منتديات إسلامنا نور الهدى
حديث:(من سَمّعَ سَمّعَ اللهُ بِهِ) 24dhvkk
منتديات إسلامنا نور الهدى
حديث:(من سَمّعَ سَمّعَ اللهُ بِهِ) 24dhvkk
منتديات إسلامنا نور الهدى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات إسلامنا نور الهدى

وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ
 
الرئيسيةمنتديات اسلامناأحدث الصورالتسجيلدخول

عن النبي صلى الله عليه وسلم : من قال في أول يومه أو في أول ليلته(بسم الله الذي لم يضر مع أسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم لم يضره شيء في ذلك اليوم أو في تلك الليلة)للأستزادةوالشرح قسم الحديث الشريف بالمنتدى-مع تحيات الهوارى-المراقب العام

اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين،وأصلح لي شأني كله،لا إله إلاأنت.مع تحيات الهواى المراقب العام

لا إله إلا الله العظيم الحليم،لا إله إلا الله ربّ السّموات والأرض،وربّ العرش العظيم.

يا مَن كَفاني كُلَّ شَيءٍ اكفِني ما أَهَمَّني مِن أمرِ الدُّنيا والآخِرَة، وَصَدِّق قَولي وَفِعلي بالتَحقيق، يا شَفيقُ يا رَفيقُ فَرِّج عَنِّي كُلَّ ضيق، وَلا تُحَمِلني ما لا أطيق.

اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَدْمِ وَأَعُوذُبِكَ مِنَ التَرَدِّي،وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الغَرَق وَالحَرْقِ وَالهَرَمِ وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ يَتَخَبَّطَنِي الشَيْطَانُ عِنْدَالمَوْتِ وَأَعُوذُبِكَ أَنْ أَمُوتَ فِي سَبِيِلِكَ مُدْبِرَاً.


يا أهل مصر, نصرتمونا نصركم الله،وآويتمونا آواكم الله،وأعنتمونا أعانكم الله،وجعل لكم من كل مصيبة فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا"ستظل هذه الدعوات المباركات حصنًا وملاذًا لكل المصريين فقدحظيت مصر بشرف دعاء السيدة زينب بنت الأمام على رضي الله عنها لأهل مصر عندما قدمت إليها- مع تحيات الهوارى المراقب العام بالمنتدى

عن السيدة أسماءابنةعميس قالت علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن عند الكرب(الله,الله ربي لا أشرك به شيئاً(


اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ وَالحَزَنِ وَالعَجْز وَالكَسَلِ وَالبُخْلِ وَالجُبْنِ وَضَلْع الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ.اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ جَهْدِ البَلاَءِ وَدَرْكِ الشَقَاءِ،وَسُوءِ القَضَاءِ وَشَمَاتَةَ الأَعْدَاءِ

منتديات إسلامنا نور الهدى عن عبدالرحمن بن أبى بكرة أنه قال لأبيه:يا أبت أسمعك تدعو كل غداة:اللهم عافني في بدني ,اللهم عافنى في سمعي,اللهم عافني في بصري,لا إله إلا أنت,تعيدها ثلاثاً حين تصبح وحين تمسي فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهن فأنا أحب أن أستن بسنته

منتديات إسلامنا نور الهدى:أرسى النبي محمد مبادئ الحجرالصحي للوقاية من الأوبئة ومنع انتشارها حيث قال في حديثه عن الطاعون: "إِذا سمعتم به بأرضٍ؛ فلا تقدموا عليه، وإِذا وقع بأرضٍ، وأنتم بها؛ فلا تخرجوا فرارًا منه"، كما أنّ هناك نص قرآني صريح في سورة البقرة الآية 195"وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ"بالإضافة للحديث النبوي"لا ضرر ولا ضرار"ومن هنا نستنتج أن الوقاية من الوباء واتخاذ الإجراءات الوقائية هي أمر شرعي لا بد منه وقد نصحنا النبي محمد باتخاذ الإجراءات الوقائية لأنفسنا وأيضًا للأدوات التي نستخدمها فحسبما ورد عن جابر بن عبد الله قال رسول الله صل الله عليه وسلم )غطوا الإناء،وأوكوا السقاء، فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء، لا يمر بإناء ليس عليه غطاء،أوسقاء ليس عليه وكاء، إلا نزل فيه من ذلك الوباء)وعن أم المؤمنين السيدة عائشة،رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله إذا أراد أن يأكل أو يشرب غسل يديه، ثم يأكل أو يشرب،وعن أبى هريرة رضى الله عنه أنه قال:كان رسول الله إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه".إذًا فمبادئ الوقاية من الأوبئة والأمراض قد أقرها النبي محمد وهي واجب شرعي يجب على كل مسلم القيام به سواء كان اتباع إجراءات الوقاية الشخصية والحفاظ على النظافة وعدم نقل العدوى وأيضًا الالتزام بالحجر الصحي.

تٌعلن إدارة منتديات إسلامنا نور الهدى عن طلب مشرفين ومشرفات لجميع الأقسام بالمنتدى المراسلة من خلال الرسائل الخاصة أو التقدم بطلب بقسم طلبات الإشراف .. مع تحيات .. الإدارة

 

 حديث:(من سَمّعَ سَمّعَ اللهُ بِهِ)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سهام العدوية
عضو سوبر
عضو سوبر




حديث:(من سَمّعَ سَمّعَ اللهُ بِهِ) Empty
مُساهمةموضوع: حديث:(من سَمّعَ سَمّعَ اللهُ بِهِ)   حديث:(من سَمّعَ سَمّعَ اللهُ بِهِ) I_icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 25, 2013 3:17 pm


من سَمّعَ سَمّعَ اللهُ بِهِ
الحمد لله رب العالمين
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد عبدك ونبيك ورسولك الصادق الأمين وعلى أهله وآله وأزواجه وذريته
وصلي وسلم وبارك على سائر الأنبياء والمرسلين وآلهم الطاهرين والملائكة أجمعين
وارض عن جميع الأولياء والصالحين ومشايخنا الأحياء والمنتقلين
وأغفر لنا لوالدينا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نص الحديث:
عن ابن عباس –رضي الله عنهما-قال: قال النبي-صلى الله عليه وسلم-:" مَنْ سَمّعَ سَمَّعَ اللهُ بِهِ، وَمَنْ يُرَائِي يُرَائِي اللهُ بِهِ"
رواه البخاري(6134)، كتاب الرقاق، باب الرياء والسمعة. ومسلم(4/2289)(2986)،كتاب الزهد، باب من أشرك في عمله غير الله
المعنى العام:
 إن أضرّ شيء على العبد، أن يعمل عملاً، أو يقول قولاً، لا يريد به وجه الله، جميل ظاهره، قبيح باطنه، يسرّ غير ما يعلن، ويظهر خلاف ما يبطن، يسبح ويهلل، ويقرأ القرآن، ويخطب، ويعلم، ويدعو إلى الله بلسانه، وقلبه غافل وذاهل، وبغير الله مشغول، وعلى سواه معوّل ومتكل، وحسبه من الخير ثناء الجاهلين عليه، واستمالة قلوبهم إليه، إذا قرأ جوَّد، وإذا وعظ بكى، وإذا خطب أو درس لم يلحن، وجاء بالعجب العجاب، ولو أخلص في قلبه لكان الزعيم المطاع، والمصلح الحكيم، والمرشد العظيم، ولكنه الخادع المنافق، والكذاب المكار المزور، يقول بفيه ما ليس في قلبه, ويرائي الناس بما يعمله لربه، وفيه يقول الله-تعالى-:{ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ} الماعون:4-7 ، ويحذر الله عباده المؤمنين من الرياء بقوله-تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ } البقرة:264.
وفي آية أخرى يقول الله-تعالى-: {وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِيناً فَسَاءَ قَرِيناً } النساء:38.
وبهذا الحديث وأمثاله يحذرنا النبي-صلى الله عليه وسلم- من الرياء والسمعة وأن يعمل المسلم عملاً يبتغي به الشهرة وثناء الناس عليه؛ لأنه لا يصنع الخير حباً فيه، ولا يترك الشر كراهة له، بل ربما إذا خلا بنفسه ارتكب العظائم، واقترف الجرائم، وقصر في الواجبات والمندوبات، ومن أحسن الصلاة حيث يراه الناس، وأساءها حيث يخلو، فتلك استهانة  استهان بها ربه-تبارك وتعالى-، واتصف فيها بصفة المنافقين.
{ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلاً مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لا إِلَى هَؤُلاءِ وَلا إِلَى هَؤُلاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً } النساء:142-143.
شرح الحديث:
قوله-صلى الله عليه وسلم-:"من سمّعَ سمّعَ الله به" " سمَّعَ" بتشديد الميم، ومعناه: أظْهَرَ عمَلَهُ للنَّاس ريَاءً." سمَّعَ الله به" أي : فضَحه يومَ القيامة.
قال التهانوي:"السمعة: تكون في القول- كشاف اصطلاحات الفنون(3/607

[rtl]وقال ابن عبد السلام: السمعة أن يخفى عمله ثم يحدث به الناس- فتح الباري(11/344).[/rtl]


[ltr]قال ابن حجر: قال الخطَّابي: المعنى مَنْ عمل عملاً على غير إخلاص، يريد أن يراه الناس ويسمعوه جوزِيَ على ذلك بأن يُشهِّر اللهُ به ويفضحه ويُظهر ما كان يُبطنه، وقيل : مَنْ قصد بعمله الجاه والمنزلة عند الناس ولم يرد به وجه الله فإنَّ  اللهَ يجعله حديثاً عند الناس الذين أراد نيل المنزلة عندهم ولا ثواب له في الآخرة، وقيل: المراد: مَنْ قصد بعمله أن يسمعه الناس ويروه ليُعَظِّموه وتعلو منزلته عندهم، حصل له ما قصد، وكان ذلك جزاؤه على عمله، ولا يُثاب عليه في الآخرة، وقيل: المعنى: مَنْ سَمَّع بعيوب الناس وأذاعها أظهر اللهُ عيوبه وسمَّعَه المكروه.وقيل معنى سمَّع الله به شهره أو ملأ أسماع الناس بسوء الثناء عليه في الدنيا أو في القيامة بما ينطوي عليه من خبث السريرة - فتح الباري(11/344-345.[/ltr]



[ltr]قال الإمام النووي:"قال العلماء معناه من رآء بعمله وسمعه الناس ليكرموه ويعظموه ويعتقدوا خيره سمع الله به يوم القيامة الناس وفضحه. وقيل معناه من سمع بعيوبه وأذاعها أظهر الله عيوبه, وقيل أسمعه المكروه, وقيل أراه الله ثواب ذلك من غير أن يعطيه إياه ليكون حسرة عليه - راجع: شرح النووي على صحيح مسلم(18/116)[/ltr]



[ltr]وقيل معناه من أراد بعمله الناس أسمعه الله الناس وكان ذلك حظه منه [/ltr]


وقال الشيخ ابن عثيمين-رحمه الله-عند قوله-"من سمَّعَ سمَّعَ الله به" يعني من قال قولاً يتعبد به الله، ورفع صوته بذلك حتى يسمعه الناس ويقولون فلان كثير الذكر، كثير القراءة وما أشبه ذلك،فإن هذا قد سمَّع عباد الله يرائي بذلك سمّع الله به أي فضحه وكشف أمره وبين عيبه للناس وتبين لهم أنه مرائي، والحديث لم يقيد هل هو في الدنيا أو في الآخرة، فيمكن أن يسمع الله به في الدنيا فيكشف عيبه عند الناس، ويمكن أن يكون ذلك في الآخرة وهو أشد والعياذ بالله وأخزى، كما قال الله تعالى: {وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لا يُنْصَرُونَ} فصلت:16.
ويدخل في قوله-صلى الله عليه وسلم-:" من سمَّع سمَّع الله به" الذين يشققون الخطب، وينمقون الألفاظ، ويتقعرون في الكلمات ويمططون أصواتهم بالتلاوة والآذان، ليقال أصواتهم حسنة، وألسنتهم فصيحة، ومالهم من بلاغة القول إلا ما تستحسنه الآذان، ولا ينفذ منها إلى القلوب، وإنما يؤثر في النفوس القول البليغ الذي يتوصل به السامع إلى قصد المتكلم، ويبلغ به المنفعة المرجوة له ولقائله، وكذلك يدخل فيه الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في المؤمنين، والذين يتتبعون عثرات الناس، ويتكشفون عوراتهم، من أجل أن يفضحوهم، وإذا سمعوا منهم الكلمة طاروا بها في الآفاق. وملئوا بها القلوب والآذان، لا لشيء سوى الإنكار على قائلها والتسميع به، والله لا يحب كل أفاك أثيم- راجع: إصلاح المجتمع ص15  
وقوله-صلى الله عليه وسلم-:"وَمَنْ يُرَائِي يُرَائِي اللهُ بِهِ"
الرياء مصدر قولهم: راءه يرائيه رياءً ومراءةً، وهو مأخوذ من مادَّةِ رأى التي تدل- كما يقول ابن فارس-على نظر وإبصار بعين أو بصيرة، يقال من ذلك: راءى فلان، وفعل ذلك رئاء الناس ورياء الناس، وهو أن يفعل شيئاً ليراه الناس - مقاييس اللغة لابن فارس(2/472-473
قال الله تعالى: {وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} آل عمران:105.
أما في الاصطلاح: فقد قال الجرجاني: الرياء: ترك الإخلاص في العمل بمراعاة غير الله فيه- التعريفات ص119
وقال ابن حجر الهيتمي:" حد الرياء المذموم: إرادة العامل بعبادته غير وجه الله تعالى، كأن يقصد اطلاع الناس على عبادته وكماله، فيحصل له منهم نحو مال أو جاه أو ثناء الزواجر1/43.
وقال ابن حجر العسقلاني: الرياء إظهار العبادة لقصد رؤية الناس لها فيحمدوا صاحبه- فتح الباري11/344
وكل عمل فيه رياء معدود من السيئات، وإن كان صالحاً في ظاهره، وما يلبث صاحبه أن يظهر سره، ويتضح أمره، فيحيق به مكره، وعلى الإخلاص وعدمه، يترتب حسن الخاتمة وسوءها، كما جاء في الحديث الشريف:" إنَّ أَحدُكم ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار، فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار فيما يبدو للناس حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها" متفق عليه.
فالآيات والأحاديث في الرياء كثيرة فقد قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} البقرة:264، وقال تعالى: {وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِيناً فَسَاءَ قَرِيناً} النساء:38.
أما الأحاديث فقد جاءت أحاديث كثيرة منها حديث ابن عباس الذي بين أيدينا، وكذلك حديث أبي موسى الأشعري-رضي الله عنه-"أن رجلاً أعرابياً أتى النبي-صلى الله عليه وسلم-فقال: يا رسول الله ، الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل ليذكر، والرجل يقاتل ليرى مكانه، فمن في سبيل الله؟ فقال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-:" من قاتل لتكون كلمة الله أعلى فهو في سبيل الله" متفق عليه
وعن محمود بن لبيد-رضي الله عنه- قال : قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-:"إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر"، قالوا: يا رسول الله، وما الشرك الأصغر؟ قال: " الرياء إن الله تبارك وتعالى، يقول يوم تجازى العباد بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون بأعمالكم في الدنيا فانظروا، هل تجدون عندهم جزاء؟" أحمد في المسند(5/429)، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 1555
قال علي بن أبي طالب-رضي الله عنه-:"للمرائي ثلاث علامات، يكسل إذا كان وحده، وينشط إذا كان في الناس، ويزيد في العمل إذا أثني عليه، وينقص إذا ذم - راجع الإحياء 3/296.
وقال الفضيل بن عياض: "كانوا يراءون بما يعلمون، وصاروا اليوم يراءون بما لا يعلمون" المصدر السابق 3/296-297
وعن عاصم قال: كان أبو وائل_شقيق ابن سلمة- إذا صلى في بيته ينشج نشيجاً، ولو جعلت له الدنيا على أن يفعله وواحدٌ يراه، ما فعله" زهد الفضلاء(1/357
الفرق بين الرياء والشرك الأكبر:
قال ابن حجر الهيتمي-رحمه الله-: يتضح الفرق بين الرياء" وهو الشر الأصغر وبين الشرك الأكبر بمثال هو أن المصلي مراءاة يكون رياؤه سبباً باعثاً له على العمل، وهو تارة يقصد بعمله تعظيم الله تعالى، وتارة لا يقصد شيئاً، وفي كل منهما لا يصدر عنه مكفر، بخلاف الشرك الأكبر الذي لا يحدث إلا إذا قصد تعظيم غير الله تعالى، وعلم بذلك أن المرائي إنما حدث له هذا النوع من الشرك بتعظيمه قدر المخلوق عنده حتى حمله ذلك على الركوع والسجود، فكأن المخلوق هو المعظم بالسجود من وجه، وذلك غاية الجهل- راجع:  الزواجر لابن حجر1/44
أقسام الرياء:
ذكر الغزالي: أن الرياء بحسب ما يراءى به خمسة أقسام:
1-      الرياء في الدين بالبدن، وذلك بإظهار النُحول والصفار ليوهم بذلك شدة الاجتهاد وعظم الحزن على أمر الدين وغلبة خوف الآخرة. أما رياء أهل الدنيا فيكون بإظهار السمن وصفاء اللون واعتدال القامة، وحسن الوجه ونظافة البدن وقوة الأعضاء
2-      الرياء بالهيئة والزي، وذلك بتشعيث شعر الرأس، وإبقاء أثر السجود على الوجه، وغلظ الثياب وتقصير الأكمام, وترك تنظيف الثوب, وتركه مخرقاً، كل ذلك لإظهار أنه متبع للسنة. أما مراءاةُ أهل الدنيا فبالثياب النفيسة، والمراكب الرفيعة, وأنواع التوسع والتجمل في الملبس والمسكن.
3-      الرياء بالقول، ويكون من أهل الدين بالوعظ والتذكير والنطق بالحكمة, وحفظ الأخبار والآثار لإظهار غزارة العلم، ومن ذلك تحريك الشفتين بالذكر في محضر الناس، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أمامهم. وأما أهل الدنيا فيكون رياؤهم بحفظ الأشعار والأمثال، والتفاصح بالعبارات، وحفظ الغريب من النحو واللغة للإغراب على أهل الفضل.
4-      الرياء بالعمل، وذلك كمراءة المصلي بطول القيام والركوع والسجود ونحو ذلك. أما أهل الدنيا فمراءاتهم بالتبختر والاختيال وغيرهما مما يدل على الجاه والحشمة.
5-      المراءاة بالأصحاب والزائرين، كأن يطلب المرائي من عالم أن يزوره ليقال: إن فلاناً قد زار فلاناً، ومن ذلك كثرة ذكر الشيوخ. قال الغزالي : فهذه الخمسة هي مجامع ما يرائي به المراءون، وكلهم يطلبون بذلك الجاه والمنزلة في قلوب العباد- إحياء علوم الدين(3/297
درجات الرياء:
للرياء بحسب قصد المرائي أربع درجات:
الأولى: وهي أغلظها ألا يكون مراده الثواب أصلاً، كالذي يصلي أمام الناس، ولو انفرد فإنه لا يصلي، وربما دفعه الرياء إلى الصلاة من غير طهر.
الثانية: أن قصده للثواب أقل من قصده لإظهار عمله. وهذا النوع قريب مما قبله في الأثم.
الثالثة: أن يتساوى قصد الثواب وقصد الرياء، بحيث أن أحدهما وحده لا يبعثه على العمل، ولكن لما اجتمع القصدان انبعثت فيه الرغبة في العمل، وهذا قد أفسد بمقدار ما أصلح، وظواهر الأخبار تدل على أنه لا يسلم من العقاب.
الرابعة: أن يكون اطلاع الناس مرجحاً ومقوياً لنشاطه، ولو لم يكن ذلك ما ترك العبادة، وهذا النوع لا يحبط أصل الثواب ولكنه ينقص منه أو يعاقب صاحبه على مقدار قصد الرياء، ويثاب على مقدار قصد الثواب" إحياء علوم الدين(3/301-302
حكم الرياء:
ذكر الذهبي الرياء ضمن الكبائر، وذكر أدلة ذلك من الكتاب والسنة وآثار السلف الصالح -الكبائر ص 154
وعده ابن حجر الكبيرة الثانية بعد الشرك بالله، وقال : شهد بتحريمه الكتاب والسنة وانعقد عليه إجماع الأمة، وبعد أن أشبع القول في ذكر أدلة تحريمه قال: المعنى في تحريمه وكونه كبيرة وشركاً مقتضياً للعن أن في استهزاء بالحق تعالى، ومن ثم كان الرياء من كبائر الكبائر المهلكة ولذلك سماه الرسول-صلى الله عليه وسلم-" الشرك الأصغر"- أحمد في المسند 5/429
وفي الرياء أيضاً تلبيس على الخلق لإيهام المرائي لهم أنه مخلص مطيع لله تعالى وهو بخلاف ذلك- الزواجر2/44
وقال ابن حجر أيضاً: إذا أطلق لفظ الرياء-شرعاً- فالمراد الرياءُ المذموم- وهو العبادة التي يراد بها غير وجه الله-تعالى-، وقد يطلق الرياء على أمر مباح وهو طلب نحو الجاه والتوقير بغير عبادة، كأن يقصد بزينة لباسه الثناء عليه بالنظافة والجمال ونحو ذلك، ووجه عدم حرمة هذا النوع أنه ليس فيه ما في الرياء المحرم من التلبيس بالدين والاستهزاء برب العالمين.
وأقبح أنواع الرياء ما تعلق بأصل الإيمان وهو شأن المنافقين، يلي ذلك المراءاة بأصول العبادات الواجبة، كأن يعتاد تركها في الخلوة، ويفعلها في الملأ خوف المذمة، وهذا يؤدي إلى أعلى أنواع المقت، يلي ذلك المراءاة بالنوافل التي يفعلها المرائي باعتيادٍ أمام الناس ويرغب عنها في الخلوة، ويلي ذلك في القبح المراءاة بأوصاف العبادات كتحسنها وإظهار الخشوع فيها في الملأ والاقتصار في الخلوة على أدنى درجاته- الزواجر لابن حجر1/43-46
معالجة الرياء:
لا يستطيع أحد أن يقمع الرياء إلا بمجاهدة شديدة ومكابدة لقوة الشهوات ويكون ذلك بأمرين:
الأول: قلع عروقه واستئصال أصوله وهي : لذة المحمدة والفرار من ألم الذم، والطمع فيما في أيدي الناس، وهذا الثلاثة راجعة إلى حب المنزلة والجاه.
الثاني: أن يشمر الإنسان عن ساعد الجد لدفع ما يعرض من خاطر الرياء، وخواطره ثلاثة أيضاً هي: العلم باطلاع الخلق ورجاء اطلاعهم، ثم هيجان الرغبة من النفس في حمدهم، وحصول المنزلة عندهم، ويعقب ذلك هيجان الرغبة في قبول النفس لهأي الحمد والمنزلة والركون إليه وعقد الضمير على تحقيقه، والخاطر الأول يسمى معرفة، والثاني رغبة وشهوة, والثالث هو العزم وكمال القوة في دفع الخاطر الأول قبل أن يعقبه الثاني، فإذا خطر له معرفة اطلاع الخلق أو رجاء اطلاعهم دفع ذلك بأن قال: مالي وللخلق علموا أو لم يعلموا، والله عالم بحالي فأي فائدة في علم غيره؟ فإن هاجت الرغبة إلى لذة الحمد فعليه أن يذكر تعرض المرائي للمقت عند الله يوم القيامة  وخيبته- في أحوج أوقاته-إلى أعماله، وعندئذ تثور عنده كراهة للرياء تقابل تلك الشهوة إذ يتفكر في تعرضه لمقت الله وعقابه الأليم، الشهوة تدعوه إلى القبول والكراهة تدعوه إلى الإباء والنفس تطاوع–لا محالة- أواهماً ويتضح من ذلك أنه لا بد في رد الرياء الذي خطر أثناء العبادة من المعرفة والكراهة والإباء.
أما من الناحية العملية فإن دفع الرياء يستلزم من المرء أن يعود نفسه إخفاء العبادات، وإغلاق الأبواب دونها، كما تغلق الأبواب دون الفواحش، حتى يقنع قلبه بعلم الله ولا تنازعه نفسه بطلب علم غيره الله به، وهذا وإن كان يشق في البداية إلا أنه يهون بالصبر عليه وبتواصل ألطاف الله – عزوجل-وما يمد به عباده من التأييد والتشديد- إحياء علوم الدين(3/310-314
مضار الرياء:
1- الرياء محبط للأعمال مضيع لثوابها.
2-الرياء سبب للمقت عند الله، والمرائي ملعون ومطرود في رحمة الله تعالى.
3-الرياء من كبائر المهلكات- ذكر هذه المذام الثلاثة ابن حجر في الزواجر(1/47
4-الرياء دليل على غاية جهل المرائي.
5- الرياء غصن من شجرة في القلب ثمرها في الدنيا الخوف والغم وضيق الصدر وظلمة القلب وثمرها في الآخرة الزقوم والعذاب المقيم- ابن القيم الفوائد 226
6- الرياء يجلب الفقر ويعرض صاحبه للفتن .
7- الرياء يفضح أصحابه على رؤوس الأشهاد يوم القيامة.
8- يضاعف الله عذاب المرائين من القراء فيجعلهم في وادي الحزن في جهنم وساءت مصيرا.
9- الرياء يحول العمل الصالح إلى نقيضه فيحمل صاحبه به وزراً بدلاً من أن يكون له أجراً أو يكون عليه ستراً.
10- لا يسلم المرائي من أن يفتضح أمره في الدنيا فيسقط من أعين الناس وتذهب هيبته، ناهيك عن حسرته يوم القيامة.
11- يظهر الله عيوب المرائي ويسمعه المكروه جزاء ما قدمت يداه- نضرة النعيم 10/4567
عافانا الله من السمعة والرياء إنه على كل شيء قدير ، والحمد لله رب العالمين،
 
 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حديث:(من سَمّعَ سَمّعَ اللهُ بِهِ)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» إنَّ أوَّلَ مَا خَلَقَ اللهُ -حديث قدسى
» وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ
» أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَليه وسلم
» من أحب أن يَبسُطَ اللهُ عليه في رِزْقِهِ
» التي سمِع اللهُ قولَها

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إسلامنا نور الهدى :: الحديث الشريف :: الأحاديث النبوية-
انتقل الى: