الصائم وعن رائحة فمه- رغم كراهة الناس لها – قال صلى الله عليه وسلم:
{ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ} (أخرجه البخاري ومسلم)
وورد أن الصوم له ثواب ومزية على سائر الأعمال، قال صلى الله عليه وسلم:
{ كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ، قَالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: إِلا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي،
وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي } (أخرجه البخاري ومسلم)
ومعنى قوله { إِلا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي } أى: خالص لي لا يقصد به غيري،
لأنه عبادة لا يقع عليها حواس العباد، فلا يعلمه إلا الله والصائم، فصار الصوم عبادة بين العبد والرب،
فلذلك أضافه إلى نفسه، وجعل ثوابه بغير حساب، لأنه لا يتأدى إلا بالصبر،
وقد قال الله سبحانه وتعالى فى محكم التنزيل:
(إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ) آية (10) سورة الزمر
فلما كان في الصوم هذه المعاني خصه الله تعالى بذاته، ولم يكله إلى الملائكة، بل تولى جزاءه بنفسه،
فأعطى الصائم أجراً من عنده ليس له حد ولا عدد، فقال: { وَأَنَا أَجْزِي بِهِ }
يعني: أكون له عن صومه على كرم الربوبية، لا على استحقاق العبودية،
وقال أبو الحسن: معنى قوله: { وَأَنَا أَجْزِي بِهِ } .. أى:
(كل طاعة ثوابها الجنة، والصوم جزاءه لقائي، أنظر إليه وينظر إلىَّ، ويُكلمني وأكلمه بلا رسول ولا ترجمان) (مرشد العوام في أحكام الصيام ص 17)
************* يتبع إن شاء الله
| |
|
| |
الهوارى مراقب عام المنتدى
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة الثلاثاء يوليو 17, 2012 5:17 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي به تتم الصالحات، وبتوفيقه يقوم العبد بالنوافل والقربات، وبفضله ينال المرء أرفع الدرجات والصلاةُ والسلامُ على كنز الفتوحات، وباب النفحات، ومفتاح الخيرات، وسبب كل السعادات سيدنا محمد رسول الله وعلى أهله وعلى آله وعلى أزواجه وعلى ذريته ووعلى أصحابه وأتباعه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نسأل الله الكريم أن يبلغنا وإياكم شهر رمضان وأن يوفقنا فيه للصيام والقيام والخيرات وأن يتقبل ذلك منا وأن يجنبنا فيه الموبقات وكل المبطلات والمحبطات للأعمال وأن يكف ألسنتنا وأعيننا عن الغيبة والنميمة والمحرمات ويجعل فيه ألسنتنا تلهث بذكره وقلوبنا وأبدانناعلى عبادته تعالى وطاعته وأن يكتبنا فيه من العتفاء إنه ولي ذلك والقادر عليه
| |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة الجمعة يوليو 20, 2012 6:15 pm | |
| شكراً على هذا المرور الكريم، وتقبل الله منا ومنكم الصالحات، وجعلنا وإياكم من عتقائه فى شهر الصيام. | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة الجمعة يوليو 20, 2012 6:18 pm | |
| فضائل شهر رمضان * * * * * * * * * لفظ ... (رمضان)
1- مشتق من الرمض. وهو شدة وقع الشمس على الرمل وغيره، والإسم: الرمضاء. وإنما اشتقت كلمة (رمضان) من هذا المعنى.
لأنهم لما نقلوا أسماء الشهور عن اللغة القديمة سموها بالأزمنة التي هي فيها، فوافق رمضان أيام رمض الحر.
2- وقيل رمضان مشتق من (رمض الصائم): أى اشتد حرُّ جوفه، أو لأنه يحرق الذنوب.
وقد اختص الله هذا الشهر الكريم بكثير من الفضائل والخيرات والبركات، منها:
أولاً: اختصاصه بفرضية الصيام فيه
والصيام ركن من أركان الإسلام التي لا يكمل إسلام العبد إلا بالقيام بها، قال صلى الله عليه وسلم:
{ بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ: } ذكر منها: { وَصَوْمِ رَمَضَانَ } (أخرجه البخاري ومسلم)
ولما تميَّز الصوم عن غيره من العبادات بكونه ركناً في الإسلام، وتميَّز عنها بفضائل كثيرة:
اختار الله تعالى أفضل الأوقات ليكون محلاً لأداء هذه العبادة الشريفة والركن الأساسي، وهو شهر رمضان،
إذ اختصه الله عزَّ وجلَّ بعظيم الفضائل الكونية والربانية العميمة، وجعله سيداً للشهور كلها،
قال صلى الله عليه وسلم:
{ سَيِّدُ الشُّهُورِ شَهْرُ رَمَضَانَ } (أخرجه الطبراني في المعجم الكبير، والبيهقي في شعب الإيمان) *********** يتبع إن شاء الكريم | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة الجمعة يوليو 20, 2012 6:20 pm | |
| تابع: فضائل شهر رمضان
*****************
ثانياً: نزول القرآن فيه
اختص الله شهر رمضان من بين الشهور بإنزال القرآن فيه، قال تعالى فى محكم الكتاب:
(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) (185) سورة البقرة
قال ابن عباس رضي الله عنهما: { أُُنزل القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ في ليلة القدر من شهر رمضان،
فوُضع في بيت العزة في سماء الدنيا،
ثم نزل به جبريل على مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم منجَّماً - أى مفرقاً –
بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة} (تفسير ابن كثير)
وكما اختار الله تعالى هذا الشهر لإنزال القرآن الكريم فيه؛
اختاره أيضاً لإنزال غيره من الكتب المقدسة السابقة عليه.
فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{ أُنْزِلَتْ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلام فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ،
وَأُنْزِلَتْ التَّوْرَاةُ لِسِتٍّ مَضَيْنَ مِنْ رَمَضَانَ، والإِنْجِيلُ لِثَلاثَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ،
وَأُنْزِلَ الْفُرْقَانُ لأرْبَعٍ وَعِشْرِينَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ } (أخرجه الإمام أحمد في مسنده)
وفي هذا إشارة ربانية إلى تفضيل شهر رمضان، وتمييزه على غيره من الأوقات.
*********************
يتبع إن شاء المولى الكريم | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة الجمعة يوليو 20, 2012 6:21 pm | |
| تابع: فضائل شهر رمضان
****************
ثالثاً: إحتفاء الكون له، وكثرة الخير فيه
*****************
- ففي شهر رمضان تُفتَّح أبواب الخير، وتُغلَّق أبواب الشر، وهو ما فُسِّر به قوله صلى الله عليه وسلم:
{ إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ، فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ } (أخرجه مسلم والنسائي وأحمد في مسنده)
- واختص الله عزَّ وجلَّ ليالي شهر رمضان كلها بكثرة الصِلات الربانية، والنفحات الإلهية،
ومن ذلك ما ورد من قوله صلى الله عليه وسلم:
{إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، فُتِحَتْ أَبْوَابُ الْجِنَانِ كُلُّهَا، لا يُغْلَقُ مِنْهَا بَابٌ وَاحِدٌ الشَّهْرَ كُلَّهُ،
وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ وَاحِدٌ، وَغُلَّتْ عُتَاةُ الشَّيَاطِينِ،
وَنَادَى مُنَادٍ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا كُلَّ لَيْلَةٍ، إِلَى انْفِجَارِ الصُّبْحِ، يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ هَلُمَّ، يَا بَاغِيَ الشَّرِّ انْتَهِ،
هَلْ مَنْ مُسْتَغْفِرٍ فَيُغْفَرَ لَهُ، هَلْ مِنْ تَائِبٍ فَيُتَابَ عَلَيْهِ، هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَيُعْطَى سُؤْلَهُ، هَلْ مِنْ دَاعٍ فَيُسْتَجَابَ لَهُ،
وَلِلَّهِ عزَّ وجلَّ عِنْدَ وَقْتِ فِطْرِ كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، عُتَقَاءُ يَعْتِقُونَ مِنَ النَّارِ }
(أخرجه ابن شاهين في فضائل شهر رمضان)
************** يتبع إن شاء الكريم | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة الجمعة يوليو 20, 2012 6:22 pm | |
| تابع: فضائل شهر رمضان
****************
رابعاً: اختصاصه بليلة القدر
*****************
فضَّل الله عزَّ وجلَّ شهر رمضان بليلة القدر، بأن جعلها إحدى ليالي هذا الشهر الكريم،
وهي الليلة التي أنزل الله عزَّ وجلَّ فيها القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم، وميَّزها عن سائر الليالي كافة،
فصرَّح بذكرها في القرآن الكريم، ووصفها بأنها مباركة، وبأنها خير من ألف شهر، قال تعالى:
(إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ) (3) سورة الدخان
وقال أيضاً:
(إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ) (سورة القدر)
والمعنى أن العمل الصالح فيها خير من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر،
وإنما كان كذلك؛ لما يريد الله فيها من المنافع والأرزاق وأنواع الخير والبركة.
**************
يتبع إن شاء المولى الكريم | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة الجمعة يوليو 20, 2012 6:25 pm | |
| تابع: فضائل شهر رمضان
****************
خامساً: اختصاصه بكثير من المستحبات يتأكد فعلها فيه
***************
ومن هذه المستحبات التي يتأكد فعلها في رمضان ويعظم أجرها فيه أكثر مما لو أديت في غيره:
1- مدارسة القرآن وكثرة تلاوته: خاصة في الليل كما جاء في الحديث:
{ أَشْرَافُ أُمَّتِي حَمَلَةُ الْقُرْآنِ، وَأَصْحَابُ اللَّيْلِ } (أخرجه الطبراني في المعجم الكبير والبيهقي في شعب الإيمان)
وفي الحديث:
{ أن جبريل عليه السلام كان يلقى النَبِي فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ } (أخرجه البخاري ومسلم)
2- ختم القرآن: فقد كان من هدى السلف – رضوان الله عليهم – الحرص على ختم القرآن في رمضان،
تأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم حيث كان من شأنه ذلك،
فقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال:
{إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُعْرَضُ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً،
وَإِنَّهُ عُرِضَ عَلَيْهِ الْعَامَ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ مَرَّتَيْنِ } (أخرجه البخاري)
وسُئل النبي صلى الله عليه وسلم:
{ أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ: الْحَالُّ الْمُرْتَحِلُ،
قَيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الْحَالُّ الْمُرْتَحِلُ؟
قَالَ: فَتْحَ الْقُرْآنَ وَخَتَمَهُ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ، وَمِنْ آخِرِهِ إِلَى أَوَّلِهِ، كُلَّمَا حَلَّ ارْتَحَلَ }
(أخرجه الدارمي في سننه)
3- الصدقة: وهي من أعظم الأعمال التي يثاب المسلم عليها، قال صلى الله عليه وسلم:
{ مَنْ تَصَدَّقَ بِعَدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ وَلَا يَقْبَلُ اللَّهُ إِلَّا الطَّيِّبَ، وَإِنَّ اللَّهَ يَتَقَبَّلُهَا بِيَمِينِهِ،
ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهِ كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الْجَبَلِ }
(أخرجه البخاري ومسلم)
والفلو: هو المهر، أى الصغير من أولاد الفَرَس.
والصدقة عظيمة البركة على صاحبها، وعلى كل من ساهم فيها بوجه ما، فيعمهم الثواب والخير
وإن قلَّت أياديهم فيها،
كما ورد في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
{ إنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَيُدْخِلُ بِلُقْمَةِ الْخُبْزِ، وَقَبْضَةِ التَّمْرِ، وَمِثْلِهِ مِمَّا يَنْفَعُ الْمِسْكِينَ ثَلاثَةً الْجَنَّةَ:
الآمِرُ بِهِ، وَالزَّوْجَةُ الْمُصْلِحَةُ، وَالْخَادِمُ الَّذِي يُنَاوِلُ الْمِسْكِينَ }
(أخرجه الطبراني في الأوسط، والحاكم في المستدرك)
ومع عظيم فضل الصدقة بشكل عام، فإن الصدقة في رمضان أفضل من غيره من الشهور،
فقد رُوي عن أنس رضى الله عنه:
{ سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: صَدَقَةٌ فِي رَمَضَانَ} (أخرجه الترمذي)
ولذا كان المصطفى صلى الله عليه وسلم أجود ما يكون في رمضان، قال ابن عباس رضي الله عنهما:
{ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْرِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ،
وَكَانَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام يَلْقَاهُ كُلَّ لَيْلَةٍ فِي رَمَضَانَ، حَتَّى يَنْسَلِخَ
يَعْرِضُ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْقُرْآنَ،
فَإِذَا لَقيَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام، كَانَ أَجْوَدَ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ } (أخرجه البخاري ومسلم)
****************
يتبع إن شاء الله تعالى .... | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة الجمعة يوليو 20, 2012 6:37 pm | |
| تابع: فضائل شهر رمضان
***************
المستحبات التى يتأكد فعلها:
******************
4- صلاة التراويح: وهي سُنَّة نبوية في أصلها، وعُمرية في كيفيتها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{ مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ } (أخرجه البخاري ومسلم)
وروى الحاكم عن النعمان بن بشير رضى الله عنه أنه قال: { قُمْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي شَهْرِ رَمَضَانَ لَيْلَةَ ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ،
ثُمَّ قُمْنَا مَعَهُ لَيْلَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ،
ثُمَّ قُمْنَا مَعَهُ لَيْلَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنْ لا نُدْرِكَ الْفَلاحَ،
وَكُنَّا نُسَمِّيهَا الْفَلاحَ، وَأَنْتُمْ تُسَمُّونَ السَّحُورَ }
قال الحاكم (المستدرك على الصحيحين):
(فيه الدليل الواضح أن صلاة التراويح في مساجد المسلمين سُنَّة مسنونة،
وقد كان عليّ بن أبي طالب رضى الله عنه يحث عمر رضى الله عنه على إقامة هذه السُنَّة إلى أن أقامها)
5- تفطير الصائم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{ مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئاً } (أخرجه الترمذي في سننه، وأحمد في مسنده)
ولا يشترط أن يتكلف المسلم فوق طاقته لتفطير أخيه، بل إن ثواب تفطير الصائم يحصل بأقل القليل،
تعويداً للناس على التآلف والتكافل، والإجتماع في هذه الساعة،
فهي ساعة ذكر وإجابة دعاء وفرحة بالفطر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{مَنْ فَطَّرَ فِيهِ صَائِمًا كَانَ لَهُ مَغْفِرَةً لِذُنُوبِهِ، وَعَتَقَ رَقَبَتِهِ مِنَ النَّارِ، وَكَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ
مِنْ غَيْرِ أَنْ يُنْتَقَصَ مِنْ أَجْرِهِ شَيْءٌ،
قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَيْسَ كُلُّنَا يَجِدُ مَا يُفْطِرُ الصَّائِمِ!!!
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
يُعْطِي اللَّهُ هَذَا الثَّوَابَ مِنْ فَطَّرَ صَائِمًا عَلَى مُذْقَةِ لَبَنٍ أَوْ تَمْرَةٍ أَوْ شَرْبَةٍ مِنْ مَاءٍ،
وَمَنْ أَشْبَعَ صَائِمًا سَقَاهُ اللَّهُ مِنْ حَوْضِي شَرْبَةً لا يَظْمَأُ حَتَّى يَدْخُلَ الْجَنَّةَ } (أخرجه ابن خزيمة في صحيحه)
6- العمرة: وهي تعدل حجة في الثواب إذا أديت في رمضان – لا أنها تقوم مقامها في إسقاط الفرض –
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{ عُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ تَعْدِلُ حَجَّةً } (أخرجه البخاري والترمذي)
وفي رواية: {حَجَّة مَعِي}
قال ابن العربي:
{ حديث العمرة هذا صحيح، وهو فضل من الله ونعمة، فقد أدركت العمرة منزلة الحج بانضمام رمضان إليها، فثواب الأعمال يزيد بزيادة شرف الوقت، أو خلوص القصد، أو حضور قلب العامل } (فتح الباري لابن حجر)
7- إحياء ليلة القدر:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{ مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ } (أخرجه البخاري ومسلم والترمذي)
كما نبَّه صلى الله عليه وسلم على عظم خسارة من لم يغتنم فضل هذه الليلة، فقال:
{إِنَّ هَذَا الشَّهْرَ قَدْ حَضَرَكُمْ وَفِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَهَا فَقَدْ حُرِمَ الْخَيْرَ كُلَّهُ،
وَلَا يُحْرَمُ خَيْرَهَا إِلا مَحْرُومٌ } (أخرجه ابن ماجة في سننه)
8- الإكثار من فعل النوافل:
فإن الطاعة في شهر رمضان لها مزية، وثوابها فيه مضاعف، قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم:
{ مَنْ تَقَرَّبَ فِيهِ بِخَصْلَةٍ مِنَ الْخَيْرِ، كَانَ كَمَنْ أَدَّى فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ، وَمَنْ أَدَّى فِيهِ فَرِيضَةً،
كَانَ كَمَنْ أَدَّى سَبْعِينَ فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ } (أخرجه ابن خزيمة في صحيحه)
ومن النوافل كثرة الذكر، فإنه ينير القلب والجوارح، قال الزهري:
{ تسبيحة في رمضان أفضل من ألف تسبيحة في غيره } (أخرجه الترمذي في سننه، وابن أبي شيبة في مصنفه)
9- الإعتكاف: وخاصة في العشر الأواخر من رمضان، فإن الإعتكاف فيها سُنَّة مؤكدة
كان يفعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففي الصحيحين:
{ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الأوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ،
ثُمَّ اعْتَكَفَ أَزْوَاجُهُ مِنْ بَعْدِهِ } (أخرجه البخاري ومسلم) ************** يتبع إن شــــاء الله تعالى | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة الجمعة يوليو 20, 2012 6:45 pm | |
| شروط وجوب الصوم
********
صوم رمضان واجب بالإجماع، معلوم من الدين بالضرورة، وهو أحد أركان الإسلام لقوله تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ) - أي فرض
(عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ) (183-184البقرة)
واتفق الأئمة الأربعة على أن صوم رمضان واجب على كل:
1) مسلم بالغ عاقل. 2) طاهر من حيض وأنفاس. 3) مقيم. 4) قادر على الصوم.
- فتتحقق القدرة على الصوم (بالصحة) فلا يجب صوم رمضان على المريض ومن فى معناه
ممن تلحقه مشقة فوق استطاعته.
- (وبالإقامة) فلا يجب على المسافر.
- (وبعدم المانع شرعاً) فلا يجب على الحائض والنفساء.
= ومن أفطر في هذا الوقت لعذر فالصوم غير واجب عليه،
إلا أن عليه قضاء هذه الأيام التي أفطرها بعد زوال المانع.
= أما من يتعذر عليه القضاء فعليه فدية، وذلك كالمريض مرضاً مزمناً لا يستطيع معه الصوم.
**************
يتبع إن شــــاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة الجمعة يوليو 20, 2012 6:51 pm | |
| أنواع الصيام
***********
الصوم إما أن يكون:
فرضاً، أو مستحبَّاً، أو مكروهـاً، أو مُحَرَّمـــاً.
أولاً: الصوم المفروض
1- صوم شهر رمضان. 2- صوم النذر: وهو إذا نذر المسلم أن يصوم يوماً أو أياماً لله عزَّ وجلَّ فإنه يجب عليه صيامها،
ويجب صيام هذه الأيام بعينها إن عيَّنها في نذره.
3- صيام الكفارات: كما لو كان عليه كفارة يمين بالله، أو كفارة ظهار، أوكفارة الجماع في رمضان،
أو كفارة القتل الخطأ، أو غير ذلك من الكفارات.
4- صوم المتمتع بالعمرة في أيام الحج إذالم يقدر على ذبح الهَدى الواجب عليه،
فإنه يجب عليه أن يصوم ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجع إلى أهله.
5- صوم الفدية عن المخالفات التي وقعت من الحاج أو المعتمر أثناء الحج، أو العمرة،مثل: - كتقليم الظفر، أو نتف الإبط. - أو إستعمال العطر. - أو قتل الهوام والحشرات غير السامة والمؤذية. - أو خلع ملابس الإحرام لغير عذر شرعي. - أو لبس شيء من المحيط أو المخيط بالنسبة للرجل، أو غير ذلك من محرمات الإحرام.
ثانياً: الصوم المستحب
1- صيام ستة أيام من شوال لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{ مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ بِسِتٍّ مِنْ شَوَّالٍ فَكَأَنَّمَا صَامَ الدَّهْرَ } (أخرجه مسلم وأبو داود وأحمد في مسنده)
2- صيام يوم عرفة لغير الحاج، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالسَّنَةَ الْبَاقِيَةَ } (أخرجه مسلم وابن جرير)
3- صوم تسعة ذي الحجة:
يستحب لغير الحاج صيام تسعة أيام من أول ذي الحجة،
لحديث هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت:
{ كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَصُومُ تِسْعَ ذِي الْحِجَّةِ وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ
وَثَلاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ أَوَّلَ اثْنَيْنِ مِنَ الشَّهْرِ وَالْخَمِيسَ } (أخرجه أحمد وأبو داود والبيهقي بسند جيد)
4- صيام يوم عاشوراء وتاسوعاء، لقوله صلى الله عليه وسلم:
{ صَوْمُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ يُكَفِّرُ سَنَةً مَاضِيَةً } (أخرجه أحمد والنسائي وابن ماجة والبيهقي)
وما ورد عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
{ إِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ ، فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ الله
صلى الله عليه وسلم } (أخرجه مسلم وأبوداود والبيهقي)
5- صوم شهر المحرم، لحديث أبي هريرة أن النبى صلى الله عليه وسلم قال:
{ أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ } (أخرجه أحمد ومسلم والأربعة والبيهقي)
6- صوم يومي الإثنين والخميس، لحديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان أكثر ما يصوم الإثنين والخميس، فقيل له، فقال:
{ إِنَّ الأَعْمَالَ تُعْرَضُ كُلَّ اثْنَيْنِ وَخَمِيسٍ، فَيَغْفِرُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ لِكُلِّ مُسْلِمٍ أَوْ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ إِلا الْمُتَهَاجِرَيْنِ،
فَيَقُولُ: أَخِّرْهُمَا } (أخرجه أحمد وابن ماجة بسند صحيح)
كما أكدت السيدة عائشة أنه صلى الله عليه وسلم كان يتحرى صيام الإثنين والخميس، وقال الترمذي إنه حسن صحيح.
7- صوم ثلاثة أيام من كل شهر، لوصية النبي صلى الله عليه وسلم لسيدنا أبي هريرة رضى الله عنه
كما حكى هو:
{أَوْصَانِي خَلِيلِي بِثَلاثٍ لا أَدَعُهُنَّ حَتَّى أَمُوتَ،
صَوْمِ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَصَلاةِ الضُّحَى، وَنَوْمٍ عَلَى وِتْرٍ} (أخرجه البخاري والنسائي والبيهقي والترمذي)
8- صوم داود، وهو صوم يوم وإفطار يوم، وهو أحب الصيام وأفضله،
لحديث ابن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
{ أَفْضَلُ الصِّيَامِ صِيَامُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلام، كَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا } (أخرجه البخاري والنسائي)
9- الصوم في الأشهر الحرم:
وهي: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب، ويستحب فيها الصوم
لحديث مجيبة الباهلية عن أبيها أو عمها أنه صلى الله عليه وسلم قال:
{ صُمْ مِنَ الْحُرُمِ وَاتْرُكْ، وكررها ثلاثاً } (أخرجه أحمد وابن ماجة والبيهقي وأبو داود)
10- الإكثارمن الصيام في شعبان،
لما ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم أكثر أيام هذا الشهر، ولما سُئل عن ذلك قال:
{ هُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ } (ابن أبي شيبة وابن زنجويه وأبي يعلي في مسنده)
11- الأيام الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر (صحيح البخاري – باب صيام الأيام البيض).
12- صوم العُزَّاب:
العزب هو من لا زوج له، فإذا لم يقدر على نفقات الزواج فليكثر من الصوم ليكسر الشهوة،
لحديث ابن مسعود رضى الله عنه أنه : قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ،
وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ } (أخرجه الشيخان)
************
يتبع إن شاء الله تعالى ... | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة الجمعة يوليو 20, 2012 6:54 pm | |
| تابع: أنواع الصيام
***********
ثالثاً: الصوم المحرم
*************
1- صوم يوم العيدين، عيد الفطر وعيد الأضحى.
2- صيام أيام التشريق الثلاثة لغير الحاج الذي عليه صيام واجب في أيام الحج،
وهي اليوم الثاني والثالث والرابع من أيام عيد الأضحى.
3- أيام الحيض والنفاس.
4- صوم المريض الذي يخشى على نفسه الهلاك.
***********
رابعاً: الصوم المكروه تنزيهاً
************* 1- صيام يوم عرفة للحاج.
2- صيام يوم الجمعة، أو السبت منفردين، لحديث:
{ لا يَصُمْ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، إِلا أَنْ يَصُومَ قَبْلَهُ، أَوْ يَصُومَ بَعْدَهُ } صحيح البخاري
3- صوم آخر شعبان، لقوله صلى الله عليه وسلم:
{ إِذَا انْتَصَفَ شَعْبَانُ، فَلا تَصُومُوا } أخرجه مسلم والنسائي وأبو داود
************
خامساً: الصوم المكروه تحريماً:
****************
1- صوم السَنة كلها، لقوله صلى الله عليه وسلم:
{ لا صَامَ مَنْ صَامَ الأَبَدَ } أخرجه مسلم والنسائي
2- صوم المرأة غير رمضان بلا إذن زوجها وهو حاضر، لحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم:
{ لا تَصُمْ الْمَرْأَةُ يَوْمًا وَاحِدًا وَزَوْجُهَا شَاهِدٌ إِلا بِإِذْنِهِ إلا رَمَضَان } أخرجه أحمد في مسنده
3- صوم يوم الشك، وهو يوم الثلاثين من شعبان.
************** يتبع إن شاء الله تعالى ............... | |
|
| |
سميرة العدوية مشرفة عامة
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة الجمعة يوليو 20, 2012 11:19 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كل عام وأنتم والأمة الإسلامية بخبر تقبل الله منا ومنكم جزاك الله خيراً أرجو من إدارة المنتدى التثبيت لأهمية الموضوع
| |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة السبت يوليو 21, 2012 2:26 pm | |
| أشكر لكم هذا التأييد المبارك والتشجيع الطيب والمرور الكريم، وجزى الله فضيلة الشيخ/ فوزى محمد أبوزيد صاحب هذا السفر الجامع عنا وعن المسلمين خير الجزاء وبارك الله لنا فى أنفاسه المباركة حتى نتهنى بأن نتاول من يمينه المباركة هذا العلم النافع والعمل الرافع. وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم. | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة السبت يوليو 21, 2012 2:29 pm | |
| أركان الصيام
*********
1- النيَّـــة
وهي عزم القلب على الصوم، انقياداً لأمر الله، أو تقرَّباً إليه سبحانه، لقوله صلى الله عليه وسلم:
{ إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى } (أخرجه البخاري وأبو داود)
- وإذا كان الصوم فرضاً، كصوم رمضان، أو قضاء رمضان، أو صوم نذر، أو صوم كفارة،
أو صوم فدية الحج، فيُشترط إيقاعها ليلاً قبل الفجر، عند الجمهور لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{ مَنْ لَمْ يُبَيِّتِ الصِّيَامَ مِنَ اللَّيْلِ فَلا صِيَامَ لَهُ } (رواه أبو داود والترمذي)
- لكنها تصحُّ عند الحنفية في الصوم المعين قبل الزوال.
- ومجرد التسحُّر يُعدُّ نيَّـةً مجزَّئـةً، لأن السحور في نفسه إنما جُعل للصوم.
- ويكون لكل يوم من رمضان نية مستقلة تسبقه، وأجاز الإمام مالك صوم الشهر كله بنية واحدة في أوله.
- أما صوم التطوُّع فتصح نيَّته بالنهار، قبل زوال الشمس، بشرط ألا يتقدم النيَّة ما ينافي الصوم،
أى يكون حاله كأنه صائم تماماً من الفجر إلى حين أنتوى الصيام.
2- الإمساك عن المفطرات، من أكل وشرب وجماع وغيرها
من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.
******************** يتبع إن شاء الله تعالى ......... | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة السبت يوليو 21, 2012 2:33 pm | |
| مبطلات الصيام
***********
1- إدخال طعام وشراب، وما في معناهما
كالتدخين إلى داخل الجوف من منفذ معتاد مفتوح كالفم والأنف عمداً.
2- إيلاج العضو الذكري في فرج صلى الله عليه وسلمقُبُل أو دُبُر) ولو بدون إنزال.
3- إخراج المـَني يقظة بأى سبب كلمس أو قُبْلة ونحو ذلك.
4- نزول دمى الحيض والنفاس.
5- طروء الجنون المطبق.
6- حصول الردِّة، أى الرجوع عن الإسلام.
7- الإستقاء العمد، لقوله صلى الله عليه وسلم:
{ مَنِ اسْتَقَاءَ عَمْدًا فَلْيَقْضِ } (سنن الترمذي)
فإذا غلبه القيء فقاء بدون اختياره فلا يفسد صومه.
8- من أكل أو شرب ظانَّاً بقاء الليل ثم تبيَّن له طلوع الفجر.
9- من أكل أو شرب ظاناً دخول الليل، ثم تبيَّن له بقاء النهار.
10- من أكل أو شرب ناسياً، ثم لم يُمسك ظانَّاً أن الإمساك غير واجب عليه ما دام قد أكل وشرب،
فواصل الفطر إلى الليل.
************* يتبع إن شاء الله .......... | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة السبت يوليو 21, 2012 2:39 pm | |
| صوم أصحاب الأعذار
**********
يباح الفطر لمن وجب عليه الصوم إذا تحقق فيه أمر مما يلى:
1- العجز عن الصيام
لكبر سن، أو مرض مزمن لا يمكن معه الصيام.
وحُكمه: إخراج فدية عن كل يوم وقدرها مُدٍّ من طعام لمسكين. لقوله سبحانه وتعالى فى محكم الكتاب:
(وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ) (184-البقرة)
ومقدار المـُدِّ (510 جرامات) عند جمهور الفقهاء.
2- المشقة الزائدة غير المعتادة:
- كأن يشق عليه الصوم لمرض يرجى شفاؤه. - أو كان في غزو وجهاد. - أو أصابه جوع أو عطش شديد وخاف على نفسه الضرر. - أو كان منتظماً في عمل هو مصدر نفقته، ولا يمكن تأجيله، ولا يمكنه أداؤه مع الصوم.
وحُكمه: جواز الفطر ووجوب القضاء.
3- السفر: إذا كان السفر مباحاً.
ومسافة السفر الذي يجوز معه الفطر قدَّرها العلماء بنحو ثلاثة وثمانين كيلو متراً فأكثر،
سواء كان معه مشقة أم لا.
والواجب عليه حينئذ: قضاء الأيام التي أفطرها، لقوله عزَّ وجلَّ:
(فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) (184- البقرة)
4- الحمل:
فإذا خافت الحامل من الصوم على نفسها جاز لها الفطر، ووجب عليها القضاء، لكونها في معنى المريض.
أما إذا كانت تخاف على الجنين دون نفسها فإنها تفطر، ويجب عليها القضاء والفدية،
وعند الحنفية أنه لا يجب عليها إلا القضاء.
5- الرضاعة:
وهي مثل الحمل، وتأخذ نفس الحكم.
6- إنقاذ محترم:
وهو ما له حرمة في الشرع كمشرف على الهلاك،
فإنه إذا توقف إنقاذ هذه النفس أو جزء منه على إفطار المنقذ
جاز له الفطر دفعاً لأشد المفسدتين وأكبر الضررين،
بل قد يكون واجباً كما إذا تعيَّن عليه إنقاذ نفس إنسان لا منقذ له غيره،
ويجب عليه القضاء بعد ذلك.
***********
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة السبت يوليو 21, 2012 2:44 pm | |
| الإفطار لغير عذر شرعي
***************
أما الذي يفطر لغير عذر شرعي من الأعذار المذكورة، فيجب عليه:
أولاً: التوبة:
لأن الإفطار في نهار رمضان بلا عذر كبيرة من الكبائر، لا كفارة لها إلا التوبة الصادقة،
لقوله صلى الله عليه وسلم:
{مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ رُخْصَةٍ وَلا مَرَضٍ، لَمْ يَقْضِ عَنْهُ صَوْمُ الدَّهْرِ كُلِّهِ وَإِنْ صَامَهُ} (سنن الترمذي وأبي داود)
ثانياً : الكفَّارة:
وقد شرع الله عزَّ وجلَّ الكفارة لذنوب شاءت إرادته أن تكون الكفارة سبباً في محوها؛
رحمة بعباده، والله تعالى يريد التخفيف بالمغفرة والقبول،
فمن قام بالكفارة كان أكثر رجاءاً في العفو لأداء ما عليه من كفارة رتبها الشرع في الدنيا.
والإفطار قد يكون موجباً للقضاء والكفارة، أو أحدهما على ما يلي:
1- يكون الفطر موجباً للقضاء والكفارة وإمساك بقية اليوم،
وهو عند الشافعية والحنابلة في تعمد قطع الصوم بالإيلاج في فرج (الجماع).
2- ويكون موجباً للقضاء، وإمساك بقية اليوم بلا كفارة،
وموجبه ارتكاب ما عدا الجماع من المفطرات السابق ذكرها،
وأوجب الحنفية والمالكية الكفارة في الأكل والشرب عمداً أيضاً.
والكفارة ثلاث خصال:
الأولى: عتق رقبة عن كل يوم أفطره بالجماع.
وقد سقط هذا الحكم الآن لسقوط محله؛ حيث صدرت معاهدات دولية شارك فيها المسلمون بمنع الرق وإلغاءه،
فينتقل المـُكَفِّر إلى الخصلة التالية مباشرة وهي:
صيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً.
فإن عجز عن كل هذه الأمور سقطت عنه الكفارة حتى يقدر على فعل شيء منها.
وخصال الكفارة على التخيير عند المالكية؛ فإذا فعل المـُكَفر أى خصلة منها أجزأته.
وتتعدد الكفارة بتعدد المخالفة، فمن كرر المخالفة في يومين وجب عليه كفارتان.
**********
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة السبت يوليو 21, 2012 2:48 pm | |
| مكروهات الصوم
***********
وهي الأمور التي يثاب المرء على تركها، ولكنه إذا فعلها لا يبطل صومه، منها:
1- المبالغة في المضمضة والإستنشاق؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:
{ بَالِغْ فِي الإسْتِنْشَاقِ إِلا أَنْ تَكُونَ صَائِمًا } (أخرجه أبو داود)
2- تذوُّق الطعام لغير ضرورة.
3- أن يجمع الصائم ريقه ويبتلعه.
4- القبلة لمن تحرِّك شهوته، وكذا المباشرة ودواعي الوطء.
5- الحجامة، وهي إخراج الدم من الرأس، أو الفصد وهو إخراج الدم من الجسم،
خشية الضعف المؤدي إلى الإفطار.
6- شمُّ الروائح العطرية التي تجذبها أنفاسه إلى حلقه، كمسحوق المسك والبخور وما شابه.
7- الفكر في شأن الجماع.
8- إدامة النظر بشهوة إلى الزوجة.
9- تأخير الفطور إذا تعمَّد ذلك بدون سبب.
10- استعمال السواك بعد الزوال إلى الغروب.
11- الإنشغال باللهو واللعب؛ لما فيه من التَرَفُّه الذي لا يناسب الصوم ومعانيه الروحية.
********************
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة السبت يوليو 21, 2012 2:57 pm | |
| المباح للصائم
************
يجوز للصائم فعل أشياء وصومه صحيح، أهمُّها:
1- الإغتسال ولو للتبرُّد، فقد صحَّ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{ كان يَصُبُّ عَلَى رَأْسِهِ الْمَاءَ وَهُوَ صَائِمٌ مِنَ الْعَطَشِ أَوْ مِنَ الْحَرِّ } (مسند الإمام أحمد وسنن أبو داود)
2- دهن الجسم أى الجلد أثناء الصوم بزيت أو كريم ونحوهما.
3- استعمال السواك قبل الظهر، وكذا فرشاة الأسنان دون معجون أو به،
شريطة عدم وصول شيء منه إلى الحلق، وأن يكون قبل الظهر محافظة على:
{ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ } (أخرجه البخاري ومسلم)
4- النوم ولو استغرق جميع النهار، بشرط ألا يتعمَّد تضييع الصلوات، فإن ذلك حرام.
5- بلع ما يتعذر تجنُّبه كغبار الطريق، أو دخان، أو روائح يعسر تجنُّبها.
6- التداوي الظاهري من وضع دواء على جروح وقروح، وعلاج كسور،
ووضع قطرة في أذن وعين لكونهما ليستا منفذين لداخل الجوف.
7- الحُقَن عن طريق الجلد بكافة أنواعها، تداوي أو غذاء،
لأن العضل والوريد ليسا منفذين مفتوحين كالفم والأنف.
الحقنة الشرجيَّة:
اختلف أهل العلم في الحقنة الشرجية من الدبر، فيرى الجمهور عدا المالكية أنها مفطرة،
ويرى المالكية والظاهرية وابن تيمية الكراهة دون إفساد الصوم، وهو الراجح، خاصة في الضرورة الطبية،
ويقاس عليها وصول ماء من وسائل قضاء الحاجة من شطافات المياه لظاهر الدبر وآخره من المنتهى أسفل.
8- الإكتحال وما في معناه من وسائل تجميل الرموش والأجفان،
وورد أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكتحل في نهار رمضان.
9- أخذ دم من الوريد للتبرع أو لعمل تحاليل.
10- خلع الأسنان شريطة عدم تعمد بلع دم، أو سوائل علاجية، ولا يضر التخدير الموضعي.
11- بلع اللعاب والبلغم وما أشبه.
12- إستعمال الغرغرة والمضمضة؛ شريطة عدم وصول شيء للحلق.
13- إستعمال اللبوس العلاجي في قُبُل أو دُبر، لأنه ليس طعاماً ولا شراباً ولا ما في معناهما.
14- إستعمال بخاخ ضيق التنفس (بخاخ الربو) لأنه غاز ويتبخر ولا يصل إلى المعدة. (مجلة مجمع الفقه الإسلامي، مكة المكرمة، عدد 10 جـ2 ص287)
15- عمل الحجامة – عند جمهور الفقهاء- لأن العبرة مما دخل لا مما خرج.
16- الفحص الشرجي، والفحص المهبلي لأنهما ليسا جماع ولا معناه، وقاله المالكية.
17- ذوق الطعام لحاجة كأم وطابخة بطرف اللسان دون بلع.
18- عمل أشعة على الصدر والقلب والقولون والرحم أثناء الصوم، لأنها ظاهرية خارجية،
ولو وضع كريمات ومواد طبية على الجلد الخارجي فلا تفطر.
19- عمل رسم قلب، ولو صاحبه وضع مواد طبية على ظاهر الجلد.
20- يباح للصائم أن يصبح جُنُباً – أى يؤذن للصبح وهو جنب فيغتسل ليصلى الفجر-
لحديث السيدة عائشة وأم سلمة أن النبى صلى الله عليه وسلم:
{ كَان يُصْبِحُ جُنُبًا فِي رَمَضَانَ مِنْ جِمَاعٍ غَيْرِ احْتِلامٍ ثُمَّ يَصُومُ } ( أخرجه أحمد والشيخان عن السيدة عائشة والسيدة أم سلمة رضى الله عنهما)
21- الإحتلام، ولا شيء على المحتلم الصائم.
22- الأكل أو الشرب خطأ أو نسياناً، لحديث:
{ مَنْ أَفْطَرَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ نَاسِيًا، فَلا قَضَاءَ عَلَيْهِ، وَلا كَفَّارَةَ } ( الحاكم والبيهقي عن أبي هريرة)
23- مضغ الطعام لطفل صغير، لا يجد من يمضغ له طعامه المحتاج إليه،
بحيث لا يصل منه شيء إلى جوف الصائم.
24- الأقراص التي توضع تحت اللسان لعلاج بعض الأزمات القلبية،
وهي تُمتص مباشرة بعد وضعها بوقت قصير، فيحملها الدم إلى القلب، فتمنع الأزمة المفاجئة،
ولا يدخل الجوف منها شيء، فلا تفطر لأنها للعلاج وليست للغذاء،
ثم إنها لا تُعد أكلاً ولا شرباً، كما أنها ليست في معنى الأكل أو الشرب،
ولا يدخل منها شيء إلى الجوف، بل هي تذوب تحت اللسان،
وإن دخل منها شيء يعفي عنه قياساً على المتبقي من المضمضة والإستنشاق والسواك. ( مجلة مجمع الفقه الإسلامي، مكة المكرمة، عدد 10 جـ2 ص96)
25- إستعمال غاز الأوكسجين في الأغراض العلاجية غير مفطر،
لأنه في حكم التنفس الطبيعي، باعتباره البديل الطبي له،
ولأنه هواء ولا يحتوي على مواد عالقة أو مغذية، ويذهب معظمه إلى الجهاز التنفسي ( مجلة مجمع الفقه الإسلامي، مكة المكرمة، عدد 10 جـ2 ص385).
26- يشبه بخاخ الأنف بخاخ الربو، من حيث كونه دواء يحتوي على ثلاث عناصر،
وهي: الماء والأوكسجين والمستحضرات الطبية،
وإستعماله يكون عن طريق أخذ شهيق عميق مع الضغط على البخاخ،
وعندئذ يتطاير الرذاذ ويدخل عن طريق الأنف إلى البلعوم، ومنه إلى القصبة الهوائية،
وتناوله في نهار رمضان لمرضى الصدر جائز مع صحة الصوم، قياساً على بخاخ الربو ( مجلة مجمع الفقه الإسلامي، مكة المكرمة، عدد 10 جـ2 ص385-399).
ومما قرره مجلس مجمع الفقه الإسلامي المنعقد في دورة مؤتمره العاشر بجدة صفر 1418هـ
يونيو ويوليو 1997م، بعد اطلاعه على بحوث وتوصيات الندوة الفقهية الطبية التاسعة
التي عقدتها المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية في الدار البيضاء بالمغرب صفر1418هـ يونيو1997م،
والنظر في الأدلة من الكتاب والسُنَّة، قرَّر أن كلاً من:
- قطرة العين. - قطرة الأذن، وكذلك غسول الأذن. - وأيضاً قطرة الأنف، وبخاخ الأنف. لا تعتبر كلها من المفطرات إذا اجتنب ابتلاع ما نفذ إلى الحلق ( فتاوى واستشارات الإسلام اليوم جـ17 ص212)
27- إدخال القسطرة في الشرايين ليست أكلاً ولا شرباً ولا في معناهما، وإذاً فهي لا تُفطر،
وهذا ما أخذ به المجمع الفقهي في مكة المكرمة ( مجلة مجمع الفقه الإسلامي، مكة المكرمة، عدد 10 جـ2 ص329)،
وننبه على الأخذ برخصة الإفطار فى مثل هذه الأحوال.
***********************
يتبع إن شاء الله تعالى | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة السبت يوليو 21, 2012 3:00 pm | |
| - غسيل الكلى:
********
- إذا صاحبه تزويد للجسم بمواد مغذية سكرية أو غيرها؛ فإنه يُعد من المفطرات،
لأن هذه المواد بمعنى الأكل والشرب والجسم يتغذى بها ويتقوى.
- أما إذا لم يكن معه مواد مغذية فإنه لا يعتبر من المفطرات، لأنه مجرد تنقية للدم من المواد الضارة،
ولا يوجب الفطر.
29- التطعيم ضد الجدري والكوليرا والتيفود وغيرها لا يفطر.
30- استحمام الصائم في البحر لا يفطره.
*****************************
يتبع إن شاء المولى الكريم | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة السبت يوليو 21, 2012 3:02 pm | |
| مُسْتَحَبَّات الصوم
**********
1- التَّسَـحُّر؛ لقوله صلى الله عليه وسلم (فيما أخرحه البخارى ومسلم):
{تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً}
ويحصل السحور بكثير الطعام وقليله، ووقته بدخول نصف الليل.
2- تأخير السحور؛ لما رُوي عن زيد بن ثابت رضى الله عنه قال (فيما أخرحه البخارى ومسلم):
{ تَسَحَّرْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلاةِ،
قُلْتُ: كَمْ كَانَ بَيْنَ الأَذَانِ وَالسَّحُورِ؟ قَالَ: قَدْرُ خَمْسِينَ آيَةً }
3- تعجيل الفطر؛ لقوله صلى الله عليه وسلم (فيما أخرحه البخارى ومسلم):
{ لا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ }
4- أن يفطر الصائم على رُطَبٍ أو تمرٍ أو ماء، وأن يكون وتراً، لحديث أنس رضى الله عنه قال:
{كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُفْطِرُ عَلَى رُطَبَاتٍ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ،
فَإِنْ لَمْ تَكُنْ رُطَبَاتٌ فَعَلَى تَمَرَاتٍ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ حَسَا حَسَوَاتٍ مِنْ مَاءٍ}
(أخرجه أبو داود والترمذي)
5- الدعاء عند الفطر؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:
{ثَلاثَةٌ لا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ ، وذكر منهم: وَالصَّائِمُ حِينَ يُفْطِر}
(أخرجه الترمذي وابن ماجة وأحمد في مسنده)
وكان صلى الله عليه وسلم يدعو عقب الإفطار فيقول (فيما أخرجه أبو داود):
{ اللَّهُمَّ لَكَ صُمْتُ وَعَلَى رِزْقِكَ أَفْطَرْتُ، وبِكَ آمَنْتُ، ولَكَ أسْلَمْتُ،
ذَهَبَ الظَّمَأُ وَابْتَلَّتِ الْعُرُوقُ وَثَبَتَ الأَجْرُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ }
وكان ابن عمر رضى الله عنه – إذا أفطر – يقول:
{ اللهم برحمتك التي وسعت كل شيء اغفر لي }
6- الكفُّ عما يتنافى مع الصيام وروحانيته، كالكذب، والغيبة، والنميمة، وقول الزور،
وكسب الحرام، والتشوق إلى الطعام أو الجماع، والشتم، والسب، والقذف، والعراك، والشجار، والغش ....
وبالجملة كل المحظورات التي حرَّمتها الشريعة، وجرَّمت فاعلها بالإثم والعصيان.
فعن أبي هريرة رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
{مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ}
(أخرجه البخاري)
وقال صلى الله عليه وسلم:
{ إِذَا أَصْبَحَ أَحَدُكُمْ يَوْمًا صَائِمًا، فَلا يَرْفُثْ وَلا يَجْهَلْ،
فَإِنِ امْرُؤٌ شَاتَمَهُ أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ إِنِّي صَائِمٌ }
(أخرجه البخاري ومسلم)
7- الإكثار من تلاوة القرآن، والأكمل أن تكون التلاوة مع المدارسة والتدبر والتمعُّن، ففي الحديث الشريف:
{كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ،
وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ}
(أخرجه البخاري)
8- الإكثار من الصدقة، ففي الحديث الشريف:
{ وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ }
(أخرجه الترمذي وابن ماجة وأحمد في مسنده)
9- الإغتسال من الجنابة قبل الفجر، إن تيسَّر، ليكون الصائم على طهارة من أول صومه.
10- إعانة الصائمين والقائمين والمتعبدين على طاعتهم لحديث:
{مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ} (رواه الشافعي وأحمد والترمذي)
**********
يتبع إن شاء الله تعالى | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة السبت يوليو 21, 2012 3:06 pm | |
| فتاوى عصرية في الصيام
**************
(1)- ما حكم الحجامة، ونقل الدم أثناء الصوم؟ o اتفق جمهور الفقهاء على أن الحجامة لا تفسد الصوم، لأن الفطر مِمَّا دخل لا مِمَّا خرج، وهذا ضابط أغلبي،
ومثل الحجامة في الحكم نقل الدم، فإنه لا يؤثر على صحة الصوم، لكن بشرط أن يأمن الصائم على نفسه
الضعف والضرر.
**************
(2)- ما حكم تناول المرأة لأدوية تؤخر الحيض لتصوم الشهر كاملاً؟
o يجوز لها ذلك ما لم يثبت ضرر ذلك طبياً، لأن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وصف للنساء تعاطي
ماء الأراك في الحج لمنع نزول دم الحيض.
**************
(3)- ما حكم عمل الفحص المهبلي أثناء الصيام؟
o الفحص المهبلي الذي يتم فيه إدخال آلة الكشف الطبي في فرج المرأة يُفسد الصوم عند الجمهور،
خلافاً للمالكية ؛ حيث أن الإحتقان بالجامد – في الدبر أو فرج المرأة – لا يفسد الصوم عندهم.
o وعلى ذلك فيمكن لمن احتاجت إلى ذلك من النساء حال صيامها أن تقلد المالكية،
ولا يفسد الصوم بذلك حينئذ، وإن كان يستحبُّ لها القضاء خروجاً من الخلاف.
**************
(4)- ماحكم التدخين أثناء الصيام؟
o التدخين مع كونه عادة سيئة محرَّمة تضر بصحة الإنسان، فهو أيضاً مفسد للصوم موجب للقضاء،
لأن الدخان الناتج عن حرق التبغ يتكاثف داخل الأنف وينزل إلى الصدر، فيكون جرماً دخل جوفاً.
**************
(5)- ما حكم من أفطر قبل غروب الشمس ظانَّـاً غروبها؟
o يبطل صومه ؛ لأنه لا عبرة بالظن البيِّن خطؤه، وعليه الإمساك بقية اليوم والقضاء.
**************
(6)- ما حكم من أكل أو شرب بعد طلوع الفجر دون أن يعلم بطلوعه؟
o لا يصح صيامه وعليه القضاء، وإمساك بقية اليوم لحرمة الشهر.
**************
(7)- ما حكم إستعمال الحقن الشرجية أثناء الصوم؟
o مذهب جمهور العلماء أنها مفسدة للصوم إذا استعملت مع العمد والإختيار،
لأن فيها إيصالاً للمائع المحقون به إلى الجوف من منفذ مفتوح.
o وهناك قول للمالكية أنها مباحة لا تفطر، وهو وجه عند الشافعية.
o وفي قول آخر عند المالكية أنها مكروهة، ويستحب قضاء الصوم بإستعمالها.
o وبناءاً على ذلك فيمكن تقليد هذا القول عند المالكية لمن ابتلي بالحقنة الشرجية ونحوها في الصوم،
ولم يكن له مجال في تأخير ذلك إلى ما بعد الإفطار، ويكون صيامه حينئذ صحيحاً ولا يجب القضاء عليه،
o وإن كان يستحب القضاء خروجاً من خلاف جمهور العلماء.
**************
(8)- ما حكم بلع البلغم؟
o بلع البلغم أثناء الصيام لا يفطر إلا إذا أخرجه الصائم ثم ابتلعه فإنه يكون مفطراً.
**************
(9)- ما حكم سبِّ الدِين في نهار رمضان؟
o إن قصد الساب للدِين ذات الدِين انتقاصاً أو احتقاراً فهو مرتدٌّ فسد صومه،
وحبط عمله، وفسخ نكاحه من زوجه، وعليه الإغتسال، والتوبة، والنطق بالشهادتين،
وإنشاء عقد زواج جديد، وقضاء صلوات مفروضة في يومه، وقضاء صوم اليوم.
o وإن لم يقصد الدِين مثل فعل العوام، والجهلة، وذوي الأخلاق الرديئة، فهو مسلم عاصٍ فاسق،
قال صلى الله عليه وسلم:
{ سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ }
(رواه البخاري)
o وعليه الإستغفار، وصومه صحيح، أما قبوله فمردُّه إلى الله عزَّ وجلَّ.
**************
(10)- ما حكم من مات وعليه صيام واجب؟
- إن كان قد فاته بعذر كمرض لم يمكنه من القضاء، بأن استمر حتى مات صاحبه فلا إثم عليه.
- وإن فاته بغير عذر، أو بعذر وتمكن من القضاء، وتكاسل عنه، فلم يقضه حتى مات،
يُخَيَّر وليه بين أن يصوم عنه لكل يوم يوماً، أو يطعم مسكيناً عن كل يوم.
فإن لم تكن له تركة لم يلزم ورثته قضاء ولا إطعام.
**************
يتبع إن شاء المولى الكريم | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة السبت يوليو 21, 2012 3:12 pm | |
| تابع: فتاوى عصرية فى الصيام
*****************
(11)- ما حكم مشاهدة المرئيات والمسموعات؟
o إن كانت أشياءاً مباحة فلا تفطر بل مكروهة،
وإذا كانت عورات وحرمات كمواقع الجنس والأفلام الإباحية فهي محرَّمة مطلقاً فى رمضان وفى غيره.
**************
(12)- ما حكم الصوم مع ترك الصلاة؟
o الصوم صحيح، وثوابه ناقص إن تقبله الله. وعليه وزر ترك الصلاة.
**************
(13)- ما حكم الجمع بين قضاء ما فات من رمضان مع ستة شوال؟
o لو قضى ما فاته من صوم رمضان في شهر شوال حصل بصومه قضاء ما فاته من صوم رمضان،
وحصل له ثواب ستة من شوال، على أن تكون نيته قضاء ما فاته في رمضان.
**************
(14)- سمع الصائم أذان الفجر وهو يأكل أو يشرب أو يجامع فامتنع فوراً؟
o صومه صحيح.
**************
(15)- لا يفطر المبسور ( مريض البواسير) بخروج مقعدته ورَدِّها.
**************
(16)- لا دخل لملابس المرأة في إفساد الصوم.
**************
(17)- لو ابتلي شخص بدم لثته دائماً أوغالباً وشقَّ الإحتراز عنه؟
o يعفى عن أثره، ويتسامح في هذا.
**************
(18)- خرج من الصائم مَنِّي أومَذِّي بسبب مرض؟
o لا شيء عليه بالشبهة بالبول، لخروجه بلا شهوة وبلا سبب منه.
**************
(19)- ما الأحوال التي يفطر فيها المريض؟
o قرر الثقاة من الأطباء، وهم أهل ذكر في تخصصهم أحوالاً يفطر فيها المريض أثناء الصيام،
وعليه القضاء، لقول الله عزَّ وجلَّ:
(فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) (184البقرة)
o فمن ذلك:
1- الأمراض الحادة، وما يهدد حياة المريض باليقين أو غلبة الظن، ومن أمثلة ذلك:
- حالات إرتفاع وهبوط ضغط الدم الشديدين. - حالات ارتفاع وهبوط مستوى سكر الدم الشديدين. - الحمى الشديدة. - الفشل الكلوي. - الفشل الكبدي. - الإستسقاء. - الإعتلال الدماغي. - الجلطة الدماغية. - النزيف الشديد. - الإسهال الشديد والجاف.
2- الأمراض المزمنة التي لا يتغلب عليها إلا بأخذ دواء من الفم، مُسَكِّن أو غيره.
3- إذا أدى الصوم إلى زيادة المرض مثل حصوات الكلى للحاجة لشرب الماء الكثير،
ومريض الجلطة لكون الصيام يقلل سيولة الدم.
4- إذا كان الصيام يؤخر الشفاء كالنقاهة بعد عمليات جراحية كبيرة أومتوسطة،
أو بعد معاناة أمراض شديدة، أوحالات نقص التغذية والهزال الشديد.
**************
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة السبت يوليو 21, 2012 3:22 pm | |
| تابع: فتاوى عصرية فى الصيام
***************
(20)- ما حكم البنج في الصوم؟ وكذلك ما حكم الإغماء؟
البنج مادة مخدرة تستعمل لتخدير الجسم أثناء إجراء العمليات الجراحية، وهو من حيث إستعماله نوعان:
تخدير كلي، وتخدير موضعي.
o أما عن حكم التخدير الموضعي فإنه لا يفطر لعدم دخول أى شيء منه إلى الجوف،
ثم هو لا يفقد المريض أية درجة من الوعى، إذ أن تأثيره ليس على العقل والتركيز،
وإنما على العضو المريض فقط.
o وأما التخدير الكلي فغالباً ما يكون معه فقدان الوعى ؛ ولذلك اختلف الحكم فيه، هل هو مفطر أم لا؟
o فالحنفية وبعض الشافعية يرون أن الصوم صحيح لأن النية قد صحت،
وزوال الإستشعار بعد ذلك لا يمنع صحة الصوم كالنوم.
o قال ابن عابدين: المغمى عليه لا يقضي اليوم الذي حدث الإغماء في ليلته لوجود النيَّة منه ظاهراً
(حاشية رد المحتاج جـ2 ص403، المغني لابن قدامةجـ3 ص343).
o وقد نوقش هذا الرأى بأن قياسه على النوم ليس دقيقاً، لأن النوم عادة لا يزيل الإحساس بالكلية،
ثم إن النائم ثابت العقل كالمستيقظ، ومتى نُبه انتبه، أما المغمى عليه فخلافه، لأن الإغماء يزيل العقل،
فأشبه بالجنون ؛ ولذا فإن ولاية النائم ثابتة على ما له بخلاف المغمى عليه
(المجموع جـ6 ص345، المغنى لابن قدامة جـ3 ص343).
o أما المالكية وجمهور الشافعية والحنابلة فيرون أن من أغمي عليه في جميع النهار
فصومه ليس بصحيح؛ لإفتقاد المغمي عليه معنى الصوم، وهو الإمساك، حيث أنه فاقد للوعى،
ولا يصدق عليه إسم الصائم،
أما إذا أفاق في أى جزء من النهار صح صومه لأنه لا دليل على بطلانه،
وقد حصلت نية الإمساك في جزء من النهار
(بداية المجتهد جـ1 ص239، المغنى لابن قدامة جـ3 ص343).
o وقد نوقش هذا الرأى بأن الصوم يعني الإمساك مع النية ؛
لقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن الله تعالى:
{ كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ يَدَعُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ مِنْ أَجْلِي }
(رواه البخاري عن أبي هريرة)
o وعليه فإن المغمي عليه لا يضاف الإمساك إليه، ومن ثم لا يصح صومه لأن النية وحدها لا تكفي،
وكذا الإمساك وحده
(المغني لابن قدامة جـ3 ص343).
o والراجح أن الإغماء الذي سببه التخدير الكلي وما يشبهه،
إذا وجد في جميع النهار وجب على المغمي عليه قضاء هذا اليوم.
o أما إذا أفاق في أى جزء من النهار مع تبييت النية ليلاً صح صومه،
والأولى الأخذ بالرخصة والفطر لأجل المرض.
***************
(21)- متى يكون بدء الصوم وانتهاؤه في البلاد التي يطول نهارها؟
إن سُنَّة الله في التكاليف ترد على غالب الأحوال دون التعرض لبيان حكم ما يخرج على هذا الغالب،
وفي كل تكليف تخفيفٌ من الله ورحمة.
o والخطاب بفرض الصوم موجه إلى المسلمين أياً كانت مواقعهم على أرض الله،
دون تفرقة في أصل الفرضية بين جهة يطول ليلها، أو يستمر الليل أو النهار دائماً.
o ويبدأ الصوم من طلوع الفجر الصادق حسب موقعهم على الأرض،
دون نظر أو اعتداد بمقدار ساعات الليل أو النهار، كما لم يقصد الإسلام بتكاليفه للناس عنتاً،
ولا إرهاقاً ولا مشقة، بل على العكس يقصد ما في الوسع واليسر ورفع الحرج، قال الله تعالى:
(وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ)
(78الحج)
o ولهذا لما ظهر أن على الأرض جهات يطول فيها النهار حتى لا يكون ليلها إلا جزءاً يسيراً،
أو يطول ليلها حتى لا يكون نهارها إلا ضوءاً يسيراً كذلك، وجهات يستمر فيها الليل نصف العام،
بينما يستمر النهار النصف الآخر، وجهات أخرى على العكس من ذلك،
جاز للمسلمين المقيمين في البلاد التي يطول فيها النهار ويقصر فيها الليل أو العكس أن يخيروا بين أمرين:
- أحدهما: أن يتخذوا من مواقيت البلاد المعتدلة مثل مكة والمدينة معياراً للصوم،
فيصومون قدر الساعات التي يصومها المسلمون في واحدة من هاتين المدينتين.
- والأمر الآخر: أن يحسبوا وقت الصوم باعتبار زمنه في أقرب البلاد - اعتدالاً – إليهم،
وبهذا تتحقق الحكمة دون مشقة.
- وعلى هذا ففى البلاد التى يطول نهارها فيراعى أن يبدأ الصوم من طلوع الفجر الصادق
حسب موقعهم على الأرض، ويستمرون في الصيام بقدر ما يصوم أهل البلاد المعتدلة،
أو أقرب بلد معتدل، إستنباطاً من حديث الدجال قبيل الساعة، وأنه:
{ ينزل أرْبَعُونَ يَوْمًا يَوْمٌ كَسَنَةٍ، وَيَوْمٌ كَشَهْرٍ، وَيَوْمٌ كَجُمُعَةٍ، وَسَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ،
فقال الصحابة: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَسَنَةٍ أَتَكْفِينَا فِيهِ صَلاةُ يَوْمٍ؟
قَالَ: لا، اقْدُرُوا لَهُ قَدْرَهُ} (صحيح مسلم)
وفي هذا امتثال لأوامر الله وتحقيق مراده في تنزيل شرعه، ورحمة عباده، قال تعالى:
(يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)
(185 البقرة):
****************
22- ما حكم صيام المتنقل بين بلدين مختلفتى الرؤيا؟
o من صام تبعاً لرؤية بلد يوماً كاملاً، أو أياماً ثم سافر إلى بلد آخر تختلف فيه رؤية الهلال
عن البلد الذي خرج منه، إما بزيادة في الأيام، أو نقص فيها، فعليه إتباع البلد الذي يكون فيه صوماً وإفطاراً،
فلا يفطر في بلد يصوم أهلها، ولا يصوم في بلد يحتفل أهلها بالعيد.
o فإن تجمع له من أيام الصوم تسعة وعشرون أو ثلاثون، فلا شيء عليه،
وإن كان أقل من ذلك قضى الأيام التي يكمل بها صومه تسعة وعشرين ؛
لأن أقل الشهور تسعة وعشرون، لما رواه الإمام البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما،
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
{ الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ لَيْلَةً، فَلا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوْهُ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا الْعِدَّةَ ثَلاثِينَ }
ولعلَّ هذا يكون دافعاً للمسلمين إلى توحيد الرؤية، وتحديد بداية الشهور ونهاياتها،
تحديداً يجمع الله به شمل الأمة ويوحد الكلمة.
****************
(23)- ما حكم منظار المعدة؟
هذا المنظار عبارة عن جهاز طبي يدخل عبر الفم إلى البلعوم، ثم إلى المريء، ثم إلى المعدة،
ويقوم بتصوير المعدة من الداخل لمعرفة ما فيها من أمراض، وإستخراج عينة من المعدة لفحصها،
أو لغير ذلك من الأغراض الطبية.
o وبناءاً على الرأى القائل بأنه لا يفطر إلا المغذي فقط، فإن المنظار لا يفطر لكونه جامداً لا يغذي،
وهذا ما اختاره مفتي الديار المصرية الأسبق فضيلة الشيخ محمد بخيت المطيعي رحمه الله تعالى
(الشرح الممتع جـ6 ص383، ونقله الشيخ السبكي في الدين الخالص جـ8 ص457) ،
وهذا هو الأقرب للصواب ؛ لأنه لا يمكن إعتبار عملية إدخال المنظار أكلاً في اللغة، ولا في العرف،
فهو عملية علاجية بحتة، وما يكون فيها من مادة دهنية لتسهيل عملية الدخول يعفي عنها ؛
لكون الحاجة داعية إليها، وقياساً على ما تبَقَّى من أثر المضمضة والإستنشاق والسواك.
o ونعود فننبه بما سبق أن أشرنا إليه وهو أن المريض له حق الأخذ بالرخصة، وهي الفطر مع القضاء،
أو الفدية، حسب حالته، أو النزول على هذا الرأى المجيز صيامه إن اختار ذلك.
****************
(24)- ما سبب رائحة الفم الكريهة أثناء الصيام؟
o يؤدي عدم الأكل أو الشرب إلى تَكَوُّن طبقة بيضاء على اللسان،
وهذه الطبقة عبارة عن لعاب هلامي ثقيل، يمكن للبكتيريا اللاهوائية أن تعيش وتتكاثر تحتها،
مفرزة مادة الكبريت ذات الرائحة المقززة.
o أيضاً العطش يؤدي إلى تقليل إفراز اللعاب الذي يحد من نمو وتكاثر البكتيريا،
ويقوم بإذابة المخلفات الكبريتية، وبالتالي إلى تقليل الرائحة الكريهة.
****************
(25)- كيف يمكن التغلب على رائحة الفم الكريهة أثناء الصيام؟
o إزالة الطبقة البيضاء المتكونة على اللسان بإستخدام أحد أدوات تنظيف اللسان لكشف البكتيريا
اللاهوائية النامية تحتها مما يعرضها للهواء، وبالتالي يؤدي إلى هلاكها،
ويمكن إستخدام فرشاة الأسنان في ذلك.
o شرب كميات كبيرة من الماء، أو السوائل أثناء فترة الإفطار،
تؤدي إلى توفير كمية أكبر من اللعاب أثناء الصيام.
o استخدام خيوط التنظيف وعدم إستخدام خلة الأسنان وذلك كما ينصح أطباء الأسنان.
o تنظيف اللسان والحلق باستخدام نفس الفرشاه.
o المضمضة بغسول الفم، مثل محلول ماء الأكسجين (الهيدروجين بيروكسيد المخفف)
المتواجد بالصيدليات لهذا الغرض، وغيره من أنواع المضمضة لقتل باقي البكتيريا العالقة باللسان.
o وذلك بعد إزالة الجير عند طبيب الأسنان.
****************
يتبع إن شاء الكريم الوهاب | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة الأحد يوليو 22, 2012 12:21 am | |
| قربات رمضان
******* أولاً: صلاة التراويح
******** وهي صلاة القيام في ليالي شهر رمضان.
والتراويح في اللغة: جمع ترويحة، وهي المرة الواحدة من الراحة.
وسميت الترويحة بهذا الإسم في شهر رمضان؛ لاستراحة القوم بعد كل أربع ركعات.
مشروعيتها:
- ولقد اتفق المسلمون على سُنِّية قيام ليالي رمضان عملاً بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{ مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ } (أخرجه البخاري ومسلم)
- وخاصة الليالي العشر الأخيرة، طلباً لليلة القدر، قال صلى الله عليه وسلم:
{ اطْلُبُوا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ } (أخرجه أحمد في مسنده والطبراني في المعجم الكبير)
- وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ، أَحْيَا اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ، وَجَدَّ وَشَدَّ الْمِئْزَرَ } (أخرجه البخاري ومسلم)
- هي سُنَّة مؤكدة للرجال والنساء، وليست واجبة،
فمن تركها حُرِمَ أجراً عظيماً، ومن زاد عليها فلا حرج عليه، ومن نقص عنها فلا حرج عليه.
- تكون بعد صلاة ركعتى سُنَّة العشاء البعدية.
- يستمر وقتها إلى طلوع الفجر.
- تُسن أن تكون في جماعة.
- يُسن أن يوتر بعدها.
عدد ركعاتها:
- قد صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثماني ركعات كما ورد في الموطأ.
- وصلاها إحدى وعشرون كما قال الحافظ في الفتح.
- وصلاها سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه عشرين ركعة.
- وهذا الأخير هو ما عليه عمل المسلمون سلفاً وخلفاً في اجتماعهم لهذه الصلاة،
وهو معتمد المذاهب الفقهية الأربعة أنَّ صلاة التراويح عشرون ركعة من غير الوتر،
وثلاث وعشرون ركعة بالوتر، وهذا بإجماع الصحابة من عهد عمر رضى الله عنه.
- ويُستحب ختم القرآن في صلاة التراويح خلال شهر رمضان،
قال العلامة الدردير في الشرح الصغير:
{وندب الختم فيها: أى التراويح؛ بأن يقرأ كل ليلة جزءاً يفرِّقه على العشرين ركعة}.
**************
يتبع إن شاء الكريم تعالى ... | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة الأحد يوليو 22, 2012 12:36 am | |
| ثانياً: ختم القرآن
******* مدتـــــــه:
كان للسلف رضى الله عنهم عادات مختلفة في قدر ما يختمون فيه:
- فمنهم من كان يختم القرآن في اليوم والليلة مرَّة.
- وبعضهم مرتين.
- وانتهى بعضهم إلى ثلاث.
- ومنهم من كان يختم في الشهر مرة.
من السنن عند ختم القرآن:
- ويُسن الدعاء عقب ختم القرآن، لما رُوى عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:
{ مَنْ خَتَمَ الْقُرْآنَ فَلَهُ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ }
(أخرجه الطبراني في المعجم الكبير)
- قال النووي:
{ قال السلف: يستجاب الدعاء عند الختم، وتنزل الرحمة،
واستحبوا الدعاء بعد الختم استحباباً مؤكداً، وجاء فيه آثارٌ كثيرة،
ويلح في الدعاء، ويدعو بالمهمات، ويكثر من ذلك في صلاح المسلمين،
وصلاح ولاة أمورهم، ويختار الدعوات الجامعة }
(المجموع شرح المهذب)
- ويستحب حضور مجلس ختم القرآن استحباباً مؤكداً،
فقد ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
{ لِتَخْرُجْ الْعَوَاتِقُ ذَوَاتُ الْخُدُورِ - أَوِ الْعَوَاتِقُ وَذَوَاتُ الْخُدُورِ -
وَالْحُيَّضُ فَيَشْهَدْنَ الْخَيْرَ وَدَعْوَةَ الْمُسْلِمِينَ }
(أخرجه البخاري والإمام أحمد في مسنده)
- ورُوي عن أنس رضى الله عنه:
{ أنه كان إذا ختم القرآن جمع ولده وأهل بيته فدعا لهم }
(أخرجه الدارمي)
- ويُسن إذا فرغ من الختمة أن يشرع في أخرى عقب الختم
لما رُوي عن ابن عباس أنه روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{ قال رجل: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ: الْحَالُّ الْمُرْتَحِلُ،
قَالَ: وَمَا الْحَالُّ الْمُرْتَحِلُ؟ قَالَ: فَتْحَ الْقُرْآنَ وَخَتَمَهُ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ، وَمِنْ آخِرِهِ إِلَى أَوَّلِهِ،
كُلَّمَا حَلَّ ارْتَحَلَ }
(أخرجه الدارمي في سننه)
************ يتبع إن شاء الله تعالى ....
| |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة الأحد يوليو 22, 2012 12:48 am | |
| ثالثاً: الإعتكاف
********
الإعتكاف هو:
- الإقامة الكاملة في المسجد، وعدم الخروج في مدة معينة.
- على نية التقرب إلى الله عزَّ وجلَّ.
- ومقصده وروحه إنما هو عكوف القلب على الله، وجمعيته عليه، والفكر في تحصيل مرضاته،
وما يقرب منه، حتى لا يصير أُنسه إلا بالله.
- واختُصَّ الإعتكاف بالمسجد لئلا تُترك به الجمعة والجماعة، فإن الخلوة القاطعة عنها لا خير فيها،
ومن ثم سُئل ابن عباس عمن يصوم النهار ويقوم الليل، ولا يشهد جمعة ولا جماعة، فقال:
{ هذا في النار }
ثبوتـــه أو مشروعيته ووقته:
والإعتكاف ثابت بالقرآن والسُنَّة والإجماع:
- أما القرآن فقد قال الله تعالى:
(وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ)
(187البقرة)
- ومن السُنَّة عن عائشة رضي الله عنها قالت:
{ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ، أَحْيَا اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ، وَجَدَّ وَشَدَّ الْمِئْزَرَ }
(أخرجه البخاري ومسلم)
- وعنها أيضاً قالت:
{ كَانَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ، ثُمَّ اعْتَكَفَ أَزْوَاجُهُ مِنْ بَعْدِهِ }
(أخرجه البخاري ومسلم)
- والإعتكاف مستحب في كل وقت، سواء أكان في رمضان أم في غيره.
- وهو في العشر الأواخر من رمضان أفضل منه في غيره، لطلب ليلة القدر بالصلاة والقراءة
وكثرة الدعاء، فإنها أفضل ليالي السنة.
مدتــه:
- ليس للإعتكاف وقت محدد.
- وأقله الزيادة على قدر الطمأنينة.
- ولا حدَّ لأكثره.
- واتفق العلماء على أنه يستحب لداخل المسجد أن ينوي الإعتكاف ولو كان مكثه يسيراً.
شروط صحته:
- الإسلام.
- العقـــل.
- الخلوُّ من الحدث الأكبر.
أركان الإعتكاف:
- اللبث في المسجد.
- النيَّـة.
- المعتَكِف.
- المعتَكَفُ فيه (وهو المسجد) ويجوز في جميع المساجد.
- وأجاز بعضهم للمرأة أن تعتكف في مسجد بيتها.
ما يفعله المعتكف:
- يستحب للمعتكف أن يذكر الله، ويسبحه، ويستغفره، ويُصلِّي على النبي صلى الله عليه وسلم،
ويتلو القرآن، ويذاكر العلم.
- ولا يشغل نفسه بما لا يعنيه، ويُكره له الصمت عن الكلام.
- ويُستحب له الخروج لقضاء حاجته.
- وأن يتطيب ويحلق رأسه، ويُقلم أظفاره، وينظف بدنه، ويلبس أحسن الثياب.
- ولو خرج بغير عذر مباح فسد اعتكافه.
**********
يتبع إن شاء المولى تعالى ............. يتبع إن شاء الله تعالى | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة الأحد يوليو 22, 2012 6:40 am | |
| تابع: قربات رمضان
*************
رابعاً: ليلة القدر
*********
ليلة القدر هي ليلة من ليالي شهر رمضان:
- تنزل فيها مقادير الخلائق إلى السماء الدنيا.
- ويستجيب الله فيها الدعاء.
- وهي الليلة التي نزل فيها القرآن العظيم.
تسميتها:
وسميت ليلة القدر بذلك:
- لأنه يقدر فيها ما يكون في تلك السَنَة؛ لقوله تعالى فى محكم التنزيل:
(فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) (4- الدخان)
- وقيل: سميت به لعظم قدرها عند الله.
- وقيل: لضيق الأرض عن الملائكة التي تنزل فيها.
- وقيل: لأن للطاعات فيها قدر.
طلبها :
- ويستحب طلبها في جميع ليالي رمضان.
- وفي العشر الأواخر آكَد.
- وفي ليالي الوتر منه آكَد، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
{ تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْوِتْرِ مِنَ الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ } (أخرجه البخاري) ما يعمل فيها: - عن عائشة رضي الله عنها قالت: { يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ وَافَقْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ بِمَ أَدْعُو؟ قَالَ: تَقُولِينَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي } ( أخرجه أحمد في مسنده) - ويستحب أن يجتهد المسلم فيها بطاعة الله، وذكره، والدعاء. - قال ابن قدامة في المغني: قال بعض أهل العلم: (أبهم الله تعالى هذه الليلة على الأمة ؛ ليجتهدوا في طلبها، ويجِدُّوا في العبادة في الشهر كله، طمعاً في إدراكها، كما أخفى ساعة الإجابة في يوم الجمعة، ليكثروا من الدعاء في اليوم كله، وأخفى اسمه الأعظم في الأسماء، ورضاه في الطاعات، ليجتهدوا في جميعها، وأخفى الأجل وقيام الساعة ليجِدَّ الناس في العمل حذراً منهما). علاماتــها: وقد ورد في الحديث الشريف أنه من علامات ليلة القدر: - أن تطلع الشمس لا شعاع لها. - فقد ورد عن أبي كعب في ذكر علامة ليلة القدر كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه أن أمارتها: {أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ فِي صَبِيحَةِ يَوْمِهَا بَيْضَاءَ لا شُعَاعَ لَهَا} (أخرجه مسلم) - وفي بعض الأحاديث: {كَأَنَّهَا طَسْتٌ} (أخرجه أحمد في مسنده – والمعنى كأنها طست من نحاس أبيض) - ورُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {وَهِيَ طَلْقَةٌ – أى: طيبة - بَلْجَةٌ – أى: مشرقة - لا حَارَّةٌ وَلا بَارِدَةٌ، كَأَنَّ فِيهَا قَمَرًا يَفْضَحُ كَوَاكِبَهَا، لا يَخْرُجُ شَيْطَانُهَا حَتَّى يَخْرُجَ فَجْرُهَا} (أخرجه ابن حبان في صحيحه)
ماذا يرى ليلة القدر:
- وقيل: إن المـُطَّلع على ليلة القدر يرى كل شيء ساجداً.
- وقيل: يرى الأنوار ساطعة في كل مكان، حتى في المواضع المظلمة.
- وقيل: يسمع سلاماً أو خطاباً من الملائكة.
- وقيل: من علاماتها استجابة دعاء من وفق لها.
- ولا ينبغي أن يُعتقد أن ليلة القدر لا ينالها إلا من رأى الخوارق، بل فضل الله تعالى واسع،
ورُبَّ قائم تلك الليلة لم يحصل منها إلا على العبادة من غير رؤية خوارق،
وآخر رأى الخوارق من غير عبادة، والذي حصل على العبادة أفضل،
والعبرة إنما هي بالاستقامة، بخلاف الخارقة، فإنها قد تقع كرامة، وقد تقع فتنة.
- عن أبي هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{ مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ } (أخرجه البخاري ومسلم والترمذي)
*********** يتبع إن شاء الله [b] | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة الأحد يوليو 22, 2012 6:51 am | |
| خامساً: صدقة الفطر
*******
زكاة الفطر:
- هي ما يخرجه المسلم من ماله للمحتاجين، طهرة لنفسه، وجبراً لخلل الصوم. - وهي واجبة لسد حاجة الفقراء، والتوسعة عليهم، وإدخال السرور على قلوبهم. ورد فى الحديث الشريف:
{فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ، وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ} (أخرجه أبو داود وابن ماجة)
مقدارها:
- صاع عن كل فرد من غالب قوت البلد = 2,5كجم تقريباً، تجوز الزيادة، ولا يجوز النقص.
- وأجاز بعض الأئمة إخراجها قيمة، قاله الحنفية، وجماعة من التابعين،
ورواية مخرجة عن الإمام أحمد، والإمام الرملي من الشافعية،
والباحثون الشرعيون بجامعة الأزهر بمصر (الفقه)،
ومجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، ودار الإفتاء المصرية، وغيرهم.
من يخرجها:
- يخرجها من يملك قوت نفسه، وقوت من يعول، ليلة عيد الفطر ويومه.
- فهي تلزم المسلم عن نفسه، وعمن تلزمه شرعاً نفقته من زوجة وأولاد وغيرهم.
- وهي على الصائم وغير الصائم، الصحيح والمريض، المقيم والمسافر، الكبير والصغير،
الحر والعبد، البالغ وغيره.
- وتجب عن الجنين إذا ولد حياً قبل صلاة عيد الفطر.
- ولا تجب على من مات قبل غروب شمس آخر يوم من رمضان .
- وتجوز فيها الوكالة والنيابة لأمين فرد أو هيئة.
وجوبها:
- تجب بدخول فجر يوم عيد الفطر عند الحنفية.
- وبغروب شمس آخر يوم من رمضان عند الشافعية والحنابلة.
- وأجاز المالكية والحنابلة إخراجها قبل وقتها بيوم أو يومين.
- وأجاز الشافعية إخراجها من أول دخول رمضان لأنها تجب بسببين: بصوم رمضان، والفطر منه،
فإذا وجد أحدهما جاز تقديمه على الآخر، ولعل هذا هو المناسب لعصرنا الآن.
لمن تخرج زكاة الفطر:
- تخرج للفقراء والمساكين.
- وكذلك باقي الأصناف الثمانية التي ذكرها الله تعالى في آية مصارف الزكاة:
(إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ
وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ
فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (60- التوبة)
ولقوله صلى الله عليه وسلم:
{ أَغْنُوهُمْ عَنْ طَوَافِ هَذَا الْيَوْمِ }
(سنن الدارقطني والسنن الكبرى للبيهقي)
******* يتبع إن شاء الكريم الوهاب[b] | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة الأحد يوليو 22, 2012 1:35 pm | |
| سادساً: العمرة في رمضان
*******
العمرة هي زيارة بيت الله الحرام بمكة المكرمة ؛ لأداء المناسك.
- وهذه العمرة لها ثواب كبير، ويضاعف أجرها إذا وقعت في شهر رمضان، ففي الحديث الشريف:
{ عُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ كَحَجَّةٍ مَعِي } (المعجم الكبير للطبراني)
- وخاطب الرسول صلى الله عليه وسلم بعض النساء فقال:
{ إِنَّ عُمْرَةً فِي رَمَضَانَ حَجَّةٌ } (أخرجه البخاري)
- أى كحجة في الثواب.
- وإذا كانت العمرة في رمضان له ثواب مثل ثواب الحج، إلا أنها لا تُسقط الحج عمن عليه الفريضة.
*************** يتبع إن شاء الله[b] | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة الأحد يوليو 22, 2012 3:48 pm | |
| تابع : قربات رمضان
*************
سابعاً: صلاة العيد
******
للمسلمين عيدان مرتبطان بعبادتين من أهم العبادات في الإسلام، وهما: عيد الفطر، وعيد الأضحى.
قال أنس رضى الله عنه (فيما رواه أبو داود):
{قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا، فَقَالَ: مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ؟
قَالُوا: كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ،
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا: يَوْمَ الأَضْحَى، وَيَوْمَ الْفِطْرِ}
حكمة التسمية:
*********
- سُمي العيد عيداً لأنه يعيد الله إلى عباده به الفرح والسرور في يوم عيدهم.
- وقيل: إنما سُمي عيداً لأن فيه عوائد الإحسان من الله، وفوائد الإمتنان منه للعبد.
- وقيل لأنه يعود العبد فيه إلى التضرع والبكاء، ويعود الرب عزَّ وجلَّ فيه إلى الهبة والعطاء.
- وقيل إنهم عادوا إلى مثل ما كانوا عليه من الطهارة.
- وقيل: معناه عادوا من طاعة الله إلى طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم، من الفريضة إلى السُنَّة،
ومن صوم رمضان إلى صوم ستة أيام من شوال.
- وقيل: إنما سُمي عيداً لأنه يقال للمؤمنين فيه: عودوا إلى منازلكم مغفوراً لكم.
آداب العيدين:
*******
- يُسن إحياء لياليهما بطاعة الله، وتلاوة القرآن، وغير ذلك من العبادات؛ للحديث الشريف الوارد:
{مَنْ قَامَ لَيْلَتَيِ الْعِيدَيْنِ مُحْتَسِبًا لِلَّهِ، لَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ يَوْمَ تَمُوتُ الْقُلُوبُ}
(أخرجه ابن ماجة والطبراني في المعجم الأوسط والبيهقي)
- ويحصل الإحياء بمعظم الليل، وقيل بساعة منه.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما: {بصلاة العشاء جماعة، والعزم على صلاة الصبح جماعة}
- والدعاء فيهما.
- ويستحب الغسل والطيب للعيدين، من خرج للصلاة ومن لم يخرج لها.
- ويستحب لبس الحسن من الثياب للقاعد والخارج.
ففي حديث ابن عباس رضي الله عنهما (فيما أخرجه ابن ماجة في سننه والبيهقي في السنن الكبرى):
{ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَغْتَسِلُ يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ الأَضْحَى}
وروى عن الحسن بن عليّ رضي الله تعالى عنهما قال:
{أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْعِيدَيْنِ أَنْ نَلْبَسَ أَجْوَدَ مَا نَجِدُ، وَأَنْ نَتَطَيَّبَ بِأَجْوَدَ مَا نَجِدُ}
(أخرجه الطبراني في المعجم الكبير والحاكم في المستدرك)
- ويستحب أن يتزين الرجل، ويتنظف، ويحلق شعره، ويستحب أن يستاك.
- وفي عيد الفطر يُسن أكل شيء حلو قبل الخروج للصلاة.
- أما في عيد الأضحى فيؤخر الأكل إلى ما بعد الصلاة،.
- ويسنُّ أن يخرج إلى المـُصَلَّى ماشياً، وعند العودة إلى داره ماشياً من طريق آخر.
- وأن يُكَبِّر في الطريق إلى المـُصلَّى، وفي المـُصلَّى، والتكبير إلى صلاة العيدين.
التهنئة بالعيد: *********
التهنئة بالعيدين سُنَّة، ومن الصيغ المشهورة في كتب العلم: ((يتقبل الله منا ومنكم)).
التكبير: **** حث الشرع على إحياء ليلتى العيدين بالذكر والتكبير: - ويبدأ التكبير في عيد الفطر من رؤية الهلال ليلة العيد حتى يغدو الناس إلى المـُصلَّى، وحتى يصعد الإمام على المنبر. - أما في عيد الأضحى فيبدأ التكبير من صبح يوم عرفة إلى عصر اليوم الرابع من أيام العيد، لقوله تعالى: (وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ) (203 - البقرة) - ويستحب التكبير سواء في المسجد، أو في الطريق، أو في المجالس قبل الصلاة أو بعدها في أيام التشريق.
حكم صلاة العيدين: ********* صلاة العيدين ركعتان بلا آذان ولا إقامة. - وهي واجبة عند أبي حنيفة. - وفرض كفاية عند أحمد. - وسنَّة مؤكدة عند الشافعي ومالك على من تجب عليه صلاة الجمعة. - وتصح فرادى وجماعات.
وقتهــا: ***** وقت صلاة العيدين: - يبدأ عند ارتفاع الشمس قدر رمح ،وهو الوقت الذي تحل فيه النافلة، (وقدره عشرون دقيقة تقريبا). - ويمتد وقتها إلى زوال الشمس عن وسط السماء. - ويُسن قضاؤها إن فاتت.
مكانهـــا: ******** - يستحسن أداؤها في الصحراء في غير مكة. - وذلك بخلاف الشافعية، فإنهم قالوا: إن أدائها بالمسجد أفضل لشرفه، إلا لعذر، فتسن في الصحراء.
كيفيتها: ***** - صلاة العيد ركعتان تجزئ إقامتهما كصفة سائر الصلوات. - وسننها، وهيئاتها- كغيرها من الصلوات – وينوي بها صلاة العيد، هذا أقلها. - أما الأكمل في صفتها: بأن يُكَبِّر في الأولى سبع تكبيرات سوى تكبيرة الإحرام وتكبيرة الركوع، وفي الثانية خمساً سوى تكبيرة القيام والركوع، والتكبيرات قبل القراءة، لما روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: {كَبَّرَ فِي الْعِيدَيْنِ يَوْمَ الْفِطْرِ، وَيَوْمَ الأَضْحَى سَبْعًا وَخَمْسًا، فِي الأُولَى سَبْعًا وَفِي الآخِرَةِ خَمْسًا سِوَى تَكْبِيرَةِ الصَّلاةِ} (أخرجه الدارقطني في سننه والبيهقي سننه)
- والسُنَّة أن تصلي جماعة. - وأن يرفع يديه مع كل تكبيرة. - ويستحب أن يقف بين كل تكبيرتين بقدر آية يذكر الله تعالى. - والسُنَّة أن يقرأ بعد الفاتحة: بـ (الأعلى) في الأولى و (الغاشية) في الثانية، أو بـ (ق) في الأولى، و (اقتربت) في الثانية. - والسُنة أن يجهر فيهما بالقراءة. - والسُنَّة إذا فرغ من الصلاة أن يخطب على المنبر خطبتين يفصل بينهما بجلسة. - والمستحب أن يستفتح الخطبة الأولى بتسع تكبيرات، والثانية بسبع.
اجتماع العيد والجمعة: ************** - لو جاء العيد في يوم الجمعة، وجب أداء كل صلاة منهما في وقتها المشروع عند الأئمة الثلاثة. - أما الإمام أحمد فقد ذهب إلى عدم وجوب الجمعة، فإذا لم تُصَلَّ وجب الظهر، فعن أبي هريرة رضى الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم:
{قَدِ اجْتَمَعَ فِي يَوْمِكُمْ هَذَا عِيدَانِ، فَمَنْ شَاءَ أَجْزَأَهُ مِنَ الْجُمُعَةِ، وَإِنَّا مُجَمِّعُونَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى} (رواه أبو داود وابن ماجة والحاكم)
- وعليه فالأمر في ذلك واسع ما دامت المسألة خلافية، ولا يعترض بمذهب على مذهب. - فتقام الجمعة في المساجد عملاً بالأصل والأحوط، ومن كان يشق عليه حضور الجمعة، أو أراد الأخذ بالرخصة - تقليداً لقول من أسقط وجوبها بأداء صلاة العيد - فله ذلك، بشرط أن يُصلي الظهر عوضاً عنها، من غير أن ينكر على من حضر الجمعة، أو ينكر على من أقامها في المساجد، أو يثير فتنة في أمر وسَّع سلفنا الخلاف فيه.
السنن المستحبة في العيد: ********* - التوسعة على الأهل في العيد بأى شيء كان. - تبادل التهاني والتزاور بين المسلمين، والتأكيد على الصلة للأرحام والجيران وغيرهم. - العطف على الفقراء والمساكين وأرباب الحاجات، ليستغنوا عن السؤال في هذا اليوم. - الترويح عن النفس، فيباح فيه الغناء واللعب والسفر والتنزه، لورود الأخبار والآثار الصحيحة في ذلك، كخبر عائشة رضي الله عنها:
{ دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ مِنْ جَوَارِي الأَنْصَارِ تُغَنِّيَانِ بِمَا تَقَاوَلَتْ الأَنْصَارُ يَوْمَ بُعَاثَ، قَالَتْ: وَلَيْسَتَا بِمُغَنِّيَتَيْنِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَمَزَامِيرُ الشَّيْطَانِ فِي بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم!! وَذَلِكَ فِي يَوْمِ عِيدٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يَا أَبَا بَكْرٍ إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا وَهَذَا عِيدُنَا } (أخرجه البخاري ومسلم)
- وحديث السيدة عائشة رضي الله عنها أيضاً:
{ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَرْفَعُنِي فَأَنْظُرُ إِلَى لَعِبِ الْحَبَشَةِ } (أخرجه ابن حبان)
*************** يتبع إن شاء المولى تعالى | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة الأحد يوليو 22, 2012 3:53 pm | |
| تابع: قربات رمضان
*********** ثامناً: فضل صيام ست من شوال
*******************
ومن الأعمال الصالحة المستحبة المتعلقة بشهر رمضان صيام ستة أيام من شوال لقوله صلى الله عليه وسلم:
{ مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ بِسِتٍّ مِنْ شَوَّالٍ فَكَأَنَّمَا صَامَ الدَّهْرَ }
(أخرجه مسلم وأبو داود وأحمد في مسنده)
ووجه الدلالة: أن الحسنة بعشر أمثالها ؛ لقوله تعالى:
(مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا)
(160- الأنعام)
فصيام شهر يساوي عشرة أشهر، وصيام ستة أيام يساوي شهرين (ستين يوماً).
فيكون من صام شهر رمضان وست من شوال أصاب أجر صيام سَنَة،
وإن دام على ذلك كان كصيام الدهر كله،
قال صلى الله عليه وسلم:
{ جَعَلَ اللَّهُ الْحَسَنَةَ بِعَشْرٍ فَشَهْرٌ بِعَشَرَةِ أَشْهُرٍ وَسِتَّةُ أَيَّامٍ بَعْدَ الْفِطْرِ تَمَامُ السَّنَةِ }
(أخرجه النسائي في السنن الكبرى)
- والأَوْلى صيامها متتابعة عقب عيد الفطر.
- وإن صامها متفرقة خلال شهر شوال فلا بأس.
هل يجوز الجمع بين القضاء من رمضان وثواب الست من شوال في عمل واحد؟
********************* - ذهب الشافعية إلى أن من يقضي رمضان في الست من شوال تبرأ ذمته بقضاء هذه الأيام من رمضان،
ويحصل له أجر الصوم في شوال.
- ولكن مع التأكيد على أنه لا ينوي صيام الست من شوال، وإنما ينوي صيام ما فاته من رمضان فقط،
وبوقوع هذا الصوم في أيام الست يحصل له الأجر، فإن فضل الله واسع.
- وقد أفتى بذلك العلامة الرملي الشافعي – رحمه الله – في إجابة سؤال عن:
شخص عليه صوم من رمضان وقضاه في شوال، هل يحصل له قضاء رمضان، وثواب ستة أيام من شوال؟
وهل في ذلك نقل؟
فأجاب فضيلته:
{ بأنه يحصل بصومه قضاء رمضان، وإن نوى به غيره ،ويحصل له ثواب ستة من شوال، وقد ذكر
المسألة جماعة من المتأخرين }
(فتاوى الرملي جـ2 ص66)
- وبناء عليه :
- فإنه يجوز للمرأة المسلمة أن تقضي ما فاتها من صوم رمضان في شهر شوال،
وبذلك تكتفي بصيام قضاء ما فاتها من رمضان عن صيام الأيام الستة، ويحصل لها ثوابها،
لكون هذا الصوم قد وقع في شهر شوال.
- وذلك لما ذكر، وقياساً على من دخل المسجد فصلَّى ركعتين قبل أن يجلس، بنية صلاة الفرض، أو سُنَّة
راتبة، فيحصل له ثواب ركعتى تحية المسجد.
******************* انتهى القسم الأول، ويليه إن شاء الله تعالى القسم الثانى | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة الأحد يوليو 22, 2012 4:30 pm | |
| القسم الثانى
*****
تجليات الصيام الإلهيــة
**********
- حقائــــق الصيــام
معنى الصيام، الصوم جهاد للجسم، الصوم مخالفة للنفس
الصوم سياحة للعقل، الصوم عروج للروح
- مراتب الصـائمين
المرتبة الأولي: صوم العوام، المرتبة الثانية: صوم العلماء
المرتبة الثالثة: صيام العارفين، المرتبة الرابعة: صيام المقربين
المرتبة الخامسة: صيام المحبوبين
- المِنَح الإلهية في شــــهر رمضان
المنح الإلهية اليومية في أول ليلة من رمضــــــــــان
المنح الإلهية اليومية خلال شهر رمضــــــــــان
منح ليلة القــــــــدر، أجر الصــــــائم في الآخرة
- مبطلات الصيـــام بالنسبة للخواص
في مقام الإيمان، في مقام الإحسان، خاصة الخاصة
- مراقي الصائمين
من معاني الصيام، صيام العوام وصيام الخواص
الصيــــــــام عن اللهو، الصيــــــــام عن اللغو
الإمسـاك عن الفضول، الصيام عن السهو
مقامات التقوى، باب القرب
- صيام العارفين وإكرامـــــــاتهم
إكرامات الصالحين، إكرامات العين، إكرامات السمع
إكرامـــــات اللسان، إكرامات اليد، إكرامـــــات القدم
إكرامات البطن، إكرامات القلب، إكرامات الفرج
- حقيقة العيد
نصيحة لصيام الست الأيام البيض، معنى العـــــــــــــــــــيد
رمضان تجديد للجسم وصلاح للقلب، العودة إلى الجمال الأول
أنواع الناس في العيد، العوام، عودة القلب للصفاء، تجدد النوايـا،
تجـــدُّد الرعاية والمراقبة لله، .. العيــــــــد عند الصالحين
- من المضنون في الصيــــــام
أسرار الصيـام من أقوال الصالحين
من كلام الإمام أبى العزائم
من كلام الشيخ عبد الباسط القاضى
صوم الأعضاء الظاهرة، صوم القوى المعنويه، صوم الحقائق الباطنة
صيام النفوس، الصيام وما أدراك ما الصيام
***************** يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة الإثنين يوليو 23, 2012 1:22 am | |
| حقائق الصيام
*********
(هذا الدرس كان بمقر الجمعية العامة للدعوة إلى الله بالمعادي – القاهرة - مساء الخميس 4 من رمضان 1432 هـ4/8/2011م) ************************************
تعالوا معي ... لنتمعن في كتاب الله عزَّ وجلَّ الذي أرسله إلينا أجمعين ...
ليُعلمنا فيه بأنه فرض علينا الصيام ... ماذا قال لنا؟
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ)
(183- البقرة)
هو خطاب في الكتاب، لكن لكل مؤمن فيه زاد خاص به من العلم والنور من العلي الوهاب عزَّ وجلَّ،
بل إن المؤمن كلما قرأه بصفاء قلب ونورانية وشفافية، ورَدتْ علي قلبه معانى علوية، وأنوار ربانية،
لا يدرى لها كيفية، وإنما من باب قول ربِّ البرية:
(وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ)
(282البقرة)
وهذا من إعجاز كتاب الله، لا يُرسل الله عزَّ وجلَّ خطاباً إلى فرد، ولكن يُرسل الله خطاباً إلى جماعة،
فيه معنى عام تتفق عليه الجماعة، وفيه ما لا يُحصى من المعاني الخاصة لكل فرد في هذه الجماعة،
الخطاب واحد: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ) للمؤمنين في عصر رسول الله،
والمؤمنين من بعده إلي يوم الدين .... خطاب عام لكل من انتسب إلى دائرة الإيمان،
وفي ثناياه معاني خاصة لكل مؤمن تمعن في آيات كتاب الله، وتدبر في خطاب الله،
وأراد بقلبه وروحه أن يصل إلى شئ من فحواه!!
فكل واحد له فيه معاني ليست لغيره من السابقين ولا المعاصرين ولا اللاحقين.
************ يتبع إن شاء الكريم الوهاب | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة الإثنين يوليو 23, 2012 1:26 am | |
| معنى الصيام
************
لكن نقف الآن عند المعني العام الذي يُخاطب الله به جميع المؤمنين إلى يوم الزحام:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ) (183- البقرة)
وكُتِب أى فرض، فهو فريضة.
والصيام معناه لغة الترك، صام عن الأكل أي ترك الأكل، وصام عن الشرب أي ترك الشرب،
وصام عن الكلام فى قوله:
(إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا) (26- مريم)
أى ترك الكلام.
إذاً الصيام معناه الترك، ترك أى أمر من الأمور يُسمى صيام.
ولكن الصيام الذي خاطبنا به الله، وأمرنا أن نتدبر في معناه، ونتذوق في فحواه،
ونقوم به عاملين متابعين لحبيب الله ومصطفاه، ذكر الأئمة الكرام له معاني لا تُعد ولا تُحصى،
ومن جملة هذه المعاني - التي تجمع ما يناسب هذه الحقيقة العبادية من الحضرة الربانية، وهي الصيام -
قول إمامنا أبو العزائم رضى الله عنه في تعريف الصيام:
( الصِيامُ جِهادٌ للجِسمِ، ومُخَالَفةٌ للنَفسِ، وسِياحَةٌ للعَقلِ، ومُشاهَدةٌ للرُوحِ،
فمَنْ صَامَ بِهذه الحَقائِق نَفذَ مِن أَقطارِ السَمواتِ والأَرضِ،
ومَنْ لَم يَصُم بِهذه الحَقائِق كَان صِيامُه صِيام عَادة عَن الطَعامِ والشَراب،
ولَم يَنفُذ بِحقَائِقه مِن أَقْطارِ السَمَواتِ والأَرْض )
الصيام في نظر العارفين والصادقين والمـُخلصين والمـُقربين له معاني علوية!!
جهاد للجسم ... ومخالفة للنفس ... وسياحة للعقل ... ومشاهدة للروح.
فالصيام هنا بأربعة حقائق:
صيام فيه نصيبٌ للجسم، وفيه نصيبٌ للنفس، وفيه نصيبٌ للعقل، وفيه نصيبٌ للروح،
وهذا هو صيام الموقنين والمقربين الذين مدحهم الله عزَّ وجلَّ في آية المقامات بقوله:
(وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ) (35- الأحزاب)
يُقصد في هذه الآية صيام أهل العناية، وصيام أهل الولاية الذي نتحدث عنه في هذه البداية إن شاء الله.
************** يتبع إن شاء المولى الكريم | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة الإثنين يوليو 23, 2012 1:34 am | |
| الصوم جهاد للجسم
**********
فالصيام جهاد للجسم، لأن الجسم يترك ما أحله الله عزَّ وجلَّ،
فإذا ترك الحلال فمن باب أولي ينبغي أن يترك الحرام،
وهذه حكمة لا بد أن يتدبرها كل صائم، وإلا فإن صيامه يكون معنياً بقول الحبيب:
{ رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلاَّ الْجُوعُ } (سنن ابن ماجة عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه)
الأكل حلال ومنعه الله، والشرب حلال ومنعه الله، وإتيان الرجل أهله حلال ومنعه الله،
فإذا كان الله منع الحلال .. لنعلم علم اليقين أن حرمة الحرام أشد وقعاً في رمضان،
فينبغى أن نتجنب جميع المحرمات التي نهانا الله عنها في كتابه،
وبيَّنها الحبيب صلى الله عليه وسلم في سنته.
ومن هنا يجب علي الجسم أن يجاهد، لأن الصيام جهاد للجسم،
لا يجاهد في ترك الطعام والشراب لأن من أمر بذلك يعين،
ولولا عونه عزَّ وجلَّ ما استطعنا أن نصبر علي ترك الطعام والشراب لحظة أو أقل،
لكن إعانة الله هي التي توفقنا إلى تنفيذ أمر الله جل في علاه.
لكن جهاد الجسم في سد المنافذ والحواس التي جعلها الله عزَّ وجلَّ هي التي تنقل للجسم ما يحس به الإنسان،
وما يراه وما يسمعه وما يشعر به،
فيمنع عن العين كل النظرات التي حرَّمها الله في كتابه وبيَّنها النبيُّ في سنته،
ويكون صيام العين بقول الله:
( قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ) (30-النور)
والأذن يسدها عن سماع الكذب والغيبة والنميمة، فيترك كل سماع حرَّمه الله،
وأنَّب الله عزَّ وجلَّ على من فعله، وقال في فاعليه وهم اليهود:
( سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ ) (41- المائدة)
إذاً لا بد أن تصوم الأذن عن سماع الكذب والغيبة والنميمة، وقول الزور وأقوال الخنا والفجور،
وهذا مقتضى جهاد الجسم.
أما اللسان فيصوم عن اللغو، ويصوم عن المحرمات من السب والشتم واللعن،
والغيبة والنميمة واليمين الكاذبة وقول الزور،
لقول الحبيب صلى الله عليه وسلم في الأمر الجامع لسوءات اللسان:
{ مَن لم يَدَعْ قولَ الزُّورِ والعملَ بهِ فليسَ للهِ حاجةٌ في أن يَدَعَ طعامَهُ وشَرابَه } (صحيح البخارى عن أبي هريرةرضى الله عنه)
ووضع الروشتة الإلهية للصائمين المـُخلصين الصادقين فقال:
{ إذا كانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلا يَرْفُثْ يَوْمَئِذٍ، وَلا يَصْخَبْ، فإنْ سابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قاتَلَهُ أَحَدٌ، فَلْيَقُلْ إنّي امْرُؤٌ صائِمٌ } (مسندالإمام أحمد عن أبي هريرةرضى الله عنه)
الرفث هو الكلام عن الجماع أو عن النساء أو ما شابه ذلك،
ولا يصخب أى لا يرفع صوته بأي كلام يُغضب الله جل في علاه،
وهذا صوم الصادقين الذين يجاهدون في صوم اللسان
كما قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه المبارك.
وصوم الأيدي عن الشكايات الكيدية، والبلاغات الظالمة، فضلاً عن السرقة وإعانة الظالمين،
ومد اليد للمساعدة مع البعيدين عن الله الذين يسعون لظلم العباد وإفساد البلاد،
وصوم الرِّجل عن الحركة إلى أى مكان حرَّمه الله عزَّ وجلَّ.
وهذا الأمر والحمد لله سمعناه مراراً وتكراراً لكننا نحتاج إلى عزيمة التنفيذ،
فجهاد الجسم بصيام الحقائق التي جعلها الله عزَّ وجلَّ نوافذ للجسم،
وهذا صيام العلماء والحكماء الذين قيل في شأنهم:
إذا ما المرء صام عن الخطايا **** فكل شهوره شهر الصيام
وقول الحبيب صلى الله عليه وسلم في روشتته الجامعة:
{ إِذَا صُمْتَ فَلْيَصُمْ سَمْعُكَ وَبَصَرُكَ وَلِسَانُكَ عَنِ الْكَذِبِ وَالْمَحَارِمِ، وَدَعْ أَذَى الْخَادِمِ، وَلْيَكُنْ عَلَيْكَ وَقَارٌ وَسَكِينَةٌ يَوْمَ صِيَامِكَ، وَلا تَجْعَلْ يَوْمَ فِطْرِكَ وَصَوْمِكَ سَوَاء} (رواه البيهقي في فضائل الأوقات عن جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ)
ليس البطن والفرج فقط، ولكن السمع والبصر واللسان.
******* يتبع إن شاء المولى الوهاب | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة الإثنين يوليو 23, 2012 2:09 am | |
| الصوم مخالفة للنفس
*******
أما النفس فهي كما قال الله عزَّ وجلَّ في شأنها:
(إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ) (53- يوسف)
ولم يقل: { آمرة } ولكن قال: { أمَّارة } بصيغة المبالغة:
أي لا تكف عن تكرار الأمر للإنسان الذي فيه مخالفة لحضرة الرحمن عزَّ وجلَّ،
ولذلك اقتضى الصيام أن يخالف الإنسان كل ما تهمس وتوسوس به النفس إلي الإنسان:
وخالف النفس والشيطان واعصهما **** وإن هما محضاك النصح فاتهما
لا بد من مخالفة النفس، وفي خلافها الوصول إلى رضاء الله عزَّ وجلَّ،
لأنها كما قال الله في شأنها: لا تأمر إلا بالسوء،
والله عزَّ وجلَّ لا يحب الجهر بالسوء من القول إلا من ظُلم.
والصيام يعين الإنسان علي جهاد النفس، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم:
{ يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرجِ،
وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِيعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وَجَاءٌ } (الصحيحين البخاري ومسلم عن عبد الله رضى الله عنه)
وقال لجميع الأمة:
{ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنَ ابْنِ آدَمَ مَجْرَى الدَّمِ، فَضَيِّقُوا مَجَارِيَهُ بِالْجُوعِ والعطش} (رواه مسلم في الصحيح عن أنس)
فأعلمنا أن الجوع هو الباب الأول الذي يخوضه المجاهد في طلب الوصول إلي مولاه،
لأنه هو الذي يهذب النفس، ويجعلها تكف عن المطالب الشهوانية والرغبات الدنية،
فيَقْوى القلب وتسطع الروح، ويطالبان بالمطالب الروحانية والعلية التي توصل المرء إلى المراتب الهنية.
قال الإمام أبو العزائم رضى الله عنه وأرضاه لنا في النفس:
والنفس شهوة مطعم أو مشرب أو ملبس *** أو منكح فاحذر بها الداء الدفين
كيف السبيل إلي علاجها والتغلب عليها؟!!! قال:
جُعْ اضعفنها وحاذرن من غيـِّها **** واحذر قوى الشيطان في القلب كمين
وغيِّها أى الوسوسة الداخلية لك التي ربما لا تشعر بها.
إذاً السلاح الذي أنبأنا به الله، وبيَّنه ووضَّحه رسول الله، وزاده إيضاحاً العارفين بالله لجهاد النفس
هو: سلاح الجوع، فمن لم يستطع أن يخوض هذه المهمة، وأن يقوم بهذه الملمة،
ويجاهد نفسه علي الجوع فإنه لا يستطيع أن يتغلب علي نفسه.
قالت السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها:
{ أوَّل بدعة حدثت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم الشبع،
إنّ القوم لما شبعت بطونهم جمحت بهم نفوسهم إلى هذه الدنيا } (ذكر في إحياء علوم الدين)
وقال ذو النون رضى الله عنه: { ما شبعت قط إلا عصيت أو هممت بمعصية } (سبل السلام ، وإحياء علوم اللدين)
فالإنسان عندما يشبع وتمتلئ العروق بالدم تثور غرائز الشهوة في نفسه،
لكن أثناء الجوع لا يستطيع الإنسان أن يواصل حتى في شهوة الكلام لضعف جسمه!!
فما بالكم بشهوة النساء؟!! وما بالكم بشهوة أصناف وألوان الطعام؟!!
وشهوة الزى، وشهوة حب الظهور !!! وغيرها من الشهوات!!!
فالذي يُضعف الشهوات النفسية هو الجوع،
ولذلك كان سلاح الصالحين والعارفين أبد الآبدين هو قوله صلى الله عليه وسلم:
{ صُومُوا تَصِحُّوا } (ابن السني وأَبو نعيم في الطب عن أَبي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه)
تصحوا: ظاهراً وباطناً... قلباً وقالباً... جسماً وروحاً.
والكلام في هذا المجال لا نستطيع إيفاءه في هذا الحديث - مع صغر كلماته –
لدقة معانيه التي جعلها الحبيب صلى الله عليه وسلم فيه.
فجهاد النفس يكون:
- بترك شهواتها. - ومحاولة إيقافها في رغباتها. - وتحويلها من رغبات دنية إلى رغبات أخروية، أو رغبات فيها فوز بارضاء رب البرية عزَّ وجلَّ.
ولذلك كان السلف الصالح يقولون:
{ من حدَّث نفسه بالنهار علي ماذا يفطر، فقد أخطأ طريق الصالحين }
وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومون ولا يفكرون علي ماذا يفطرون،
ولا علي ماذا يتسحرون، وإنما يتركون الأمر لمن يقول للشئ كن فيكون.
ورد أن السيدة عائشة رضى الله عنها أرسل لها ابن أختها عبد الله بن الزبير رضى الله عنه مائة وسبعون
ألف درهم - وكان ذلك ساعة العصر، فأخذت في توزيعها حتى لم يبق منها إلا درهم واحد ...
فقالت لها خادمتها: أنسيت أنك صائمة؟! قالت: لو ذكرتني لفعلت،
اشترِ لنا بهذا الدرهم إفطاراً، فاشترت بالدرهم إفطاراً علي قدره،
وبعد شراءه جاء سائل، فقالت: اعطه له، قالت: وعلي ماذا نفطر؟
قالت: كوني بما في يد الله أوثق منه بما في يدك!
وقبل المغرب مباشرة إذا بآتٍ يأتي ومعه شاة مشوية وقدمها هدية للسيدة عائشة رضى الله عنها
فقالت السيدة عائشة لخادمتها: هذا خير لي ولك! أم ما كنت تريدين أن ننشغل به ونفكر فيه!!
فأعطتها رضى الله عنها درساً عملياً، فيما كان عليه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
وأحبابه وأصحابه الكرام.
ولذا رُوي عنهم أنهم كانوا إذا أرادوا السحور:
كان بعضهم يجرع جرعة ماء!! وبعضهم كان يسف سفَّات من الشعير!!
وبعضهم كان يأكل لقمة هينة بسيطة !!
لأنهم كانوا لا يفكرون إلا في إرضاء الله، ويحاولون نزع نوازع النفس في الصيام
ليكون صيامهم أكمل عند الله عزَّ وجلَّ.
**********
يتبع إن شاء الله [b] | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة الإثنين يوليو 23, 2012 2:25 am | |
| الصوم سياحة للعقل ********
لكى يتم الصيام .. ويكون الإنسان من أهل مقام الصائمين ... أو كما قال الله:
(السَّائِحُونَ) (112- التوبة)
فالسائحون في الحقيقة هم الذين صامت أجسامهم ونفوسهم،
فساحت قلوبهم وأرواحهم في ملكوت الله عزَّ وجلَّ العلي.
ينبغي أن يصوم الإنسان بفكره عن كل فكر دنيوي دني، لا يفكر إلا في الأمور العليَّة
أما الأمور الدنية من الكيد ومن الخداع ومن اللؤم ومن النفاق ... لا بد أن يصوم عنها بالكلية،
ويتجمَّل بجمال يقول فيه الله عزَّ وجلَّ:
(وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ) (47- الحجر)
يُعلي الفكر .... بدلاً من أن يُفكر في الهموم والغموم والأمور الدنية!
فإن من أكبر حِكَم الصيام عند العارفين أن الصوم يُخلص الإنسان من الهموم والغموم والأمور الدنية والدنيوية
لانشغاله بالكلية بالقرب من رب البرية عزَّ وجلَّ.
فإذا صام الفكر عن الهم والغم والأمور الدنية :
- انشغل بالفكر في الآخرة. - وبالتمعن في الآيات القرآنية. - وبالفكر في آيات الله عزَّ وجلَّ الكونية. - وبالفكر في إبداع صنع الله عزَّ وجلَّ في كل مصنوعاته الظاهرة والخفية ...فيدخل في قول الله عزَّ وجلَّ:
(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُوْلِي الألْبَابِ.
الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ) (190-191آل عمران)
فيصبح من أولي الألباب .... الذين يتفكرون في خلق السموات والأرض،
لأن فكره علا عن الحجاب، وأصبح له باب من الوهاب، يفد إليه فيه عوارف وآداب
يُجَمَّل بها بما كان عليه جمال الأصحاب، والنبي الأواب صلى الله عليه وسلم
فالصوم في هذا المجال سياحة عقلية في النفس وفي الآفاق ...
إذا صام الإنسان عن الفكر الدَّني، تسامي الفكر، وانشغل بالفكر في أمر عَلِي،
أو في تجلي إلهي، أو في باب معنوي، فتحه الله عزَّ وجلَّ له من لطفه أو غيبه الخفي،
وهذه سياحة العقل للصائمين.
********
يتبع إن شاء الله تعالى | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة الإثنين يوليو 23, 2012 2:31 am | |
| الصوم عروج للروح
*******
إذا ساح العقل في آيات الله عزَّ وجلَّ النفسية أو الكونية الظاهرة أو الخفية، أو آيات الله عزَّ وجلَّ القرآنية:
تنبلج في القلب أذكار يذكر بها ربَّ البرية، ولا يغيب عن حضرته عزَّ وجلَّ بالكلية،
فتظهر عليه الفتوح، ويلوح عليه جمال الروح،
ويفتح الله عزَّ وجلَّ باباً له لتعرج منه روحه إلي ملكوت الله عزَّ وجلَّ العلي،
أوجبروته سبحانه وتعالى السني، أو قدسه سبحانه وتعالى الإلهي،
وتتمتع الروح بالتجليات التي يُكاشف الله عزَّ وجلَّ بها أهل العنايات،
وقال في شأنها في محكم الآيات:
(وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ) (75 - الأنعام)
وقال فيها صلى الله عليه وسلم:
{لولا أن الشياطين يحومون على قلوب بني آدم لنظروا إلى ملكوت السماوات} (أخرجه الإمام أحمد من حديث أبي هريرة رضى الله عنه بنحوه)
********** يتبع إن شاء الله تعالى | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة الثلاثاء يوليو 24, 2012 1:07 am | |
| مراتب الصائمين
********
إذا صام الإنسان بهذه الحقائق سما وارتقى ...
وأصبح من جملة الصائمين الذين جعلهم الله عزَّ وجلَّ من عباده المقربين،
ومن هنا فإن للصائمين مراتب.
المرتبة الأولي: صوم العوام
***************
وصوم العوام عن مقتضيات شهوة الجنس والشراب والطعام، لا يعرفون غير ذلك،
بل ربما يمنون علي الله عزَّ وجلَّ بذلك!!
ويرون أنهم فعلوا فعلاً يستوجب من الله كذا وكذا من المطالب التي يطلبونها من حضرة الله،
مع أن صومهم على التحقيق ربما يكون داخلاً في قول رسوله صلى الله عليه وسلم:
{ رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلاَّ الْجُوعُ }
ابن ماجة عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه
************* يتبع إن شاء الله تعالى | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة الثلاثاء يوليو 24, 2012 1:10 am | |
| تابع : مراتب الصائمين
***********
المرتبة الثانية: صوم العلماء **************
وهم الذين صاموا بالجوارح، والجوارح سبعة، وإذا انضم إليهم القلب صاروا ثمانية،
العين والأذن واللسان واليد والرجل والفرج والبطن والقلب،
وهؤلاء القوم صائمون طوال العام وإن أفطروا في غير رمضان، وهؤلاء يقول فيهم صلى الله عليه وسلم:
{ إِذَا جَاءَ رَمَضَانَ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوابُ النَّارِ، وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ }
صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه
فكما تُفَتَّح أبواب الجنان العالية تُفَتَّح أبواب الجنان في الإنسان،
وهي الجوارح إذا اشتغلت بطاعة الله ومتابعة حبيب الله ومصطفاه.
فالعين إذا اشتغلت بالنظر في كتاب الله، وفي ملكوت الله، وفي ملك الله ، كانت باباً إلى الجنة.
والأذن إذا استمعت إلى علم العلماء، وكلام الحكماء، وآيات الله عزَّ وجلَّ العصماء، كانت باباً إلى الجنة.
واللسان إذا اشتغل بذكر الله، أو بتلاوة كتاب الله، أو النصيحة لعباد الله،
أو الصلح بين المتخاصمين من خلق الله صار باباً إلي الجنة.
واليد إذا امتدت إلي الفقراء والمساكين، أو دفعت الظلم عن المظلومين، كانت باباً إلي الجنة.
والرجل إذا حملت الإنسان إلي بيت الله، أو إلي صلة رحم، أو إلي مكان يسعي فيه لعيادة مريض
أو لتشييع جنازة مؤمن، كانت باباً إلي الجنة،
وكذلك بقية الجوارح.
إذا ملك القلب هذه الجوارح، وتصرف فيها، صارت الجوارح السبعة ومعها القلب ثمانية،
فُتحت أبواب الجنة في الإنسان، فيكون الإنسان صائماً صيام الجوارح،
وهذا صيام العلماء..
فلو حتى أفطر الإنسان في غير رمضان بشهوة الطعام والشراب والجماع،
فإنه أفطر بجارحتين وصام إلي الله بست، فكان صائماً طول العام!!
وإن كان في نظر غيره مفطراً، لأنه نفَّذ سُنة الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم السلام.
************** يتبع إن شاء الله تعالى | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة الثلاثاء يوليو 24, 2012 1:11 am | |
| تابع مراتب الصائمين
*************
المرتبة الثالثة: صيام العارفين
****************
العارفون هم الذين عرفوا حقائق نفوسهم، وأقبلوا علي الله عزَّ وجلَّ يسعون لرضاه،
ويتجهون للعمل الذي يحبه ويرضاه، وصيامهم بعمارة أنفاسهم كلها في طاعة الله،
يحرصون علي ألا يُضيعوا نَفَساً إلا في طاعة الله،
ولذلك أساس الوصول إلى هذا المقام العمل بحديث المصطفي عليه أفضل الصلاة وأتم السلام:
{ مِنْ حُسْنِ إِسْلاَمِ المرْءِ تَرْكُهُ ما لا يعْنِيهِ }
رواه الإمام أحمد عن الحسين بن عليّ رضي الله عنهما
ليس عندهم وقت للمقت! فيشغلون أنفسهم بالخلق وأخبارهم وأسرارهم وأحوالهم،
لأن هذه أمور تجعل السالك يُحجب بالكلية عن النور،
ولكنهم مشغولون بإنفاق الوقت في طاعة الله ، إن كان في اليقظة أو في النوم !!!
ولذلك تجدهم في اليقظة في ذكر الله، أو في طاعة لله، أو في متابعة لحبيبه ومصطفاه،
أو في عمل صالح يحبه الله ويرضاه
فإذا نامت جوارحهم وأجسامهم قامت قلوبهم وأرواحهم إلي عالم الملكوت
تقتطف لهم أزهار الحكمة من العوالم النورانية، والعوارف من الملائكة المقربين،
ويقومون من النوم وقد استفادوا حكماً ربانية، وعلوماً إلهية حصَّلوها وهم في المنام ...
فهم في اليقظة يقضون الأنفاس في طاعة الله، وإذا ناموا ساحت قلوبهم وأرواحهم في رضاه
لأنهم لم يشغلوا الوقت إلا بما يحبه الله عزَّ وجلَّ ويرضاه.
********** يتبع إن شاء الله تعالى | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة الثلاثاء يوليو 24, 2012 1:16 am | |
| تابع مراتب الصائمين
*************
المرتبة الرابعة: صيام المقربين
***************
قلنا أن صوم العارفين هو شغل الأنفاس بطاعة الله، أما المقربين فشغل أنفاسهم بالحضور مع الله جل في علاه
فهناك فرق بين من يشغل النَفَس في طاعة الله، وبين من يشغل النَفَس في حالة الحضور مع حضرة الله،
فهو في مقام المكاشفة التي يجعله فيها الله عزَّ وجلَّ، سر قوله:
(فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ)
(22- سورة ق)
وفيهم يقول الإمام أبو العزائم رضى الله عنه وأرضاه:
والعارف الفرد محبوب لخالقه ****** فات المقامات تحقيقاً وتيقيناً
في كل نَفَسٍ له نور يواجهه ****** من حضرة الحق ترويحاً وتيقيناً
في كل نَفَس له نور، وله مواجهات، وله مشاهدات، وله مؤانسات في عالم الأنوار
لأن صيامه ألا يضيع نَفَساً منه إلا في مواصلة حبيبه عزَّ وجلَّ.
وهؤلاء يقول قائلهم:
وإن خطرت لي في سواك إرادة ***** علي خاطري نَفَسَاً قضيت بردتي
والردة هنا أى الرجوع إلي الخلف في مقامات السلوك ..
لأن كل أوقاته في حضور مع المذكور عزَّ وجلَّ،
شُغِلوا بالمعروف عن المعرفة، وشُغِلوا بالمعلوم عن العلم، وشُغلوا بالله عزَّ وجلَّ عما سواه،
فلا أُنس لهم ولا حضور لهم ولا همَّ لهم إلا بمواجهة الله جل في علاه:
( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ . إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ )
(22، 23 – سورة القيامة)
************ يتبع إن شاء الكريم الوهاب | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة الثلاثاء يوليو 24, 2012 1:23 am | |
| تابع : مراتب الصائمين
**************
المرتبة الخامسة: صيام المحبوبين
*****************
وهو أن لا ينشغلوا ظاهراً أو باطناً نَفَساً عن رب العالمين عزَّ وجلَّ:
وما صام إلا عن سوي ما يحبُّه ****** كذلك عَبْدُ الذات في القرب طامع
لا يخطر غير الله عزَّ وجلَّ نَفَساً علي قلوبهم، وإذا خطر غيره نَفَساً علي قلوبهم فقد أفطروا،
ويعلمون أنهم أفطروا لأنهم خرجوا عن سور الحدود التي حددها لهم المعبود عزَّ وجلَّ،
صيامهم أن يكون الله عزَّ وجلَّ على بالهم في كل أوقاتهم،
تقول في ذلك السيدة رابعة العدوية رضي الله عنها:
ولقد جعلتك في الفؤاد محدثي ****** وأبحت جسمي من أراد جلوسي
فالجسم مني للخليل مؤانس ****** وحبيب قلبي في الفؤاد أنيسي
ويقول في هذا المقام – وهو المقام الأعلى – الإمام الحلاج رضى الله عنه وأرضاه:
والله ما طلعت شمس ولا غربت ***** إلا وحبك مقرون بأنفاسي
ولا جلست إلى قوم أحدثهم ***** إلا وأنت حديثي بين جلاسي
ولا نظرت إلى الماء من ظمأ ***** إلا رأيت خيالاً منك في الكأس
فالله عزَّ وجلَّ شغله بالكلية عما سواه!
شغل أهل الجفا بدنيا دنية ..، وشغل أهل الوفا بذاتٍ عليَّة !!
وهذا صيام المحبوبين الذين قال فيهم الله:
(يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ)
(54المائدة)
وفوق ذلك صيام الوارثين! وصيام الصديقين!! وغيره من أنواع الصيام التي يترقي فيها الصالحون ..
صياماً بعد صيام، لا يستطيع الإنسان وصفها، أو الحديث عن شأنها،
وإنما تُدار راحها لأهلها!!! إذا وصلوا إلي كنهها.
****************
يتبع إن شاء الله تعالى | |
|
| |
| الصيام: شريعة وحقيقة | |
|