كاتب الموضوع | رسالة |
---|
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة الثلاثاء يوليو 24, 2012 7:08 am | |
| المِنَح الإلهية في شهر رمضان
...............................
خطبة الجمعة بمسجد النور بالمعادي – القاهرة - 5 من رمضان 1432هـ الموافق 5/8/2011م
***********
يتسائل كثير من الصائمين:
لماذا فرض الله عزَّ وجلَّ علينا صيام شهر رمضان؟ ولماذا سنّ لنا الحبيب صلى الله عليه وسلم قيام ليله؟
والإجابة على هذا السؤال تحتاج إلى أوقات كثيرة لتنوع حِكمها وتباين أسبابها، ولكن يجمعها جميعاً أن فيها مظهر رحمة الرحيم، وحنانة الحنان، بأمَّة النبيِّ العدنان صلى الله عليه وسلم.
فإن الله عزَّ وجلَّ علم قصورنا في طاعته، وتقصيرنا في عبادته، وجموح نفوسنا إلي مخالفة أمره، والغفلة عن حضرته، فأراد أن يمنحنا منحاً إلهية من عنده؛ فجعل لنا هذا الشهر المبارك: - يُنزل الله عزَّ وجلَّ فيه رحمات في أول ليلة منه. - ويُنزل الله عزَّ وجلَّ منحاً إلهية في كل يوم وليلة منه. - ويُنزل الله عزَّ وجلَّ ويتنزل بمنح وعطاءات ربانية في ليلة القدر. - ويُنزل الله عزَّ وجلَّ منحاً إلهية لعباده في آخر الشهر.
نأخذ نماذج منها علي سبيل المثال ... أما حصر النعم الإلهية والعطايا الربانية التي يتنزل بها الله علي هذه الأمة التقية النقية فلا أعلمها أنا وأنتم إلا عند الحساب!!! عندما نطالع الكتاب، ونري عظيم ما جعله الله لنا فيه من الأجر والثواب. ********** يتبع إن شاء الكريم الوهاب | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة الثلاثاء يوليو 24, 2012 7:11 am | |
| تابع: المِنَح الإلهية في شهر رمضان
***********
المنح الإلهية في أول ليلة من شهر رمضان
********
أول هذه المنح في أول ليلة من شهر رمضان يقول فيها النبي صلى الله عليه وسلم:
{ إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ نَظَرَ اللَّهُ إِلَى خَلْقِهِ، وَإِذَا نَظَرَ اللَّهُ إِلَى عَبْدٍ لَمْ يُعَذبْهُ أَبَداً } جامع المسانيد والمراسيل عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه
أول منح من الله ترفع عذاب الجسم وعناءه في الصيام، فلا نحس بمشقة مع حرارة الجو وطول اليوم، ومع أن الله عزَّ وجلَّ زاد لنا في الأجر بسبب طول اليوم وحرارة الجو،
فقد قال صلى الله عليه وسلم:
{ أَلا أُنْبِئُكُمْ بِقَضَاءٍ قَضَاهُ اللَّهُ عَلَى نَفْسِهِ؟ أَنَّ مَنْ عَطَّشَ نَفْسَهُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي الدُّنْيَا فِي يَوْمٍ حَارٍّ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يَرْوِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } (ابن عساكر في تاريخ دمشق عن أبي موسى رضى الله عنه)
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر رضى الله عنه:
{ صُم يوماً شديداً حره لطول يوم النشور، وصلِّ ركعتين في سواد الليل لظلمة القبور} (ابن أبي الدنيا في التهجد وقيام الليل عن أبي ذر رضى الله عنه)
فإن الصوم في الحر يحفظ الإنسان في يوم النشور من الأمور التي تحدث للخلائق في يوم الدين،
فأبشروا معشر الصائمين بنظر الله عزَّ وجلَّ إلينا أجمعين، ومن نظر الله إليه لم يعذبه أبداً،
بل إنه يدخل في قول الله في كتاب الله:
(أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ) (82- الأنعام)
والحمد لله فقد أخذنا كلنا الأمان من الله، مادمنا التزمنا بصيام هذا الشهر مع المحافظة على إقامة الصلاة.
*********** يتبع إن شاء المولى الكريم
| |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة الثلاثاء يوليو 24, 2012 7:19 am | |
| تابع: المِنَح الإلهية في شهر رمضان
***********
المنح الإلهية اليومية خلال شهر رمضان ********
أما في كل يوم فحَدِّث ولا حرج !!!!
- في كل يوم من أيام الصيام يجعل الله عزَّ وجلَّ عمل العبد مضاعفاً.
- والفريضة فيه تساوي في الأجر والثواب سبعين فريضة فيما سواه.
- والنافلة فيه تساوي في الأجر والثواب فريضة فيما سواه.
- والذي ينفقه العبد علي أهله وذويه إن كان عاملاً بقول الله:
(كُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ) (31- الأعراف)
دخل في قول عُمَرَ رضى الله عنه:
{ إِذَا حَضَرَ شَهْرُ رَمَضَانَ فَالنَّفَقَةُ فِيهِ عَلَيْكَ وَعَلى مَنْ تَعُولُ كَالنَّفَقَةِ في سَبِيل اللَّهِ تَعَالى، يَعْنِي الدرْهَمَ بِسَبْعِمَائَةٍ } (سليم الرازي في عَوَالِيهِ. عن ثور بن يزيد، جامع المسانيد والمراسيل)
فالأكل والشرب والتحلية في رمضان لها أجرها العظيم عند حضرة الرحمن، مادام عمل بقول النبي العدنان:
{ كلوا واشربوا والبَسوا وتصَدَّقوا، في غير إسراف ولا مَخِيلة } (البخاري ومسند الإمام أحمد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده)
ما دام يمشي علي المنهج الإسلامي:
- إذا نام في يومه ليستعين بالنوم علي القيام وعلي السحور بين يدي الله في جنح الظلام!
- وإذا جلس صامتاً عن الكلام، ولم يلغُ ولم يرفث، ولم يغتب ولم ينمّ، ولم يسب ولم يشتم،
ولم يخض مع الخائضين:
يقول في شأنه النبي عليه أفضل الصلاة وأتم السلام:
{ نَوْمُ الصَّائِمِ عِبَادَةٌ، وَصَمْتُهُ تَسْبِيحٌ، وَعَمَلُهُ مُضَاعَفٌ، وَدُعَاؤُهُ مُسْتَجَابٌ، وَذَنْبُهُ مَغْفُورٌ } (جامع المسانيد والمراسيل (هب) عن عبد اللَّه بن أَبي أَوْفَى رضى الله عنه)
أيام رمضان ولياليه أيام إجابة للدعاء
- لا يرفع الإنسان لسانه ليخاطب مولاه ويرفع يديه بأكف الضراعة إلى الله
في أي لحظة من ليل أو نهار في رمضان إلا ويستجيب له مولاه، ما لم يدع بإثم ولا قطيعة رحم.
- وله دعوة مؤكدة الإجابة عند فطره، عندما يؤذن مؤذن الله عزَّ وجلَّ بالفطر
فلك في هذا الوقت دعوة أكيدة الإجابة يقول فيها النبي صلى الله عليه وسلم:
{ إِنَّ لِلصَّائِمِ عِنْدَ فِطْرِهِ لَدَعْوَةً مَا تُرَدُّ } (جامع المسانيد والمراسيل ابن عمرو رضيَ اللَّهُ عنهُمَا)
ولذلك ينبغي علي الصائم قبل أن يتناول الفطور أن يدعو الله، فيحظي بالدعوة المستجابة من مولاه.
وخير الدعاء ما قالت فيه السيدة عائشة لرسول الله صلى الله عليه وسلم:
{ يا نبي الله، أرأيت إن وافقت ليلة القدر، ما أقول؟ قال: تَقُولِينَ اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي } (مسند الإمام أحمد عن عائشة رضي الله عنها)
- في كل ليلة من شهر رمضان تُبسط سجلات حضرة الرحمن، ويُسجل فيها ألف ألف مسلم بأسمائهم،
مقروناً بجوارهم هؤلاء عتقاء الله عزَّ وجلَّ من النار.
- فإذا كان آخر الشهر أعتق الله عزَّ وجلَّ في هذه الليلة مثلما أعتق في سائر الشهر.
- إذا كانت صلاة القيام استأذن ملائكة كرام من الله أن ينزلوا إلى الأرض!!
يقول النبي عليه أفضل الصلاة وأتم السلام:
{إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى حَوْلَ الْعَرْشِ مَوْضِعًا يُسَمَّى حَظِيرَةُ الْقُدْسِ، وَهُوَ مِنَ النُّورِ، فِيهَا مَلائِكَةٌ،
لا يُحْصِي عَدَدَهُمْ إِلا اللَّهُ تَعَالَى، يَعْبُدُونَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، عِبَادَةً لَا يَفْتُرُونَ سَاعَةً،
فَإِذَا كَانَ لَيَالِي شَهْرِ رَمَضَانَ اسْتَأْذَنُوا رَبَّهُمْ أَنْ يَنْزِلُوا إِلَى الْأَرْضِ، فَيُصَلُّونَ مَعَ بَنِي آدَمَ،
فَيَنْزِلُونَ كُلَّ لَيْلَةٍ الْأَرْضَ، فَكُلُّ مَنْ مَسَّهُمْ أَوْ مَسُّوهُ سَعِدَ سَعَادَةً لَا يَشْقَى بَعْدَهَا أَبَدًا} (جامع المسانيد والمراسيل عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضى الله عنه)
***********
يتبع إن شاء الله تعالى
| |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة الثلاثاء يوليو 24, 2012 7:25 am | |
| تابع: المِنَح الإلهية في شهر رمضان
***********
منح ليلة القدر
*******
منح إلهية، وعطايا ربانية!!
تعجز الكلمات في اللسان عن عد بعض ما أمر به لنا حضرة الرحمن عزَّ وجلَّ ...
ناهيك عن ليلة القدر!!!!
والإنسان فينا إذا أحيا العشر الأواخر بصلاة الفجر والعشاء في جماعة
كُتبت له عبادة ألف شهر لله عزَّ وجلَّ!!!!
غير ما تتنزل به الملائكة الكرام !!!! وأمين الوحي جبريل عليه السلام!!!!
وأنواع المنح والعطايا الإلهية التي تتنزل للقائمين والراكعين والساجدين بين يدي الله
في هذه الليالي المباركة !!!
والمنحة الإلهية في آخر الشهر!!!!
إذا كان آخر الشهر ....يقول الله عزَّ وجلَّ للملائكة الكرام:
{مَا جَزَاءُ الأَجِيرِ إذَا عَمِلَ عَمَلَهُ؟ قَالَ: فَتَقُولُ الْمَلاَئِكَةُ: إلهَنَا وَسَيِّدَنَا جَزَاؤُهُ أَنْ تُوَفِّيَهُ أَجْرَهُ،
قَالَ: فَيَقُولُ: فَإنِّي أُشْهِدُكُمْ يَا مَلاَئِكَتِي أَنِّي قَدْ جَعَلْتُ ثَوَابَهُمْ مِنْ صِيَامِهِمْ شَهْرَ رَمَضَانَ وَقِيَامِهِمْ
رِضَايَ وَمَغْفِرَتِي} (رواه الشيخ ابن حبان في كتاب الثواب، والبيهقي، واللفظ له)
وقال صلى الله عليه وسلم:
{ أَتَاكُمْ شَهْرُ رَمَضَانَ شَهْرُ بَرَكَةٍ، فِيهِ خَيْرٌ، يُغَشيكُمُ اللَّهُ،
فَيُنْزِلُ الرَّحْمَةَ، وَيَحُطُّ فِيهِ الْخَطَايَا، وَيَسْتَجِيبُ فِيهِ الدُّعَاءَ.
يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَى تَنَافُسِكُمْ وَيُبَاهِي بِكُمْ مَلاَئِكَتَهُ، فَأَرُوا اللَّهَ مِنْ أَنْفُسِكُمْ خَيْرَاً،
فَإنَّ الشَّقِيَّ مَنْ حُرِمَ فِيهِ رَحْمَةَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ } (الطبرانى وابن النجار عن عبادة بن الصَّامِتِ رضى الله عنه)
************* [b] | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة الثلاثاء يوليو 24, 2012 7:38 am | |
| تابع: المنح الإلهية فى شهر رمضان
****************
أجر الصائم في الآخرة
**********
أما أجر الصائم في الآخرة ..فنذكر ترويحاً للقلوب شيئاً منه لنستشعر رحمة الله بنا أجمعين:
فإن الصائم في يوم مقداره خمسون ألف سنة!! تشتد فيه الحرارة حتى يتصبب الناس عرقاً،
وتنزل الألسنة لهثاً من شدة العطش!!
الوحيد الذي لا يعطش في هذا المقام .. الصائم من أمة الحبيب المصطفي عليه أفضل الصلاة وأتم السلام!!
فقد جهز الله عزَّ وجلَّ للصائمين حوضاً - اسمه: حوض الكوثر، يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم:
{ حَوْضِي كَمَا بَيْنَ عَدَنَ وَعَمَّان، أبْرَدُ مِنَ الثَّلْجِ، وأَحْلَى مِنَ العَسْلِ، وَأَطْيَبُ رِيحاً مِنْ المِسْكِ،
أَكْوَابُهُ مِثْلُ نُجُومِ السَّمَاءِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ شَرْبَةَ لَمْ يَظْمَأ بَعْدَهَا، أَبَداً }
(مسند الإمام أحمد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما )
فالصائمون إذا قاموا للعرض يوم الحساب أول ما يُبدأ لهم:
(وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا)
(21 - الإنسان)
تحمل الملائكة لكل واحد منهم شربة!
- بعضهم يسقيه الملائكة!
- وبعضهم يسقيه جبريل عليه السلام!
- وبعضهم يسقيه السيد الأعظم المصطفي صلى الله عليه وسلم!
المهم من شرب شربة لا يظمأ بعدها أبداً!
وتكون أفواههم في الموقف رائحتها كرائحة المسك، ليعلم الناس منزلتهم وقدرهم عند رب العباد.
فإذا حضرت الخلائق خصهم الله عزَّ وجلَّ بباب من أبواب الجنة يُسمي باب الريان،
وينادي مناد الرحمن أين الصائمون؟
فيقومون، فيأمر بإدخالهم الجنة من باب الريان، فإذا دخلوا غُلِّق فلم يدخل منه أحد،
فأول من يدخل الجنة هم الصائمون من باب خاص لمنزلتهم عند الله عزَّ وجلَّ.
ومن رحمة الله عزَّ وجلَّ بعباده الصائمين،
وقد عَلِم أن:
{ كلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاء، وَخيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ}
(سنن الترمذي عن أَنَسٍ رضى الله عنه)
عَلِم أننا لا نسلم في صيامنا من لغو أو رفث أو خطأ
ففرض علينا الحبيب زكاة الفطر، تجبر صيام المسلم، وتستر عثراته وهفواته،
قال فيها سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما:
{ فَرَضَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم زَكَاةَ الْفِطْرِ، طُهْرَةً لِلصِّائمِ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ، وَطُعْمَةً للْمَسَاكِينِ،
مَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلاَةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ، وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلاَةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنَ الصَّدَقَاتِ }
(سنن أبي داوود عن ابنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما )
- وقد أباح العلماء أن تخرج هذه الصدقة من أول يوم في شهر رمضان، حتى تكون أنفع للفقير.
- ويُخرج الإنسان عن كل من يعوله، عن زوجته وعن أولاده، وعن خادمه إن كان عنده خادم،
والطفل الذي يولد في رمضان حتى ولو في ليلة العيد نُخرج عنه زكاة الفطر.
- وأيضاً الذين يأخذون الزكاة يجب عليهم إخراج الزكاة مما يأخذون من عباد الله، ليتمرنوا علي الإنفاق
لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{ أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ صَدَقَةٌ فِي رَمَضَان }
(سنن البيهقي الكبرى عن أنس رضى الله عنه )
الصدقة في رمضان خير أنواع البر والإحسان، وهي غير زكاة الفطر،
فتنافسوا في البر، وتنافسوا في الخير، وتنافسوا في الصالحات،
واعلموا أن هذا الشهر الكريم كله خير وبر ونفحات .... فلا تُضيعوا أوقاته في الغفلات!
ولا تجلسوا أمام الفضائيات والمسليات والتلفزيونات لتضييع الأوقات!!
بل اقطعوه في العبادة، وفي تلاوة القرآن، وفي ذكر الله، وفي الاستغفار لله، وفي صلة الأرحام،
وفي المسح علي رءوس الأيتام، وفي إزالة الضر والبؤس عن الفقراء والمساكين،
وفي مســـح الألم عن المرضي والبائســين.
اجعلوه شهر خير تكونوا فيه من السعداء يوم الدين.
***************
يتبع إن شاء المولى الكريم [b] | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة الأربعاء يوليو 25, 2012 12:54 am | |
| مبطلات الصيام بالنسبة للخواص
*********************
في مقام الإيمان
********
مبطلات الصيام للخواص كثيرة، قال صلى الله عليه وسلم في أولها:
{خَمْسٌ يُفْطِرْنَ الصَّائِمَ وَيَنْقُضْنَ الْوُضُوءَ: الْكَذِبُ، وَالْغِيبَةُ، وَالنَّمِيمَةُ، وَالنَّظَرُ بِالشَّهْوَةِ وَالْيَمِينُ الْكَاذِبَةُ}
(الدَّيلمي عن أَنَسٍ رضى الله عنه)
فهذه أول المبطلات، إذاً الصائم من الأحباب لا بد أن يصوم عن هؤلاء الخمس
ويؤيد ذلك ويعضده قوله صلى الله عليه وسلم :
{مَن لم يَدَعْ قولَ الزُّورِ والعملَ بهِ فليسَ للهِ حاجةٌ في أن يَدَعَ طعامَهُ وشَرابَه}
(صحيح البخاري عن أبي هُريرةَ رضى الله عنه)
أي أن صيامه باطل، وهذا في مقام الإيمان.
************
يتبع إن شاء المولى الكريم | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة الأربعاء يوليو 25, 2012 1:00 am | |
| تابع: مبطلات الصوم
***********
في مقام الإحسان
*******
أما في مقام الإحسان .. من شهد شيئاً من غير يد المحسن فقد أفطر،
فلا بد أن يشهد كل عطاء من العاطي عزَّ وجلَّ،
ولو كان علي يد فلان أو علي يد الآخر أو علي يد الثاني، لكن العاطي في الحقيقة هو الله:
اشهد يد المعطي تفز بالإجتبـا **** تعطي شراب الحب في أعلي مقام
ولذلك قالوا في ذلك:
(من أكل ولم يشهد المنعم فكأنما قد سرق)
لابد أن يشهد أن هذا الطعام من المنعم لأنها كلها عطايا المنعم، وإن كانت علي يد سبب من الأسباب
لكن أين مسبب الأسباب؟
من يشهد الغير فعالاً فمنقطع ***** لأنه مشرك قد مال للسـفل
فيشهد أن الخير كله الواصل له وإليه، أو لمن حوله هو من الله عزَّ وجلَّ
ومع ذلك حفظاً للمرتبة لا بد أن يشكر الأسباب لأن الله قال في الحديث القدسي:
{إذَا حَشَرَ اللَّهُ الْخَلاَئِقَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قَالَ لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِهِ - اصْطَنَعَ إلَيْهِ عَبْدٌ مِنْ عِبَادِهِ مَعْرُوفاً: فَهَلْ شَكَرْتَهُ؟
فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ! عَلِمْتُ أَنَّ ذَلِكَ مِنْكَ فَشَكَرْتُكَ، فَيَقُولُ: لَمْ تَشْكُرْنِي إذَا لَمْ تَشْكُرْ مَنْ أَجْرَيْتُ ذَلِكَ عَلى يَدَيْهِ}
(هب، عن عائشة رضي الله عنها)
حفظاً للمرتبة لا بد أن أشكر السبب .. ولكن أعلم علم اليقين أنه سبب، وأن الأمر من المسبب عزَّ وجلَّ.
إذاً أشكر أولاً المسبِّب، وثانياً السبب، ولا أشكر السبب! وأنسي المسبب !!!
كما يفعل معظم الخلق يشكرون السبب !!! وينسون شكران المسبب عزَّ وجلَّ.
********
يتبع إن شاء الله
| |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة الأربعاء يوليو 25, 2012 1:07 am | |
| تابع: مبطلات الصيام
**********
خاصة الخاصة
*********
أما أهل مقام خاصة الخاصة فالصيام عندهم هو الصيام عن السوي:
(فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ)
(115البقرة)
لا يشهدون في الكونين سواه! ولا يسمعون إلا كلامه!
ولا يرون إلا فعاله! ولا يشهدون إلا أنواره!!
يرون صفات الله عزَّ وجلَّ هي السارية في الكائنات، وهي التي تفعل:
- فيشهدون الحى إذا نظروا إلي حى!
- ويشهدون السميع إذا استمع إليهم سميع!
- ويشهدون المتكلم إذا نطق إليهم لسان!
- ويشهدون أوصاف الله هي التي تحرك الأكوان، وتحرك من بالأكوان.
وهذا مقام شهود ! وليس مقام فكر! .. ولا كسب ولا كلام!
وإنما هي حالة يحياها الإنسان ... حياة روحانية نورانية يقول فيها الله آمراً المؤمنين :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم)
ولم يقل إذا دعاكما لأن الذي يدعو واحد:
(إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ)
(24الأنفال)
وهي الحياة الشهودية الإحسانية الإيقانية التي يقول فيها الإمام أبو العزائم رضى الله عنه:
وإن نظرت عيني إلي أي كائن ******* تغيب المباني والمعاني سواطع
ويقول فيها في قصيدة أخري:
الكل مني والكل عـني ****** فاشهد جمالي بكل عينِ
فيشهدون جمال الله في الأشياء .. وتغيب عنهم المباني !!
لأنهم يشهدون فيها جمال المعاني.
المفطرات كثيرة للصائمين علي حسب المراتب...
لكن بداية جهادنا نحن الخمس التى جاء بها الحديث الشريف...
فنجاهد في الخمس ... ونلاحظ صحيفة أفعالنا ... وسجل أعمالنا. .......
********
يتبع إن شاء الله
| |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة الأربعاء يوليو 25, 2012 1:11 am | |
| مراقي الصائمين
**************
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)
(183البقرة)
إعجاز خطاب الله ... أن نفس الخطاب يخاطب جميع الطلاب!!! في جميع الدرجات الإلهية!!!
بنفس الألفاظ والعبارات القرآنية!!!
لكن ... كل واحد منهم ... يلتقط من المعاني الغيبية، والإشارات الرحمانية، والأسرار القرآنية،
ما يليق بمرتبته عند رب البرية عزَّ وجلَّ.
*************
يتبع إن شاء الله تعالى | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة الأربعاء يوليو 25, 2012 1:26 am | |
| تابع: مراقى الصالحين
***********
من معاني الصيام
صيام العوام وصيام الخواص
*****************
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ)
فهم منها قوم أن الخطاب لكل المسلمين وهذا حق في علم التشريع،
وخص بها قومٌ الحقائق التي بها الإيمان عند المتقين ..،
وكأن الله عزَّ وجلَّ يخاطب فينا القلب والفؤاد والروح والسر والخفا والأخفى ونفخة القدس،
لأن هذه هي الحقائق التي آمنت إيماناً كلياً يقينياً بكل الحقائق القرآنية والبيانات الإلهية.
(كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ)
كما كتب على الجسم والجوارح والنفس وهذا صيام العوام!
أما صيام الخواص فهو للفتح..
- فهناك صوم للأجر والثواب.
- وهناك صوم للفتح عند الكريم الوهاب.
أما الصوم الذي للأجر والثواب فصيام الجسم والجوارح إذا أناب العبد لله عزَّ وجلَّ ليعظم أجره،
فإذا صام بجسمه أطاع، وإذا صام بجسمه وجوارحه نال أعظم الأجور عند الله عزَّ وجلَّ لمن أطاع.
وأما صيام الفتح وأهل الفتح ذكره الله في كتاب الله، فمنهم من قال:
(إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا)
ما صيامك؟
(فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا)
(مريم)
هذا صيام!! والصمت ممنوع في دين الله، إذاً مع من يتكلم؟
يتكلم مع الروحانيين، والنورانيين، والملائكة الكروبيين، وأهل عالين وعليين!!
أو يتكلم مع من علت روحانيتهم على بشريتهم،
فأصبحوا وهم في الأجساد الآدمية أرواحاً إلهية تسكن في هذه الأجساد الآدمية، وتتحرك بين الناس، ....
وإن كانت تسوح بالقلب والروح في ملكوت رب الناس عزَّ وجلَّ.
ومنهم من قالوا له إذا كنت تريد الفتح فلك آية:
(آيَتُكَ أَلا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا)
(10- مريم) !!
تصوم عن الكلام مع الأنام لتتكلم مع الله عزَّ وجلَّ!! يأتيك الله في ظلل من الغمام.
(كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ)
أيُّ الصيام؟!!!!!
صيام العوام:
- عن الشراب والجنس والطعام.
- لكن يتركون لأنفسهم الحبل علي غاربه، تلهو وتلعب وتسرح وتمرح، وتشاهد المسلسلات،
وتقضي الوقت في اللهو في الدومينو وفي الكوتشينة وفي الطاولة، بحجة أن هذا تسالي للصيام!
- وتقطع الوقت في القيل والقال، ولو في غيبة أو نميمة، ولا يحاسب نفسه علي ذلك!!
إنه بذلك دخل في قول المصطفي عليه أفضل الصلاة وأتم السلام:
{ رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلاَّ الْجُوعُ }
(ابن ماجة عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه)
هذا صيام العوام.
************
يتبع إن شاء الله تعالى [b] | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة السبت يوليو 28, 2012 2:21 pm | |
|
تابع مراقى الصائمين
*************
الصيام عن اللهو
********
ومن هنا فبداية الصيام لمن أراد رضاء الملك العلام
أولاً: الصوم عن اللهو بكل أنواعه، وكافة أشكاله، يصوم عن جميع الملاهي التي تلهي الإنسان عن طاعة الله حتى قال الله:
(لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ) (9- المنافقون) حتى ولو كان المال والولد، كل شيء كما قال الإمام الداراني رضى الله عنه: (كل ما شغلك عن الله - حتى ولو مال أو ولد - فهو عليك مشئوم)
فالصيام لأهل البدايات هو الصيام عن اللهو!
ليس عند المؤمن وقت للهو، لأن الحياة الدنيا لعب ولهو، والمؤمن يعيش - في الدنيا - في الآخرة وهو بين الأنام ... مزاحه حقّ، ولهوه حقّ، وكل أعماله يثيبه عليها الحقّ، لأنه تأسي فيها بالمصطفي عليه أفضل الصلاة وأتم السلام، ولا عبرة له بما يفعله بقية الأنام لأنه يعمل بقول الله:
(لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ) (21- الأحزاب) إذاً متى يضع الإنسان قدمه - قدم الصدق - في طريق الصائمين الصادقين مع رب العالمين؟ إذا صام عن اللهو ...
إذاً من يجلس يضيع الساعات في نهار رمضان في مشاهدة المسلسلات ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش!! أو تَسْلِية الوقت بمشاهدة الأفلام ويعتقد أنها مباحات – ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش!!
أما من يقضي وقته بشيء من اللعب فهذا يدخل في قوله صلى الله عليه وسلم:
{ مَنْ لَعِبَ بالنَّرْدِ، فكأنَّمَا غَمَسَ يَدَهُ في لَحْمِ خِنْزِيرٍ ودَمِهِ } (مسند الإمام أحمد عن سُليمانَ بنِ بُريدة عن أبيه)
والنرد كلمة فارسية تشمل الطاولة، وتشمل الدومينو، وتشمل الكوتشينة، وتشمل الشطرنج. - كل هذه الألعاب الذي سيلعب بها إذا كان لمجرد التسلية فسيكون كغامس يده بدم خنزير! - أما إذا كان يلعب فيها ويتسابق علي شيء محدد فهذا قمار. - والمؤمن ليس عنده وقت لذلك. ********** يتبع إن شاء الله تعالى
| |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة السبت يوليو 28, 2012 2:34 pm | |
| تابع: مراقى الصائمين *************
الصيام عن اللغو *********
إذا أراد الصائم أن يكون له عند الله مقام: لا بد أن يرتقي درجة عن هذا المقام! فبعد أن يصوم عن اللهو ..لا بد أن يصوم عن اللغو: عن لغو الكلام ... وهذا هو الصوم الذي يوصل العبد إلى مراقي الصالحين!
متى يقف العبد على أول طريق الصالحين؟ إذا استطاع أن يصوم عن اللغو في كل وقت وحين، ليس في رمضان وإنما في كل الأحوال:
{ إِذَا أَصْبَحَ أَحَدُكُمْ يَوْماً صَائِماً، فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَجْهَلْ. فَإِنِ امْرُؤٌ شَاتَمَهُ أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ. إِنِّي صَائِمٌ } (صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه)
والحديث الآخر - وهو حديث موجه للصالحين، وطلاب مصاحبة ومرافقة الصالحين:
{ إِذَا صُمْتَ فَلْيَصُمْ سَمْعُكَ وَبَصَرُكَ وَلِسَانُكَ عَنِ الْكَذِبِ وَالْمَحَارِمِ } (رواه البيهقي في فضائل الأوقات عن جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رضى الله عنه) وهذا هو بداية الفتح:
(إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا) (مريم)
بكلام يغضب الله! لكن إذا وصيته أو نصحته أو وجَّهته، فليس هذا بالكلام الذي يفسد ويبطل الصيام .. لكن المقصد في الآية الكلام الذي يبطل الصيام .... وهو اللغو الذي نهى عنه الله:
(وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ) (المؤمنون)
لكن إذا كان الكلام في الغيبة والنميمة والسب والشتم فهذا كلام يبطل الصيام، وهذا ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش!! لكن اللغو هو التسلية، أى نتكلم كلاماً لا يسئ إلي أحد، لكن يُنسي المرء ذكر الواحد الأحد، مثل الكلام في الكرة، والكلام في السياسة، والكلام في أي موضوع حتى يضيع الوقت. هل المؤمن عنده وقت يضيعه؟!!!! أحرص ما يحرص عليه العبد في حياته أنفاسه التي يتنفسها في هذه الحياة، فإن النَفَس الواحد أغلى من الدنيا كلها من أولها إلى آخرها بما فيها ومن فيها عند الله جلَّ في علاه. فالصيام عن اللغو هو بداية صيام أهل الفتح! - ولذلك إذا وجدت نفسك لا تستطيع إمساك لسانك عن لغو الكلام فاعلم أن طريق الفتح عليك مسدود! - وإذا أردت أن تسود وتفتح لك الكنوز ويواجهك الله عزَّ وجلَّ بما واجه به الصالحين فعليك بقول سيد الأولين والآخرين:
{ امْلِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ، وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ، وَابُكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ } (مسند الإمام أحمد عن عقبة بن عامر رضى الله عنه عندما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما النجاة؟) وبيتك هنا: أي قلبك ... ويسعك بيتك أي تُقبل بالكلية على قلبك تصلحه وتنظفه وتطهره وتعمره بما يحبُّه الله عزَّ وجلَّ، لأنه الموضع الذي يتجلى فيه الله لأحباب الله بالفتح الذي أعده للصالحين من عباد الله. ************** يتبع إن شاء الله
| |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة السبت يوليو 28, 2012 2:36 pm | |
|
تابع: مراقى الصائمين *************** الإمساك عن الفضول ******** وهنا علامة صغيرة من علوم سيميا العارفين: { إذا رأيت المرء لا يكف عن الفضول فاعلم أنه لا أمل له في الوصول}
ما الفضول؟ يريد أن يعرف كل شيء، مثلاً: أحد جيرانه خرج، يريد أن يعرف لماذا خرج وسبب خروجه؟!! لو طلب أحد جيرانه رؤية أحد، يريد أن يعرف لماذا طلبه وفي أي شيء سيكلمه؟!! إذا لم يستطع الإنسان أن يقطع هذا الفضول فلا أمل له في الوصول. سيدي ذو النون المصري رضى الله عنه جاءه رجل من جدَّة بالسعودية، وقال له: يا سيدي سمعت أنك تعرف إسم الله الأعظم فجئت إليك طامعاً أن تعلمني إسم الله الأعظم، فقال له: امكث عندنا، فمكث إحدي عشر عاماً!!!! والشيخ يراقبه لعله يقطع فضوله، ووجد أن الفضول لا ينقطع من عنده، ولا يستطيع أن يبيح له بشيء من سرِّه ما دام الفضول كامن في نفسه.
والصالحون لا يبيحون للمريدين شيئاً من علوم رب العالمين إلا إذا كان: - أعمي!!!! لا ينظر إلي أحد، ولا تقع عينه إلا علي نور الواحد الأحد. - أصماً!!! لا يسمع إلي الناس، ولا تنتبه أذنه إلا إلي سماع كلام رب الناس أو سيد الناس. - أخرساً فلا يبدأ بالكلام إلا إذا كان ذكر للملك العلام.
فجاء الرجل بعد الإحدي عشر عاماً وقال: ياسيدي قد طالت مدتي وأريد أن أرجع إلي أهلي، فعلمني اسم الله الأعظم. فقال: تريد أن تعلم اسم الله الأعظم؟ قال: نعم، قال: غداً إن شاء الله!!! وفي الغد جهَّز له صندوقاً وقال له: خذ هذا الصندوق وأوصله إلي أخي فلان بالروضة – وسيدي ذي النون كان يسكن في الجيزة –
حمل الرجل الصندوق، ومشي علي كوبري الجيزة، وإذا به يسمع خرخشة في الصندوق – ومعه الفضول - فقالت له نفسه: أتحمل الصندوق ولا تدري ما الذي فيه؟! هذا لا يصح. والمريد دائماً يستمع إلي خواطر النفس، ويسارع في تنفيذها، ومع ذلك يطمع أن يفوز بمراد الله عزَّ وجلَّ! وهذا عجب العجاب "وخالف النفس والشيطان واعصهما" فأين مخالفة النفس؟!!.
فكشف غطاء الصندوق، وإذا بالشيخ كان قد وضع فيه فأراً، فقفزت الفأرة في النيل ولم يستطع إرجاعها!! فرجع الرجل إلي الشيخ وهو كاسف البال حزين، والشيخ عرفه عندما رآه، قال: أوصلت الأمانة؟!!! فسكت، قال يا أخي تريد أن تعرف إسم الله الأعظم وأنت لم تؤتمن علي فأرة؟!! إذا كنت لم تؤتمن علي فأرة، فكيف تؤتمن علي إسم الله عزَّ وجلَّ الأعظم؟!!
هذب النفس إن رمت الوصول******غير هذا عندنا علم الفضول
والذي معه الفضول لن يسمح له بالوصول. كان المريد من المريدين الصادقين يصحب الشيخ سنين، وربما يمتحنه بعض إخوانه الصادقين فيقولون له: تعرف فلان الملازم للشيخ؟ ما الذي كان يلبسه اليوم؟ فيقول: لا أدري!!! صف لنا شكله؟ فيقول: لا أدري!!! أنا لا شأن لي إلا بالشيخ، ولا أشغل نفسي بما حول الشيخ ولا ما عند الشيخ.
عندما أراد الله عزَّ وجلَّ أن يواجه إبراهيم وإبنه إسماعيل بجمال الله وكمال الله وفضل الله أرسلهما إلي مكان ليس فيه شيء من مشاغل هذه الحياة، ليتفرغا بالكلية ... إلي فضل الله وعطاء الله: (بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ) لماذا؟ ( رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ) (37إبراهيم)
كيف يقيم القلب الصلة بالله وهو مشغول بالشهوات والحظوظ والأهواء في هذه الحياة؟!! هذا لا يكون وَحِّد حتى تنل المقصد، فلا بد من الصيام عن الفضول، والفضول يلخصه لنا الحبيب صلى الله عليه وسلم فيقول: { مِنْ حُسْنِ إِسْلاَمِ المرْءِ تَرْكُهُ ما لا يعْنِيهِ } (مسند الإمام أحمد عن حسين بن عليّ رضي الله عنهما) ما دام هذا الشيء لا يعنيني لماذا أشغل نفسي به؟! أشغل نفسي بما ينفعني أو بما يرفعني، بما ينفعني في الدنيا أو بما يرفعني عند الله عزَّ وجلَّ ... أما الذي يدفعني عن الله عزَّ وجلَّ ، وعن طريق الله، وهو شغلي بخلق الله – ماذا عمل فلان؟! وماذا سوَّى فلان؟! وماذا كسب فلان؟! ماذا لى ولهذا الأمر!! إذا كنت مُعيَّناً في الجهاز المركزي للمحاسبات !!! فمارس وظيفتك !!!، لكن لماذا أنت تعيِّن نفسك؟!
عيِّن نفسك في الجهاز المركزي للمحاسبات علي نفسك، حاسبها على هفواتها وعلى صغائرها، وعلى خطراتها وعلى وارداتها، وعلى أفعالها حتى تنال رضاء الله عزَّ وجلَّ ، وهذا ما قال فيه الحبيب صلى الله عليه وسلم:
{ طُوبَى لِمَنْ شَغَلَهُ عَيْبُهُ عَنْ عُيُوبِ النَّاسِ } (أخرجه الديلمي في الفردوس، والعسكري في الأمثال، عن أنس رضى الله عنه)
إذاً لمن يريد الفتح: - لا بد من الصيام عن اللغو. - ومعه الصيام عن الفضول لمن أراد الوصول. ********** يتبع إن شاء الله
| |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة السبت يوليو 28, 2012 2:42 pm | |
|
تابع: مراقى الصائمين
************* الصيام عن السهو ********
إذا صام الإنسان عن لغو الكلام .. واختاره الله عزَّ وجلَّ واجتباه ليكون من أهل الفتح العرفاني: وجَّهه نحو قلبه ..، ووجَّه قلبه إليه ..، وأعانه على الصيام الموصل، وهو الصيام عن السهو، لا يسهو لحظة عن مولاه!!!! إن كان في نوم، أو في يقظة، أو في أكل، أو في شرب، أو في نكاح، أو في عمل
(لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ) (37 النــور)
وهذا لا يسهو وإن سها الساهون، ولا يغفل وإن غفل الغافلون، وإنما هو المقصود بقول رب العالمين:
( الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ) (191آل عمران)
ومعناها الظاهر نحن نعرفه، لكن معناها الحقيقي لأهل الحقيقة: قياماً بحقوق العبودية لله، وقعوداً عن رؤية النفس وفعلها، وعلى جنوبهم ماتت نفوسهم وفنيت في الله، فاحتيوا بالله، وأصبح الذاكر على لسانهم هو الله جل في علاه.
إذاً هناك الصيام عن اللهو، ثم الصيام عن اللغو، ثم الصيام عن السهو، وهذه هي الروشتة لمن أراد الفتح العرفاني، وهي التي يقول فيها الشيخ ابن الفارض رضى الله عنه:
وإن خطرت لي في سِواك إرادةٌ ****** علي خاطري نَفَساً قضيت بردتي
*********************
يتبع إن شاء الله
| |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة الأحد يوليو 29, 2012 12:28 am | |
| تابع: مراقى الصائمين
**********
مقامات التقوى
******
هذا الصيام وهو صيام أهل الفتح حدده الله:
(كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)
(183البقرة)
(لعلَّ) في القرآن بمعني اللام، أي لتتقون. أي لتصلوا إلي مقام من مقامات التقوى،
تصل إلى مقام الإحسان، أو مقام الإيقان، أو مقام المعية، أو مقام العندية، أو مقام اللدنية،
أو مقعد صدق عند مليك مقتدر،
أو تصوم الصيام الذي يقول فيه الحبيب:
{ صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ. فَإِنْ غُمِّيَ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا الْعَدَدَ }
(صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه)
صوموا من أجل رؤيته عزَّ وجلَّ، والفطر هنا لا يكون إلا بعد رؤيته عزَّ وجلَّ،
فإن غم عليكم! .. أي لم تصلوا إلى هذه الحقيقة فأكملوا عدة شعبان،
أى شَعِّبوا الجهاد ..، وأكملوا العدة ثلاثين يوماً،
شَعِّب أنواع الجهاد وكَثِّر أنواع الجهاد حتى تنال المراد...،
وهذا الذي يقول فيه الله في نص الحديث القدسي:
{كلُّ عملِ ابن آدمَ له، إلا الصومَ فإنه لي وأنا أجْزي به}
(صحيح البخاري عن أبي هريرة رضى الله عنه)
يعني بـ (أنا): رؤية جمالي وكمالي، هي جزاء الصائمين:
(وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ. إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ)
(22: 23 - القيامة)
وهذا الصائم له فرحتان:
فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه،
لأن فطره لا يكون إلا بعد لقاء ربه عزَّ وجلَّ،
وهو ما تشير إليه الآية ويفقهها أهل العناية ...
فلم يقل الله عزَّ وجلَّ : (فمن حضر منكم الشهر فليصمه)
وإنما قال:
(فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ)
(185البقرة)
(وَمَن كَانَ مَرِيضًا) –
لعدم استطاعته جهاد نفسه!! -
(أَوْ عَلَى سَفَرٍ)
ما زال يجاهد للوصول إلي ربه، وهو مسافر إلى ربه،
لكنه لم يصل في سفره إلى:
(وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى)
(42- النجم)
(فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ)
يجاهد فيها نفسه، ويصفي فيها قلبه، ليفوز بما يبغيه من العطاء والنوال من ربه عزَّ وجلَّ.
(وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ)
أى يصومونه ولكن النفس تغالبهم وتنازعهم فـ:
(فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ)
من وجد أنه غير قادر علي جهاد نفسه،
فليفتح لنفسه أبواب الصدقات والعطاءات للفقراء والمساكين،
إطعام مسكين فإن زاد فهو خير له!!
لأنه أسرع ما يوصل الإنسان إلي رضا الرحمن الإنفاق ...
وكان صلى الله عليه وسلم أجود بالخير في رمضان من الريح المرسلة حتى قيل فيه:
تَعَوَّد بَسْطَ الكَفِّ حتَّى لَوْ أَنَّه ****** طَوَاهَا لِقَبْضٍ لَمْ تُطِعْهُ أَنَامِلُه
كان يعطي عطاء من لا يخشى الفقر!!!
وهذا أمر الصالحين،
من أعطى البعض أخذ البعض، ومن أعطى الكل أخذ الكل!!
ومقامك عند الله على قدر عطائك للفقراء من خلق الله،
حتى فرض الله عزَّ وجلَّ على أهل الفتح ليفوزوا بالمناجاة أن يقدموا بين يدى نجواهم صدقة
فقال:
(إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ)
والمناجاة هنا أى المصافاة في وقت الخلوة والسر:
(فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً) وكان الذي يحافظ على هذا الأمر أهل الفتح!
فكان الإمام علي ؤضى الله عنه وكرم الله وجهه لا يذهب لمناجاة النبي صلى الله عليه وسلم
إلا إذا قدم الصدقة، ويقول: قال الله:
(فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)
(42-المجادلة)
لكن الذي معه لا بد أن يقدم:
(وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا)
ثم بعد ذلك لا ترى نفسك أنك أنفقت كثيراً
(وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ)
من التقصير في الإنفاق ومن عدم بلوغ المراد في الإنفاق
(إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)
(20- المزمل)
فإياك أن تقل أنا عملت وأنفقت فإنك لن تبلغ ما بلغ الأولون، ولا بعض ما بلغه الموفقون من الآخرين،
لأن الله عزَّ وجلَّ تولاهم بولايته وجعلهم بعنايته في كل وقت وحين.
(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ)
ونزه الله عزَّ وجلَّ عن الزمان والمكان !!
واحضر بروحك بين يدى الرحمن لتفقه سر الكلام من المتكلم به!
فإن القرآن لم ينـزل كله في رمضان ....
ولكن كما قال الإمام أبو العزائم رضى الله عنه:
هيكـل المختـار ليـل جامع ***** كل أنواع الملائك والعبــاد
(إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ. وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ. لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ)
(1 : 3 - القدر)
(فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ)
(185البقرة)
**********
يتبع إن شاء الله
| |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة الأحد يوليو 29, 2012 12:33 am | |
| تابع: مراقى الصائمين
**********
باب القرب
*******
ولذلك قال الله له صلى الله عليه وسلم ...
وقال لنا أجمعين في شأن حبيبه صلوات ربي وتسليماته عليه ...
قال لنا - وأعيرونى أفهامكم:
(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)
(186البقرة)
(وَإِذَا) للقـِلَّة ... يعنى قليلاً ما يحدث هذا ..
(سَأَلَكَ): لم يقل: (وإذا سألني) أو (وإذا سأل)، ولكن قال: (وَإِذَا سَأَلَكَ)...
فلا بد أن يكون السؤال له صلى الله عليه وسلم :
(وَإِذَا سَأَلَكَ)
مَنْ؟ ..من الذى يسألك؟ (عِبَادِي) ..
عمَن سألوك؟ (عَنِّي)
فالذين يسألون عن الجنة كثير، والذين يسألون عن التشريعات كثير:
(يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ)
( 219 - البقرة) ..
(وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ)
(222- البقرة) ...
(يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ)
(215البقرة) ...
كل هذه تشريعات ... يسأل عنها الكثيرون ؟؟؟
لكن الذي يسأل عن الله قلَّة قليلة هم المصطفون من خلق الله:
(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ)
قريب! ... أين؟ ... عنده صلى الله عليه وسلم ... لأن الله عزَّ وجلَّ قال لحبيبه:
(وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا)
(64النساء)
بمعاني التواب ومعاني الرحمة متجلِّياً فيها علي حضرة الرسول صلى الله عليه وسلم.
(أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ) .. صلى الله عليه وسلم... (إِذَا دَعَانِ)
قَرَّب الله لنا المسافة ويسَّر لنا الأمر،
وأعلمنا أن الدعوة المستجابة فوراً من الله هي دعوة حبيب الله ومصطفاه ...!
فمن أراد طلباً محقَّقاً، ودعاء ورجاءاً يقع لا محالة،
فعليه أن يتوجه إلي رسول الله ويسأله ليسأل له مولاه، فإنه إذا سأله صلى الله عليه وسلم:
(وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى)
(5- الضحى)
فإن الله وعده أن يعطيه في كل سؤال حتى يرضى:
(فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)
(186- البقرة)
************* يتبع إن شاء الله
| |
|
| |
أسماء عضوفعال
| |
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة الثلاثاء يوليو 31, 2012 1:15 am | |
| تقبل الله منا ومنكم، وجعلنا فى هذا الشهر الكريم من عتقائه من النار ومن عباده المقبولين.
شكراً على مروركم الكريم | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة الثلاثاء يوليو 31, 2012 1:19 am | |
| صيام العارفين وإكراماتهم
**************** (هذا الدرس كان بمقر الجمعية العامة للدعوة إلى الله بالمعادي مساء الخميس 24 شعبان 1431هـ الموافق 5 أغسطس 2010م)
********************************
إكرامات الصالحين
****************
إذا واظب الإنسان على صيام جوارحه عن المعاصي، وأقامها في الطاعات
يمن الله عزَّ وجلَّ عليه بما منَّ به على عباد الله الصالحين، وأولياءه المقربين،
فإن كرامات الصالحين كلها تقع على هذه الجوارح التي ذكرناها
وسنتناول بعضاً منها ...
******
يتبع إن شاء الكريم تعالى | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة الثلاثاء يوليو 31, 2012 1:29 am | |
| تابع: صيام العارفين وإكراماتهم
^^^^^^^^^^^^^^^^^^
إكرامات العين
*******************
- إما أن يُكرمه الله عزَّ وجلَّ بكرامات تظهر على العين، فيرى ما لا يراه الناظرون:
يرى الملكوت الأعلى وما فيه من ملائكة ومقربين، وأنواع المسبحين والذاكرين والمهللين إلى رب العالمين.
- وإما أن يكرمه الله عزَّ وجلَّ برؤية العرش وحملته.
- وإما أن يكرمه الله عزَّ وجلَّ برؤية اللوح المحفوظ، ويكشف له ما فيه مما حفظه من الرموز والغيوب،
فيطلع على اللوح المحفوظ بعين في السريرة ونور في البصيرة،
لأنه عفَّ عينه، ففتح الله عزَّ وجلَّ عين بصيرته.
- وإما أن يكرمه الله عزَّ وجلَّ بأن يرى حقائق فيمن حوله، ويتحقق فيه قول النبي المختار
صلى الله عليه وسلم:
{ اتَّقُوا فِرَاسَةَ المؤْمِنِ، فإِنَّهُ يَنْظُرُ بِنُورِ الله، ثُمَّ قَرَأَ: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ) }
(سنن الترمذي عن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضى الله عنه)
فيرى ما أخفاه الإنسان في صدره، أو ما صنعه الإنسان بجارحة من جوارحه،
فهذا عثمان بن عفان رضى الله عنه يجلس في مجلس الخلافة،
ويرى ما صنعته عين إنسان من أصحاب حضرة النبي عند دخوله عليه!!
وقال له منبئاً عن ذلك:
{ ما بال أحدكم يدخل علىَّ وفي عينيه أثر الزنا – رأى ما صنعته العين –
قال: أوَحْى بعد رسول الله يا أمير المؤمنين؟ قال: لا، ولكنها فراسة المؤمن }
(طبقات الشافعية الكبرى)
فأصحاب الفراسة يرون على الجوارح ما صنعته وما فعلته.
- وقد يكرمه الله عزَّ وجلَّ فيرى خصائص الأشياء التي استودعها الله عزَّ وجلَّ في الأشياء العالية والدانية،
فلا ينظر إلى أى حجر أو نبات أوزهر أو غيره إلا ويرى فيه بنور ربه عزَّ وجلَّ
وخصائصه التي استودعها الله عزَّ وجلَّ فيه.
قال سيدنا أبو ذر رضى الله عنه:
{ لَقَدْ تَرَكَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَا مِنْ طَائِرٍ يُقَلِّبُ جَنَاحَيْهِ فِي السَّمَاءِ إِلا وَهُوَ يُذَكِّرُنَا مِنْهُ عِلْمًاً }
(رواه ابن عساكر ورواه الامام أحمد بلفظ :
«لقد تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم وما يتقلب في السماء طائر إلا ذكرنا منه علماً»)
وكان سيدى على الخواص رضى الله عنه إذا نظر في المحبرة يخبر عن كل كلمة ستكتب بهذا الحبر
حتى ينتهي من المحبرة قبل أن يُكتب به!!
وكان إذا ذهب إلى المغطس (بِركة كانت في المساجد يغتسل فيها الناس من الجنابات)-
ينظر إليه ويعرف جنابات من اغتسل فيه، ويقول هذه جنابة فلان، وهذه جنابة فلان!!
بالنور الذي قال فيه الرحمن:
(أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ)
(122- الأنعام)
غير النور الذي يجعله الله عزَّ وجلَّ في الآخرة، ... فإن الله يجعل له نوراً يقول فيه الله عزَّ وجلَّ:
(إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ)
(الحجر)
الذين ينظرون إلى سيما الآخرين بالنور الذي وضعه الله عزَّ وجلَّ في قلوبهم،
لأنهم غضوا الأبصار ولم ينظروا بها إلا إلى ما يحبه العزيز الغفار عزَّ وجلَّ.
**********
يتبع إن شاء الله نعالى | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة الأربعاء أغسطس 01, 2012 7:44 am | |
| تـابع: صيام العارفين وإكراماتهم
****************
إكرامات اللسان
**********
وقد يكرمه الله عزَّ وجلَّ بكرامات اللسان، فيُنزل على قلبه البيان الذي يقول فيه بالقرآن:
(آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا) (الكهف)
- فينطق بالعلوم الوهبية الغيبية، وينطق بالحقائق القرآنية، أو يخاطب بلسانه الحقائق العلوية،
أو يخاطب بلسانه الحقائق الأرضية الكونية، وتستجيب له وتُنفذ مراده.
- وقد يعطيه الله بلسانه كن فيكون، إذا قال هذا اللسان كن لأى شيء فإنه يكون،
لأن الله عزَّ وجلَّ تنزَّل له بذلك، وأعطاه ذلك بعد أن أهَّله لذلك،
لأنه صان هذا اللسان عن كل كلام يُغضب حضرة الرحمن عزَّ وجلَّ.
- وقد يُطوي الله عزَّ وجلَّ لهذا اللسان المسافات والجهات،
كما فعل مع عمر عندما وقف على المنبر وخاطب سارية في بلاد فارس، وقال بلسانه:
{ يا سارية الجبل } (ذكره البيهقي في الدلائل، والإصابة في تمييز الصحابة)
وسمع سارية الصوت وفقه مراده من النداء!! وهذا أعجب، وردَّ وقال: { لبيك يا أمير المؤمنين }.
- وقد يجعل الله عزَّ وجلَّ هذا اللسان مجاباً في أى دعاء يطلبه من حضرة الرحمن عزَّ وجلَّ،
فلا يرد الله عزَّ وجلَّ له طلب، وكل طلب يطلبه يحققه الله، ويُدخله في قوله جل في علاه:
(لَهُم مَّا يَشَاءونَ عِندَ رَبِّهِمْ) (34- الزمر)
*****************
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة الأربعاء أغسطس 01, 2012 7:47 am | |
| تابع: صيام العارفين وإكراماتهم ***************
إكرامات اليد
**********
وقد يعطيه الله عزَّ وجلَّ كرامات اليد:
- فلا تلمس مريضاً إلا شفته، ولا سقيماً إلا أبرأته، وراثة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
- ولا تلمس طعاماً إلا باركته، إذا وضع يده في طعام فإن البركة توضع في هذا الطعام
حتى يكفي الفئة الكثيرة من الأنام.
- وقد يجعل الله هذه اليد في قوة قول الله:
{ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا } (صحيح البخاري عن أبي هريرة رضى الله عنه)
كَيَد موسى عندما وكز المصرى كما قال الله:
(فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ) (15-القصص).
***********
إكرامات القدم
***************
وقد يكرمه الله عزَّ وجلَّ بكرامات الرِجْل:فيطوي له الأرض، أو يمشي في الهواء، أو يمشي على الماء،
وكل ذلك بهذه القدم العصماء التي لا تمشى إلا في طاعة خالق الأرض والسماء عزَّ وجلَّ.
وكم في أخبار الصالحين في هذا الباب ما لا يُعد ولا يُحصى إكراماً من الله
لأنهم صانوا هذه الأعضاء واستخدموها فيما يُرضى الله عزَّ وجلَّ.
**************** يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة الأربعاء أغسطس 01, 2012 7:50 am | |
| تابع: صيام العارفين وإكراماتهم
****************
إكرامات البطن
**********
وقد يكرمه الله عزَّ وجلَّ بكرامات البطن:
فلا يرى أو ينظر أو تمتد يده إلى طعام فيه شبهة أو حرام إلا وتصدر إشارة منبهة من البطن
إلى عضو مناولة الطعام وهو اليد، فيعلم أن هذا الطعام فيه شبهة أو حرام، فيمتنع عن أكله،
ويحفظه الله بحفظه، لأن الله عزَّ وجلَّ خير حافظاً وهو أرحم الراحمين.
الإمام المحاسبي رضى الله عنه كان إذا امتدت يده إلى طعام فيه شبهة أو حرام يضرب عِرق في يده،
فيعلم أن الطعام فيه شبهة فيمتنع عن تناوله!!،
ولما امتحن قوم سيدي أبو العباس المرسي رضى الله عنه، وجاءوا له بدجاجة خنقوها ولم يذبحوها،
وسووها ووضعوها أمامه، فنظر إليها ثم انتفض وقام وقال:
{ إن كان الحارث المحاسبي له عرق ينفض فأنا كلي عروق تنفض، هذه الدجاجة مخنوقة!! }
علامات توسمات يعطيها الله عزَّ وجلَّ للصالحين الذين حفظوا بطونهم عن الحرام والشبهات والآثام،
ولم يدخلوا فيها إلا الطعام الذي يرضي الملك العلام عزَّ وجلَّ،
وعملوا فيها بمنهج المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم السلام،
فلم يملؤها حتى من طعام حلال، ولم يُعطوا النفس كل ما تتمناه من شهوات ورغبات ...
وإنما كان يقول الواحد منهم لنفسه، مكرراً قول حبيبه:
{مَامَلأَ آدمِيٌ وِعَاءً شَرَّا مِنْ بَطْنٍ، بِحَسْبِ ابنِ آدَمَ أُكُلاَتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ،
فإِنْ كَانَ لاَ مَحَالَةَ فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ وَثُلْثٌ لِنَفَسِهِ } (سنن الترمذي عن مِقْدَامِ بنِ مَعْدِ يكَرِبَ رضى الله عنه)
******************
يتبع إن شاء الكريم | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة الأربعاء أغسطس 01, 2012 7:52 am | |
| تابع : صيام العارفين وإكراماتهم
****************
إكرامات القلب
***********
وقد يكرمه الله عزَّ وجلَّ بإكرامات القلب:
فيكون هذا القلب له إطلالة علوية على الأحوال الربانية التي لا يطلع عليها الملائكة الكرام،
ولا أهل عالين، ولا أهل عليين، لأن الله عزَّ وجلَّ أكرمه بوراثة سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم.
وقد يكرمه الله عزَّ وجلَّ بالإلهام.
وقد يكرمه الله عزَّ وجلَّ بالسكينة تتنزل عليه على الدوام،
وقد يكرمه الله عزَّ وجلَّ بالطمأنينة لذكر الله الذي لا يتحرك القلب إلا به وبه الحياة.
وقد يكرمه الله عزَّ وجلَّ فيفتح له كنوز الحكمة في قلبه،
وقد يكرمه الله عزَّ وجلَّ فيُفرغ له من أسراره التي لا يُطلع عليها إلا خواص عباده.
وقد يكرمه الله عزَّ وجلَّ فيجعل في قلبه ما قال في شأنه سيدي أبو اليزيد البسطامي رضى الله عنه وأرضاه:
{ العرش وما يحويه سبعمائة ألف مرة لا يملأ زاوية واحدة من زوايا قلب العارف }.
ويكفي أن تعرف في وسعة هذا القلب قول الله تعالى في الأثر المروي عن حضرته:
{ مَا وَسِعَنِي سَمَائِي وَلاَ أَرْضِي، وَلكِنْ وَسِعَنِي قَلْبُ عَبْدِي المـُؤْمِن } (الدرر المنتثرة - وأَخرج الإِمام أَحمد في (الزُّهد) عن وهب بن منبّه: أن الله تعالى قال:
" إِنَّ السَّمواتِ والأَرْضَ ضَعُفْنَ عَنْ أَنْ يَسَعْنَني، وَوَسِعَنِي قَلْبُ عَبْدِي المُؤْمِنِ الوَادِعِ اللَّيِّنِ")
إذاً قلب العبد المؤمن أوسع من السموات والأراضين ومن فيهن
بما فيه من ألطاف إلهية خفية، وعلوم ربانية، وأسرار ذاتية
لا نستطيع الإباحة بها في هذه المجالس الدنيوية، وإنما تستطيع أن تتذوقها إذا ترقيت إلى هذا المقام،
وخصك الله بهذا العطاء إكراماً من المصطفى صلى الله عليه وسلم.
*********** يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة الأربعاء أغسطس 01, 2012 7:55 am | |
| تابع : صيام العارفين وإكراماتهم
****************
إكرامات الفرج
***********
قد يكرمه الله عزَّ وجلَّ إذا حفظ فرجه إلا عن زوجه وأهله:
فيجعل الله عزَّ وجلَّ له أولاداً من قلبه، وأبناءاً من روحه،
كان يقول فيهم سيدي أحمد البدوي رضى الله عنه مخاطباً أحبابهيا ولد قلبي)
فيجعل الله عزَّ وجلَّ له من الولدان المخلدين ما لا يُعد ولا يُحد،
وهم امتداد له في الدنيا، ورفقاء له في الدار الآخرة، وزيادة خير عظيم له يوم لقاء الله.
نسأل الله عزَّ وجلَّ أن يكرمنا ببعض هذا الإكرام، وأن يتعطف علينا ببعض هذا الإنعام،
وأن يجعلنا من المُصطفين الأخيار.
****************
يتبع إن شاء الكريم تعالى | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة الأربعاء أغسطس 01, 2012 7:58 am | |
| من المضنون في الصيام
*************
أسرار الصيام
من أقوال الصالحــين
**********
قال الأمام أبو العزائم رضى الله عنه ملمعاً لبعض أسرار الصيام
الصيام : هو الفريضة التي هي ترك في الحقيقة،
وهو العمل الروحاني الذي يصير الإنسان فيه كالملائكة الروحانين،
لتركه ضروريات الحياة الجسمانيه ولوازم النفس الحيوانيه.
وهو رمز يشير إلى أن الإنسان حيوان ومَلَك.
فهو بقوته الحيوانية يعمل أعمال البهائم، وبقوته المـَلَكية يعرف الله ويعبده ويتشبه بسكان ملكوته الأعلى،
فيترك لوازم قواه الحيوانية بالصوم، ليتذكر قوته المـَلَكيه، ولتطهر نفسه من كثافة الأعمال الحيوانية.
فإن النفس يقوى طمعها، وميلها إلى الحرص والأمل، والحماقة والخيانة، وبغض بني نوعها
كلما توسعت في كل ما يقوي الحيوانية،
ويكون الإنسان بذلك بعيداً عن رتبة الإنسانية قريباً من الأنعام لتشبهه بها.
فإذا قلَّل من ضروريات حياته الحيوانية، وتشبه بحياته المـَلَكية من الصوم والنفقة
كان أشبه بالملائكة منه بالحيوان،
وكان الصيام تزكية لنفسه، وشفاءاً لها من أمراضها، وصفاءاً لجوهرها،
حتى تتكمل بكمالها الحقيقى الذي تكون به
(في مقعد صدق عند مليك مقتدر تخدمها الملائكة).
فالصوم عبادة من حيث أنه فرضٌ فرضه الله، وشفاءٌ من حيث أنه يردُّ للنَّفْسِ صحتها،
وتزكيةً من حيث أنه جلاء للنفس من التطرف عن الجادة الوسطى التي هى الفضيلة،
وبه تُجمَّل النفس بالرحمة، والصلة، والبرِّ، والإحسان، والتواضع،
فيكون الصائم عبداً عاملاً لله بتركه الأكل والشرب وملامسة النساء مما أباحه الله له في غير رمضان،
فيكون متجملاً بجمال الروحانيين،
ومتخلقاً بأخلاق الله من الرحمة والعفَّة، والإحسان والود والشفقة،
ومجاهداً نفسه في ذات الله بحبسها عن شهواتها،
ليتأهل لملكوت الله، وينعَّم بالنظر إلى وجهه سبحانه .. فما أيسر ما ترك، وما أعظم ما نال !!!!!
*************
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة الأربعاء أغسطس 01, 2012 7:59 am | |
| تابع: من أقوال الصالحين
***************
يقول الشيخ عبد الباسط القاضي مبيناً حكمة أحكام الصيام في كتابه: (حكمة أحكام الدين)
الصيام معناه اللفظي الترك. ومعناه الشرعي الإمساك عن الطعام والشراب،
وقد أثبت القرآن هذا المعنى في محكم آياته، قال تعالى في ترك مريم للكلام:
(إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا) (26- مريم)
وقال تعالى في معنى الإمساك:
(وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ) (187- البقرة)
فكل ماتركته وأمسكت عنه زماناً أو مكاناً أوكلاماً يسميه أهل العلم صياماً.
وحيث أن الصيام أساسه الترك والإمساك، فليس له نهاية في المعنى.
فللجسم صوم، وللسان وللعين وللأذن صوم، وللخيال وللوهم وللفكر صوم،
وللعقل وللروح وللقلب صوم، وللسر وللغيب صوم ، وللخفا وللأخفا صوم،
ولأنواع النفوس الإنسانية صوم، ولنفخة القُدُس صوم،
وللفارِّين إلى الله صوم لا ينتهى أبداً.
وكل حقيقة، أو حالة، أو درجة، أو مقام، أو خُلُقاً،
إذا تركته وانتقلت إلى غيره يسمى ذلك صياماً.
والحقائق والمراتب والمقامات والمواهب لا انتهاء لها، والترك والسير والفرار لله لاينقضي.
وكذلك الصوم عن العلم والعمل، والعبادة والقناعة، والتعفف والزهادة،
والصوم عن جميع الطاعات فهو ترك الإعتماد على شيء منها،
فلا يقول العالم علمي يرفعني، أو العابد عبادتي تنفعني، أو أعمالي الصالحة تقربني،
فإن ذلك شرك خفي، وتوكل على غير الله.
والعارف بربِّه يصوم ويترك الإعتماد إلاَّ على ربِّه،
فيتعلَّم ويعلِّم، ويعبد ويزهد، ولا يجعل لله كُفُواً أحد،
ويرى أن هذه نعم من الله عليه
******************* يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة الأربعاء أغسطس 01, 2012 8:01 am | |
| تابع: من أقوال الصالحين
************
صوم الأعضاء الظاهرة
************
فترك الطعام هو إضعاف القوة الجسمانية، لتقوى الحقيقة المعنوية الروحية،
وفيه صحة للجسم وراحة للأعضاء،
وصوم اللسان هو كفُّه عن كل قول سيء لاينفع ، سرَّ قوله صلى الله عليه وسلم:
{ مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ } (أخرجه أحمد في مسنده والبخاري في صحيحه وأبو داود والترمذي وابن ماجه)
لأن اللسان هو بريد المملكة الإنسانية، فكل ما ينطق به يطبع على القلب، ويرسم على النفس.
فحكمة ترك مخالطة الغافلين وعدم مجالستهم هو صونٌ وتصفية للذهن وللعقل،
والبعد عن اللغو واللهو، والاشتغال بالأقوال والأعمال المفيدة، وهو صوم عن المكان،
أى ترك كل مكان يشغل الصائم عن ربِّه، لأن للمكان تأثيراً على الإنسان،
إما يُذكِّر الإنسان بربِّه كالمسجد، أو يذكره بإجرام المجرمين وعصيان العاصين
كالمواخير والحانات وما يشابهها.
وصوم العين والأذن هو تركها لرؤية كل منظر محرَّم ومكروه، أو سماعها لكل قول فاحش قبيح،
لأنهما موصلتان إلى مملكة الخيال، فإن وصَّلتا له قبيحاً قبَّحته، وإن وصَّلتا له حراماً دنَّسته
وهكذا كل الجوارح.
*********** يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة الأربعاء أغسطس 01, 2012 8:03 am | |
| تابع: من أقوال الصالحين
************
صوم القوى المعنوية
*********
وصيام الخيال: هو ترك البحث في الأمور المادية بما لاينفع ولايفيد، لنقائه وقيامه فيما ينفع،
لأن وظيفته فهم واستنباط ما في المباني من منافع للعالم.
وصوم الوهم: هو ترك البحث في المعاني الفاسدة مثل الروايات والقصص
التي لاتنتج صوراً حسنة، ولا تظهر همة عالية.
لأن وظيفة الوهم هو تحصيل ما في المعاني من صور وهيئات،
فإن شغل بعظيم من القول أو الحكمة صوَّر هذه العظمة، وأوجد في الإنسان علو الهمة،
وكم من رجال توهموا سِيَر العظماء فأصبحوا مثلهم في العظمة والإقدام،
وخير ما يشغل الوهم هو شغله بسِيَر الأنبياء والأولياء، لأنهم عظماء البشر وسيرتهم كلها خير.
وصيام الفكر: هو تركه التدبير في الشهوات، ونوال ما فيها من رغبات،
وصفاؤها من أدران السفليات، واشتغاله بما يحيط به من آيات الله.
لأن الفكر سراج نوراني، ووظيفته التدبر والتأمل فيما في هذا الوجود من آيات
تدل علي وجود وعظمة رب هذا الكون، وهو وزير للعقل، ودليل للنفس،
فإن فسد الفكر فسدت مملكة العقل، وخاب في فهم آيات الله المكتوبة على صفحات السماوات والأرض
وصيام العقل: هو عدم الوقوف عند الماديات، وتجاوز الأسباب بعد الأخذ بها،
والصعود منها إلى المصدر الذي يسببها ويدبرها،
فيلاحظ أن ما في الوجود من العوالم لم تقم بالطبيعة ولا بنفسها،
وإنما قامت بحى قيوم هو أقرب لها منها،
فينتقل من ظلمة الكون إلى نور المكون،
وينفذ من أقطار السموات والأرض إلى فسيح أنوار الآيات،
ومنها إلى جنة التجليات
**************
يتبع إن شاء الله تعالى | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة الأربعاء أغسطس 01, 2012 8:12 am | |
| تابع: من أقوال الصالحين
************
صيام النفوس
*******
وأما صيام النفوس: فلا تحيط به العبارة ولا الأفكار،
فصوم النفس الجمادية تركها للكسل المخل بحكمة العمل الذي قال فيه في الكتاب المكنون:
(وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) (105- التوبة)
وصوم النفس النباتية: فإننا نرى الإنسان مشغول بتنمية جسمه، واقف عند نحافته أو غلظة بدنه،
كالبستاني الذي يشغل جميع وقته في إصلاح نباته، وقد أضاع كثيراً مما عليه من واجبات.
فحكمة صوم النفس النباتية هو تركها لأعمال المترفين، واتباع سُنَّة رسول الله، وهي الوسط
لتقوم لله خير قيام بوظيفتها التي خُلقت لها.
وصيام النفس الحيوانية: هو ترك كل الصفات الحيوانية مثل الطمع والجشع والشره
والحرص على المتاع الفاني.
فإنك ترى الإنسان حال غضبه تظهر فيه جميع خصال الحيوانات، فيضرب برأسه مثل البقر والضأن،
ويرفس برجله مثل الحمار والفرس الجامحة، وغير ذلك من المعاني الحيوانية.
وحكمة صومها أن تطهر من الصفات الحيوانية السفلية، حتى تصلح إلى المقامات العلية.
وصيام النفس الشهوانية: هو ترك الإنهماك في الملذات، والعكوف على الشهوات
من النساء والبنين والأموال والمباني والضياع،
فإن النفس الشهوانية إذا لم تصم عن حظها وهواها، ولم تطع خالقها تنحط إلى أسفل الدركات،
وتضيع حياتها الغالية سدى.
وحكمة صيامها علو مقامها، وحفظ شرفها، ونوال الشهوات الباقية، والملذات الدائمة عند العليم الحكيم
في جنات تجري من تحتها الأنهار.
وصيام النفس السبعية الوحشية: هو ترك الإعتداء على المال والنفس، وترك البطش بالضعفاء،
والإفتراء على الأتقياء، والفتك بالأجسام البريئة، فالإعتداء له حدود وقصاص.
وحكمة صيامها هو رقيها من درجة الوحشية إلى درجة النفوس الرحمانية، حتى تستعمل قوتها وجرأتها
وشدتها في صلاح العالم، فتطهر الأرض والبلاد من الظالمين، وتردُّ المعتدين،
وترفع شأن العدل بين العالمين كما فعل رسول الله وأصحابه من بعده،
فالقوة السبعية تكون نعمة ورحمة إذا صامت عن الإثم والعدوان، وتعاونت على البر والتقوى.
وصوم النفس الشيطانية: هو ترك الخبث والخبائث وكل شر، والبعد عن الكيد والمكر والخداع،
والصيام عن ذلك بعد معرفته وعدم استعماله إلا لدفع كيد الكائدين ومكر الماكرين ونفاق المنافقين،
فتكون تلك الصفات مقصورة للدفاع لا للإنتفاع، كما كان يقول سيدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم:
{ الْحَرْبُ خَدْعَةٌ }
(الصحيحين البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضى الله عنه)
وحكمة صيام النفس الشيطانية: هى تركها لأعمال الشر، وترك الغرور والكبر والغل والحسد
وكل الصفات الشيطانية حتى تترقى إلى أعلى الصفات الملكية
فإنها إذا صامت عن صفات الشياطين سادت على الملائكة.
وصيام النفس المـَلَكية: هو عدم الاغترار بمداومة التسبيح والتقديس، لأن النفس الملكية لا تنجو إلا إذا
فنت وتجردت عن عباداتها، فتركها وعدم رؤيتها لتسبيحها وتقديسها دلالة رقيُّها،
وهي التي قالت قبل صومها حال اللبس والشك:
(وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ) (30 - البقرة)
وحكمة صيامها : رقيها عن مقامها، ورفعها عن شهودها لأعمالها بنفسها،
فتدخل حصن التوحيد الخالص، حتى تشهد سر الأسماء والصفات في مظهرها،
وتشرب من رحيق صافى شراب ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) فتتحق بالواحدية،
وترى آثار الوحدانية، فتعمل جميع الأعمال له، ولا تُحجب بها عنه سبحانه.
وأما النفس اللوامة : فهى نعمة ورحمة، أو نقمة وبلية،
فبها التقريع والتشنيع والملام، وبها النقد والنصح،
فإن صامت عن تقريعها وتشنيعها وملامها لغيرها، وصوبته نحو نفسها، زكت وفازت ونالت الفلاح،
وإن شُغلت بالإعراض والإعتراض بُليت بالمفاسد وهلكت مع الهالكين.
فكم من نفوس في هذا البلاء وليس لها عمل إلا الذم والإعتراض على عباد الله،
وكم من لائمين على الصالحين والأولياء ومنتقدين للعلماء، وهم في لومهم وفي أنفسهم أشر من الشر.
فالنفس اللوامة شأنها عظيم، وقد أقسم الله بها سبحانه في كتابه.
وحكمة صيامها: تركها وفرارها مما يضرها من الملام إلى ما ينفعها من الحكمة لترقى من الإنحطاط،
وتسعى في سبيل الإصلاح النافع لها ولغيرها،
وهنا تنتقل من دائرة الأخلاق الفاسدة إلى أنوار الحكمة، فتصبح داعية لله على بصيرة.
وصيام النفس الأمارة بالسوء يحتاج إلى شرح طويل، لأن سبيل السيئات هو عكس سبيل الحسنات،
وسبيل الحسنات ليس له نهاية، فكذلك سبيل السيئات،
وكل نفس سيئة في الوجود إذا لم يتداركها الله بالرحمة والفضل كانت خطراً ووبالاً على الإنسانية.
قال تعالى وهو بجميع النفوس عليم:
(إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ)
(53- يوسف)
وصيام النفس الأمارة بالسوء هو ترك الإصرار على السيئات، فلا تكمن السوء ولا تصر عليه،
ولا تطغى على إنسان ولا تضره، ولا تبتغي الفساد في الأرض،
وأن تلتزم بحدود الدين وتعاليمه استعداداً ليوم الحساب.
وحكمة صيامها: رقيها عن عمل السوء وفحش الوساوس إلى نوال أرقى الدرجات،
لأنها إذا ترقت من صفات السوء رقت إلى أعلى مقامات الصديقية.
وأما النفس المطمئنة : فهي التي سكنت لأمر الله، واطمأنت لطاعته، وداومت على ذكره،
ودخلت فى عباده، وناداها ربها نداء الحنان، وألبسها ثوب الفضل بقوله تعالى:
(يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي)
(30:27 الفجر)
وصيامها ترك ما في الوجود راضية، وسكونها عند حكمة الأحكام مرضية،
وحكمة صومها أن تنعم بمقامات الشهود،
وترقى إلى مقامات العبيد، بالتخلي عن الأكوان، وفرارها إلى جنة المعرفة، وصحبة العارفين من أهل اليقين،
سر قوله تعالى مخبراً عن موسى عليه السلام وفتاه:
(وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا)
(60- الكهف)
وما زالا جادين فى طلبهما حتي وجدا ما طلبا وقصدا:
(فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا)
(65- الكهف)
هذا طلب النفس المطمئنة حين سمعت قوله سبحانه لها:
(فَادْخُلِي فِي عِبَادِي)
(29- الفجر)
وأما النفس القدسية: فعلومها لدنية، وأسرارها خفية، وصيامها مفارقة العلوم، والفرار إلى المعلوم سبحانه.
فهي فوق المقامات قدراً، حالها وعملها وعلمها عجيب وغريب.
لم يصبر معها الكليم سر قوله تعالى على لسان العبد الصالح:
(قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا)
(67- الكهف)
وحكمة صومها: أن ترقى إليه سبحانه لا ترى ولا تشهد إلا وجه الله، ولا تفعل إلا بأمره:
(وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي)
(82- الكهف)
ولا تنطق إلا عنه، ولا ترى إلا به، سر قوله سبحانه فى الحديث القدسي:
{ ولا يَزَالُ عَبْدي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ،
كنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا
فَإِنْ سَأَلَنِي عَبْدِي أعْطَيْتُهُ، وَإِنِ اسْتَعَاذَنِي أَعَذْتُهُ}
(أخرجة أحمد والحاكم وأبو يعلي والطبراني وأبو نعيم وابن عساكر عن عائشة رضى الله عنها)
وأهل النفوس القدسية: هم أهل الفرار إلى الذات الأحدية، فهم طلابها، وصيامهم بحولها وقوتها،
وهم لا يرون إلا أنوارها رؤية نزاهة وقداسة.
الحيرة في الله تغمرهم، والخوف منه يزعجهم، والرجاء دوماً يُطمئن قلوبهم،
فهم من الله يرهبون، وإليه يرغبون، لا يقرُّ بهم قرار، ولا يشهدون لهم وجوداً،
وبينما تراهم في محق وفناء، فإذا بك تراهم مع الخلق في منازل الحق،
لا يعرفهم إلا الله، ولا يعلم مقصودهم إلا من علَّمه الله.
*********************** يتبع إن شاء الله تعالى | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة الأربعاء أغسطس 01, 2012 8:13 am | |
| تابع: من أقوال الصالحين
*************
الصيام وما أدراك ما الصيام
ترك بعد ترك .... بدايته ترك الملك وما فيه ... ثم ترك الملكوت وما حوى ...
ثم ترك المقامات العلية ...ثم ترك الوجود كله عاليه ودانيه ...
ثم ترك التارك لنفسه، ثم ترك الترك ...
وبعد ذلك يكون المقصود هو الله.
هذا هو المراد من شرع الصيام،
فسبحان الحكيم العليم، وجَّه عباده لحضرته برموز خفية في ظاهرها، ظاهرة في باطنها،
لا يدري أسرارها إلا أهل الحكمة الذين جعلهم لعباده رحمة ودلالة.
نسأل الله أن يهدينا سواء السبيل ..
وصلَّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
*********************
يتبع إن شاء الله نعالى | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة الجمعة أغسطس 17, 2012 11:41 pm | |
| حقيقة العيد
*******
(هذا الدرس كان بمقر الجمعية العامة للدعوة إلى الله بالمعادي مساء الخميس 3 من شوال 1432 هـ1/9/2011م)
*************************
نصيحة فى صيام الست من شوال
عيد الفطر مدته ثلاثة أيام،
ولذلك كان بعض الصالحين لا يبدأ في صيام الست من شهر شوال إلا بعد أن تنتهي أيام العيد،
وبعضهم كان العيد في عُرْفه يوم واحد فيبدأ الصيام من ثاني يوم من أيام العيد.
وأنا في الحقية قرأت في مجلة المدينة المنورة التي كان يُصدرها الإمام أبو العزائم رضى الله عنه وأرضاه،
أنه رضى الله عنه كان يؤجل صيام شوال إلي حين الإنتهاء من أيام العيد الثلاثة، ويقول:
(لا يحق لمسلم أن يزور مسلماً وهو صائم - لا بد أن يترك له فرصة لإكرامه -
ولا يستحسن لمفطر أن يزور صائماً - - فربما لم يُجهز بعد شرابه وطعامه، لأنه يُجهز لوقت الإفطار،
وما دام الله جعل العيد فسحة للمسلمين أجمعين فعلينا أن نفرح بالعيد ونشارك المسلمين في فرحهم في أيام
العيد الثلاثة، ثم بعد ذلك نصوم).
غير أني أقول:
كل هذه الأقوال من باب المستحبات، وليس من باب الإلزام،
لأننا لو سمعنا أقوالاً نسارع فوراً إلي تبني قولاً والتعصب له،
اعط نفسك ولغيرك فسحة في تقبل الأقوال،
فكل قول ليس في كتاب الله، أو في سنة حبيبه ومصطفاه واضحاً وضوح الشمس
فللأئمة الكرام اجتهادهم في هذا الباب،
واجتهادهم مادام بنية صالحة لله عزَّ وجلَّ يدخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم:
{إذا حكمَ الحاكمُ فاجتهدَ ثم أصابَ فله أجران، وإذا حكمَ فاجتهدَ ثم أخطأ فله أجر}
(صحيح البخاري عن عمرو بن العاص رضى الله عنه)
***************** يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة الجمعة أغسطس 17, 2012 11:45 pm | |
| معنى العيد
**********
وكلمة العيد تعني الإعادة، وتعني التجديد.
والإعادة أن يعود الإنسان لحاله الأول الذي خلقه عليه الأول عزَّ وجلَّ،
فقد خلق الله عزَّ وجلَّ الإنسان في أحسن تقويم، في مواجهات لحضرة الله،
وفي مكاشفات في ملكوت الله، وفي مؤانسات مع ملائكة الله، وفي صفاء ونقاء مع جميع خلق الله
ويظل الطفل في هذه المشاهد العالية حتى تنزل عليه ستارة الحواس،
أي أنه طالما لم يتحقق الطفل بصورة من حوله فهو في هذه المشاهد،
وأول ما يتبين الطفل ويعرف أين أمه وأين أباه، ويعرف من حوله،
أى نزلت ستارة الحواس، العين والأذن وغيرها،
تنتهي أحواله العلية!! ولا ينالها بعد ذلك إلا بالمجاهدات القرآنية،
وتزكية النفس على منهج خير البرية صلى الله عليه وسلم.
****************
يتبع إن شاء الله تعالى | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة الجمعة أغسطس 17, 2012 11:48 pm | |
| رمضان تجديد للجسم وصلاح للقلب
*********************
والله عزَّ وجلَّ يُحبنا معشر المسلمين، يُحب أمة الحبيب إكراماً للحبيب صلى الله عليه وسلم،
فجعل الله عزَّ وجلَّ شهر رمضان – تستطيع أن تسميها باللغة الدارجة – عَمْرة شاملة كاملة للإنسان:
- عَمْرة للجسد تُصلح كل أعضاء الجسد بالصيام عن الشراب والطعام والنكاح، تصلح المعدة والأمعاء
وكل الأجهزة،
- وتصلح النفس بتهذيبها وتصفيتها وترقيتها وتخليصها من حجابها ورجوعها إلى صفاءها الأول،
حتى يكون الإنسان بعد هذه العَمرة النفسية داخلاً في قول رب البرية:
(وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ)
(47- الحجر)
- وعَمرة شاملة للقلب تُزيل منه الأحقاد والأحساد والغل والبغض والكره والأثرة والأنانية،
وتجعله كما هو دأبه مملوءاً بحب الله وحب حبيبه ومصطفاه، وموالاة أولياء الله،
والتقرب إلى الله عزَّ وجلَّ بما يُحبه ويرضاه من النوافل والقربات والعبادات،
والتحبب إلى خلق الله بمعاملتهم بالأخلاق الكريمة التي خلَّقه بها مولاه،
فيكون في حال – كما ورد في الأثر:
{إن الله يُحب من خَلْقه من كان على خُلُقه}
ولمـَّا كانت السيارة لا تستطيع أن تمشي في الظلمات إلا إذا كانت أنوارها في أكمل الحالات،
فكذاك الإنسان لا يستطيع أن يمشي في ظلمات الشبهات والشهوات والمفسدات وطغيان الماديات والأهواء
إلا إذا كانت أنواره الربانية التي خصَّه بها الله عزَّ وجلَّ على أكمل وجه،
فتُنير له الطريق، وتجعله يسير سير أهل التحقيق، ويكون داخلاً في قول الله عزَّ وجلَّ:
(أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ)
(122- الأنعام)
***********
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة الجمعة أغسطس 17, 2012 11:50 pm | |
| العودة إلى الجمال الأول
***************
فإذا صلح الجسد، وصلحت النفس، وصلح القلب، وصلحت الروح
هبَّ على هيكل الإنسان وحقائق الإنسان نفخة روحانية من الحنان المنان،
تُعيده إلى مشاهد الإيقان التي شهدها قبل وجوده في هذه الحياة،
فيُعاد إلى يوم (ألست بربكم) ويعيش فيه، ويحيا فيه، وينظر إلى ما درى وما جرى فيه،
ويسمع ويرى - عياناً وكفاحاً - ميثاق الله عزَّ وجلَّ الذي واثق به الخلق:
(وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ
أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ)
(172- الأعراف)
فالعيد هنا هو الإعادة أو العودة إلى هذه الأحوال العالية.
***************
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة الجمعة أغسطس 17, 2012 11:54 pm | |
| أنواع الناس في العيد
*************
ولذلك فالناس في العيد أنواع علي حسب مقامهم وقربهم من الله عزَّ وجلَّ،
ومتابعتهم لحبيبه ومصطفاه صلى الله عليه وسلم:
العـــــــوام
*********
فأما العوام فكأنهم في شهر رمضان محبوسون في سجن،
لأنهم سجنوا أنفسهم من اللهو ومن اللعب ومما شابه ذلك وشاكل ذلك.
ولذلك في يوم العيد يجددون الصخب واللهو واللعب ويظنون أن هذا هو المطلوب،
ويستشهدون بالحديث - على غير وجهه - ويقولون: قال صلى الله عليه وسلم لما وجد الأنصار لهم عيدان:
{ مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ؟ قَالُوا: كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ،
قَالَ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا، يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ النَّحْرِ }
(رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ عن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضى الله عنه، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عَنِ الأَنْصَارِيِّ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ)
والحديث الآخر عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها:
(أَنَّ أَبَا بَكْرٍ دَخَلَ عَلَيْهَا، وَعِنْدَهَا جَارِيَتَانِ فِي أَيَّامِ مِنىً تُغَنِّيَانِ وَتَضْرِبَانِ بالدف، وَرَسُولُ اللّهِ مُسَجًّى بِثَوْبِهِ،
فَانْتَهَرَهُمَا أَبُو بَكْرٍ، فَكَشَفَ رَسُولُ اللّهِ عَنْهُ، وَقَالَ:
دَعْهُنَّ يَا أَبَا بَكْرٍ فَإِنَّهَا أَيَّامُ عِيدٍ، فَتَعْلَمَ يَهُودُ أَنَّ فِي دِينِنَا فُسْحَةً، إِني أُرْسِلْتُ بِحَنِيفِيَّةٍ سَمْحَةٍ )
(رواه أحمد عن عائشةَ رضيَ اللَّهُ عنهَا)
فجعل هذا النوع من الناس الفسحة في اللهو واللعب والطرب،
ولذلك نسمع أنه في أيام العيد تكون أكبر نسبة من المبيعات على مستوى الجمهورية للمسليات والألعاب.
هؤلاء العوام يحتاجون إلى التنبيه من أولي الألباب لكن بالحكمة وفصل الخطاب
لأن عندهم شراسة ويسهل عليهم العداوة والإنقضاض على الفريسة،
ولذلك يجب تنبيههم بالطريقة المحمدية الربانية السديدة السليمة
بالحكمة والموعظة الحسنة التي تؤدي الغرض ولا تُزيد المرض.
لماذا؟
لأن الموعظة فقط ربما تزيد المرض، وتجعله يركبه العناد ويزيد في الفجور،
لكن لا بد من الموعظة الحسنة التي تؤدي الغرض ولا تزيد المرض
وهي الموعظة التي أمر الله بها الناصحين من أهل هذا الدين في كل وقت وحين
نسأل الله عزَّ وجلَّ أن نكون منهم أجمعين.
**************
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة السبت أغسطس 18, 2012 12:00 am | |
| عودة القلب للصفاء
***********
ومن الناس من يعود إلي صفائه الأول الذي كان عليه يوم أن نزل إلى هذه الحياة،
وهذا يُتوج فوراً بتاج ولاية الله عزَّ وجلَّ:
(إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)
(89- الشعراء)
فهو في شهر رمضان يُسلم قلبه من الحظ والهوي والأغراض والعلل والبواعث الدنيوية
والشهوات والحظوظ الجلية والخفية، حتى يكون هذا القلب كما أوجده الله عزَّ وجلَّ،
وكما ملأه بعلومه وأحواله سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فيتفضل الله على هؤلاء بتجديد في أحوالهم، وتغيير في سلوكهم،
وتطوير في رقيهم في بواطنهم إلى حضرة ربهم عزَّ وجلَّ،
وقد قالوا قديماً: ( إن العيد للبس الجديد)
ففهم قوم أن لِبس الجديد هو إبدال الثوب القديم بثوب جديد، وهذا حَسن وسُنَّة،
لأن من سُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الإنسان يلبس في العيد أغلي ما عنده من الثياب -
إن كانت قديمة - أو الثوب الجديد إن رزقه الله عزَّ وجلَّ بثوب جديد
لكن جعل الله عزَّ وجلَّ الأعمال الظاهرة كلها منبهة إلي الأحوال الباطنة
وانتبهوا لهذا المعنى:
فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد طالب أصحابه - ومن بعدهم ونحن منهم إلي يوم الدين -
بلبس الجديد من الثياب في العيد، فبالأحري أن يكون قلب كل إنسان صار جديداً لحضرة الله عزَّ وجلَّ،
وقد قال في ذلك أحد الصالحين رضى الله عنهم وأرضاهم أجمعين:
قالوا غداً العيد ماذا أنت لابسه **** قلت حلة ساق عبده جرعا
فقر وصبر هما ثوبان بينهما **** قلب يري ربه الأعياد والجمعا
القلب له لبسة يقول فيها الله:
(وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ)
(26- الأعراف)
فكما ألبست الجسم جديداً .. ينبغي علىَّ أن أُلبس القلب حالاً ربانياً جديداً من الأحوال التي يحبها الله،
لا من الأحوال التي ينظر إليها خلق الله !!!
نحن في الجسم نلبس ما يُكسبنا أبهة ومنظراً حسناً وشأناً عند الناس، لأن الجسم موضع نظرهم،
حتى أنهم قالوا في أمثالنا:
(كُلْ ما يعجبك والبس ما يعجب الناس)
لكن القلب أُلبسه ما يُعجب الناظر إليه، ومَنْ الناظر إليه؟ الذي قال فيه حضرة النبي:
{ إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ }
(مسند الإمام أحمد عن أبي هريرة)
ماذا ألبس في القلب؟
ألبس فيه حلة الفقر، والفقر ليس معناه الفقر الدنيوي، ولكن معناه الإفتقار،
أي أن يشعر أنه في حاجة مستمرة في كل أنفاسه إلى الله عزَّ وجلَّ،
وهذا اسمه الفقر إلى الله عزَّ وجلَّ، أي أنه محتاج إليه،
وهل هناك أحد لا يحتاج إلى الله في كل نَفَس؟!!
ويُلبسه حلة الزهد في هذه المـُتع الفانية
ويُلبسه حلة الصبر على تنفيذ أوامره وشرعه عزَّ وجلَّ بدون ملل ولا كلل ولا كراهة
لأني لو أديت العمل وبي غضاضة فإن هذا العمل لا يُحبه الله عزَّ وجلَّ ولا يُقبل عليه،
فلا بد أن أؤدي العمل وأنا أحبه.
ويُلبسه ثوب الخشوع، ويلبسه ثوب الإنكسار لله عزَّ وجلَّ،
ويلبسه ثوب الشكر لله على عطاءاته وهباته
يُلبسه ثوباً من هذه الأثواب الغالية العالية التي تضمنتها حقائق القرآن الباقية، الخشية، الخوف ....
فالقرآن ملئ بهذه الأثواب التي يجب أن يتحلى بها المرء في قلبه ليُقبل عليه ربه عزَّ وجلَّ.
**********************
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة السبت أغسطس 18, 2012 12:02 am | |
| تجدد النوايا
********
ويجدد الخاصة في يوم العيد مع ثيابهم نواياهم لربهم عزَّ وجلَّ.
يُجدد النوايا ويُصلح الطوايا، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أنبأنا فقال:
{ إِنَّما الأعْمَالُ بالنِّيات، وإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِىءٍ ما نَوَى }
(صحيح البخاري عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه)
فلا يعمل عملاً صغيراً أو كبيراً إلا ووزنه بميزان الله:
(قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ)
( 162-163 الأنعام)
*************
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة السبت أغسطس 18, 2012 12:09 am | |
| تجدد الرعاية والمراقبة لله
*****************
ومِنَ المـُخلصين - أو إن شئت قلت خاصة الخاصة - من يُجدد رعايته ومراقبته لمقام ربه.
فإن لله عباد يقول فيهم الله:
(إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ)
(128- النحل)
هم مع الله في كل الأحوال
في اليقظة والمنام، في الحل والترحال، في المشي وفي الجلوس، في الأكل والشرب
في أي عمل تجدهم يراقبون الله، ويشعرون أن الله يطلع عليهم ظاهراً وباطناً،
ولا تخفي عليه خافية من أمرهم.
هؤلاء يُجددون في العيد هذه الرعاية لله عزَّ وجلَّ، حتى يتمكنون في هذا المقام،
فيرفعهم الله عزَّ وجلَّ إلى المقام الأعلي، وإلى المقام الأرقي
حيث حضرة النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام.
إذاً مِن الناس:
- من يُجددون ثيابهم.
- ومنهم من يُجددون نواياهم.
- ومنهم من يُجدد رعايته لله.
- ومنهم من يُجدد مراقبته لله.
وتجديد المراقبة: هو مقام أكمل من الرعاية، لأن المراقبة مقام شهود:
{ أنْ تَعْبُدَ اللَّهِ كأَنَّكَ تَراهُ}
هذه مقام المراقبة
{ فإنْ لم تَكُنْ تَراهُ فإِنَّهُ يراك }
هذه مقام الرعاية.
(صحيح البخاري عن أبي هريرة رضى الله عنه)
ومقام الرعاية هو المقام الأعلي في الصالحين والصالحات.
وهؤلاء القوم يقول فيهم القائل رضى الله عنه:
في كل نَفَسٍ لهم نور يواجههم ****** من حضرة الحق ترويحاً وتيقينا
فيُجددون هذه الأحوال العالية مع العيد، ليتمكنوا في أي مكان من مراقبة الله،
ويزيد نموهم في هذا المقام، وقربهم في المتابعة للحبيب المصطفي عليه أفضل الصلاة وأتم السلام.
***********************
يتبع إن شاء الله | |
|
| |
Ahmed Elkady كبار الشخصيات
| موضوع: رد: الصيام: شريعة وحقيقة السبت أغسطس 18, 2012 12:19 am | |
| العيد عند الصالحين
*********
أحوال كثيرة يجددها الصالحون في العيد
ولذلك العيد للصالحين عَوْد حميد إلي مقام جديد من عند الحميد المجيد،
يُلبسهم فيه ويُحلهم فيه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ...
ومَن لم يحدث له هذا فلا يشعر بحلاوة في قلبه للعيد!! وإنما يُعَيِّد كما يُعيِّد الأطفال والصبيان !!!
لكن هؤلاء الرجال ليسوا كذلك.
دخل رجل على الإمام عليّ في يوم العيد وهو يأكل خبزاً جافاً!!
فقال: ما هذا يا إمام؟!! حتى في يوم العيد!!
فقال رضى الله عنه وكرَّم الله وجهه:
(وما العيد؟!! اليوم عيد من تَقبَّل الله صيامه وشكر سعيه وغفر ذنبه.
اليوم لنا عيد وغداً لنا عيد وبعد غد لنا عيد، وكل يوم لا نعصى الله عزَّ وجلَّ فيه فهو لنا عيد)
و لما رأى كرّم الله وجهه زينة النبط بالعراق في يوم عيد؛ قال:
(ما هذا الذي أظهروه؟!! قالوا: يا أمير المؤمنين هذا يوم عيد لهم!!
فقال: كل يوم لا يعصى الله عزَّ وجلَّ فيه فهو لنا عيد)
(ورد فى إحياء علوم الدين)
انظر إلى المفاهيم الناضجة عند الإمام عليّ رضى الله عنه وأرضاه!!!!!
فهذا هو العيد الذي يعيشه الصالحون.
لا بد أن يفوز بحال جديد ومقام حميد من عند الحميد المجيد،
كشوف الترقية تنزل يوم العيد، فلا بد أن يكون لك اسم في هذه الكشوف،
لمن ذلك؟
لمن أقبل على القلب - وليس على القالب - لمن أقبل على القلب،
وجعل أعمال القالب والجوارح والأجسام منبهات إلى ما يرجوه الله عزَّ وجلَّ
من قلوب القوم الكرام الذين يتأسون بالمصطفي عليه أفضل الصلاة وأتم السلام.
******************************
تم بحمد الله
من كتاب: (الصيام .. شريعة وحقيقة)
لفضيلة الشيخ/ فوزى محمد أبوزيد
رئيس الجمعية العامة للدعوة إلى الله - جمهورية مصر العربية | |
|
| |
| الصيام: شريعة وحقيقة | |
|